2024: الانخفاض الشامل يضرب الموازنة العامة والدعم والإنفاق الاستثماري

تحت ستار الأرقام المبهمة والبيانات المالية التي تشكّل الموازنات العامة للدولة، يكمن واقع اقتصادي متدهور في سورية. ورغم أنه من الواجب أن تقدم الموازنات العامة لأي دولة صورة عن أداءها الاقتصادي، وتكون بمثابة مرآة تعكس اتجاهات النمو والاستثمار، إلا أنه في سورية، تتلاشى هذه الوظيفة أمام متاهات الأرقام والضرورات السياسية. وبدلاً من أن تكون الموازنة عرضاً حقيقياً لتوقعات الأداء الاقتصادي المقبل، تصبح مجرد «أمر واقع» يتم التعامل معه سنوياً.

الأسعار ترتفع عندما يرتفع الدولار.. وعندما لا يرتفع أيضاً!

يمكن أن يُعزى ارتفاع بعض الأسعار في الأسواق إلى ارتفاع سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية خلال الفترات الماضية، وبالتالي ارتفاع كافة التكاليف، سواء على علميات الاستيراد أو النقل والأجور وغيرها، ويؤخذ بعين الاعتبار أيضاً هوامش الاستغلال الإضافية بذريعة تذبذب سعر الصرف، وغيرها من الذرائع الأخرى، مثل: العقوبات والحصار!

المدارس.. غياب المستلزمات بوابة تربح وإفساد وتضحية بالقيم التربوية!

واصل القطاع التعليمي العام (المجاني افتراضاً) في سورية تراجعه خلال الأعوام الماضية، بشكل استثنائي ومستمر، وذلك نتيجة أسباب وعوامل عديدة سبق لقاسيون التطرق لمعظمها، ومع ذلك هناك المستجد الشاذ في كل عام مما يضيف للتراجع جرعات متزايدة!

«علينا أن نرتكب المجزرة وأن نمثل دور الضحية في الوقت نفسه» ماذا يقول إعلام العدو حول ما يحصل في فلسطين؟

فيما يلي يقدم مركز دراسات قاسيون جولة موسعة في صحف الكيان الصهيوني خلال الأسبوعين الماضيين، من شأنها أن تلقي بعض الضوء على ما يتم تداوله فيه، وكذلك ما يتم التفكير فيه من سيناريوهات.

ما الذي يكمن وراء ثلاثية واشنطن (لا لوقف للنار، لا للاجتياح البري، لا لتوسيعٍ إقليمي للحرب)؟

مضى حتى الآن (يوم الجمعة 27 تشرين الأول) 21 يوماً على 7 أكتوبر 2023. القصف «الإسرائيلي» الهمجي متواصل على غزة. ما تم إحصاؤه من شهداءٍ حتى الآن يزيد عن 7000 شهيد، بينهم قرابة 3000 طفل. تركز «بنك الأهداف» «الإسرائيلي» على المشافي والمدارس والمخابز والجوامع والكنائس وبيوت المدنيين، وفي كل بقاع قطاع غزة، شماله ووسطه وجنوبه. وبالتوازي، يجري قتل المدنيين في الضفة الغربية على أساس يوميٍ، وعدد الشهداء فيها تجاوز المئة. وفي أراضي 48 تجري عمليات اعتقال ممنهجة وعمليات انتقامٍ يقوم بها المستوطنون أيضاً على أساس يومي. وعلى الجبهة الشمالية مع لبنان، يتواصل التصعيد بشكل متدرجٍ، يوماً وراء يوم. «الإسرائيلي» يواصل قصفه لمواقع في لبنان وسورية، وخاصة لمطاري دمشق وحلب بشكل متكرر وبوتائر أعلى من السابق، والقواعد العسكرية الأمريكية في سورية والعراق تتلقى ضربات تزداد وتائرها وحِدتها شيئاً فشيئاً. والأمريكي ينقل أساطيل وقوات بشكل مكثفٍ باتجاه قواعده في منطقتنا، إضافة إلى الجسر الجوي الذي يمد به «إسرائيل».

عمال النظافة في المشافي واقع مؤلم

أثناء البحث عن موظفي الخدمات والتنظيف لا تجد المشافي الخاصة والعامة خياراً أفضل من التعاقد مع شركات الخدمات لمد المشفى بكوادر النظافة، وذلك بسبب الميزات المتعددة لهذا الخيار بالنسبة لإدارة المشفى وأهدافها الربحية، فمسؤولية هؤلاء الموظفين تقع على عاتق إدارة شركات الخدمات بالدرجة الأولى، وإدارة المشفى بالدرجة الثانية، ناهيك عن انخفاض تكلفة هذا الخيار بحكم تدني أجور عمال النظافة بشكل مخيف جداً، علماً أن العامل هنا يتقاضى أجراً شهرياً لا يتجاوز 250,000 ليرة فقط لا غير في أحسن الأحوال.

خيار العمال التصعيد في مطالبهم

يحلُّ موسم اجتماع الهيئات العامة في هذا التوقيت من كل عام ، وذلك وفقاً لقرار التنظيم النقابي، حيث يطرح النقابيون القاعديون (لجان نقابية، متممون) مداخلاتهم التي من المفترض بها أن تعكس الواقع العمالي (مطلبياً وإنتاجياً وحقوقياً)، ومن المفترض بهذه الاجتماعات أيضاً أن تقدم كشف حساب للعمال عمّا أنجزته نقاباتهم خلال العام، وما هي خطة العمل المفترض إنجازها، منها الدفاع عن الحقوق والمكتسبات والآليات المتبعة من أجل ذلك، خاصةً وأن الحكومة تؤكد في كل يوم على تمسكها بخطة عملها وبسياساتها الليبرالية تجاه حقوق العمال، وتجاه القطاع العام الصناعي، حيث تقضي تلك السياسات بتقليص الحقوق العمالية، والتخلص من القطاع العام ما أمكن... هذه هي خطة الحكومة، ولكن ما هي خطة النقابات لمنع ومواجهة ذلك؟!

بصراحة ... الطبقة العاملة هي البداية والنهاية في التغيير المطلوب

لعبت القرارات الصادرة في عهد الوحدة السورية المصرية المتعلقة بالحركة النقابية والطبقة العاملة دوراً مهماً في احتواء الحركة، ومصادرة دورها المستقل، وتجريدها من عناصر القوة التي اكتسبتها الحركة في مجرى نضالها السياسي الوطني والطبقي في مواجهة القوى الطبقية الأخرى المعبرة سياسياً عن مصالح الطبقة المهيمنة اقتصادياً

افتتاحية قاسيون 1146: كيف يكون لسورية دورٌ فاعل في المعركة؟

نقلت «وكالة العالم العربي» يوم الإثنين 23 من الجاري عن السيد بطرس مرجانة عضو مجلس الشعب السوري ورئيس لجنة الشؤون العربية والخارجية فيه، قوله: «أعتقد أن الوضع الحالي قد يكون أعقد من أن تقوم سورية بأي عمل عسكري تجاه إسرائيل في الوقت الحاضر».

وليس معلوماً إنْ كان هذا الرأي هو رأيه الشخصي، أم رأي اللجنة، أم أنه تعبيرٌ عن رأيٍ لآخرين صامتين عن قول رأيهم. ولكن بكل الأحوال فإنه قولٌ يدفع إلى الواجهة سؤالاً شديد الأهمية هو: كيف يمكن أن يكون لسورية دورٌ فاعل في المعركة الجارية؟ والتي لا تخص فلسطين وحدها، بل وتخص المنطقة بأسرها، وتخص سورية بالذات، وربما أكثر من غيرها.