بيان مشترك: الحل السياسي هو المخرج الوحيد من الكارثة المستمرة
توقف الطور العنيف من الأزمة السورية منذ أواسط العام 2019 تقريباً، وبدأت معاناة السوريين تتركز بشكل أساسي في الجانب الاقتصادي والمعيشي الذي تدهور بشكل كارثي منذ تاريخه. وقد كان واضحاً من حينه أنّ العنف قابل للتجدد، وبصورٍ أكثر خطورة، في أي لحظة طالما لم تتم معالجة جذور الأزمة وأسبابها العميقة.
ما نراه خلال هذه الأيام السوداء، هو أحد مؤشرات هذه الحقيقة؛ ابتداءً من الهجوم الإرهابي في حمص، والذي راح ضحيته ما يصل إلى 89 شهيداً، ومئات الجرحى، وكذلك القصف الذي استهدف مناطق في ريف إدلب وريف حلب وأوقع ضحايا بين المدنيين من أطفال ونساء.
بالتوازي أيضاً، يشهد الوطن السوري كله، من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه، عمليات عسكرية على يد قوى خارجية، المستهدف الوحيد فيها جميعاً، هم السوريون ومنشآتهم الحيوية للكهرباء ولمخازن الوقود، مشكّلة بذلك ليس ضغطاً على جهات سياسية بعينها، بقدر ما هو ضغط على أوضاع السوريين في كامل البلاد، التي تعاني أساساً من تدهور متواصل.
إنّ أعداء الحل السياسي في سورية، يرون بوضوح احتمالات الحل قريبةً، وخاصة عبر مساعي مسار أستانا، وكذلك عبر جهود دولٍ عربية أساسية، ولذا فإنهم يرون في التوترات والمآسي الجارية مخرجاً مؤقتاً لهم، فهم يسعون لإراقة الدماء السورية ورفع درجات التوتر لعلّ وعسى يسمح ذلك بإبعاد الحل وبإبعاد التغييرات المستحقة.
إنّ الرد الوحيد الناجع، والترياق الوحيد الشافي، هو حشد القوى باتجاه تنفيذ فوري وكامل للقرار 2254 والذي يشكل بوابة سورية نحو ولادة جديدة، تكون فيها موحدة أرضاً وشعباً، يقرر شعبها مصيره بنفسه، ويتم وفقه خروج القوات الأجنبية من سورية واستكمال القضاء على الإرهاب ليس عبر جانب أمني وحيد الجانب، بل عبر انتزاعه من جذوره بإنهاء ظروف الصراع والفقر والتوتر المستمر التي ينمو فيها.
الموقعون:
قدري جميل- حزب الإرادة الشعبية
عبيدة نحاس- حركة التجديد الوطني
محمد الشاكر- التجمع الديمقراطي العربي
خالد المحاميد- النائب الأسبق لرئيس هيئة التفاوض السورية
حسن الأطرش عضو المبادرة الوطنية في جبل العرب
تحميل المرفقات :
- YYYY.pdf (141 التنزيلات)
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 0000