ما الذي يُقلق الأنظمة في «دعم القضية الفلسطينية»؟

تستمر التحركات الشعبية الداعمة للقضية الفلسطينية ووقف فوري لإطلاق النار حول العالم، ورغم أن التحركات التي يشارك فيها الملايين تبدو استجابة طبيعية للسلوك الإجرامي الذي تمارسه قوات الاحتلال في حربها على غزّة، إلا أن مراقبتها بدقة تكشف أمامنا أن هذه الاحتجاجات أصبحت جزءاً من حالة استقطاب وفرز على المستوى الدولي، وإن كانت «مساندة القضية الفلسطينية» هي اليافطة الأساسية في المظاهرات الآن، فهذا لا يعني أن القضايا الأخرى بالنسبة لهذه الحشود ستظل غائبة.

عِلْم الأنفاق التحرّري.. عندما يشقّ الشعب الأرض قبوراً لغاصبيه

في 17 من تشرين الأول الجاري، وبعد عشرة أيام على عملية «طوفان الأقصى»، نشر «معهد الحرب الحديثة» MWI، في ويست-بوينت في نيويورك، مقالاً بقلم رئيس قسم دراسات «حرب المدن» فيه، بعنوان «كابوس تحت الأرض، أنفاق حماس والمشكلة المريعة التي تواجه الجيش الإسرائيلي». وفيما يلي تلخيص لأبرز ما جاء فيه.

منطقة كشكول.. واقع خدمي مستمر بالترهل على حساب الأهالي!

كشكول هي منطقة شعبية حديثة العهد بالمقارنة مع غيرها من المناطق المحيطة بها، تتبع إدارياً لبلدية جرمانا، ويغلب على أبنيتها غياب التنظيم، باستثناء بعض المشاريع الجديدة فيها، وتتميز بتركيبها السكاني المتنوع، ومن أحيائها اليونسية وحي دير إبراهيم الخليل، وشارع التوتر والسوق الشعبي فيها!

مؤسسات بريتون وودز تُثبت من جديد عداءها لنا

في الفترة من 9 إلى 15 تشرين الأول، عقد صندوق النقد الدولي والبنك الدولي اجتماعهما المشترك السنوي في مراكش المغربية، وكانت المرة الأخيرة التي التقت فيها مؤسستا بريتون وودز هاتين على الأراضي الإفريقية في عام 1973، عندما انعقد اجتماع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي في نيروبي في كينيا. حثّ حينها رئيس كينيا جومو كينياتا المجتمعين على إيجاد «علاج مبكر للمرض النقدي المتمثّل في التضخم وعدم الاستقرار، الذي ابتلي به العالم». وقد لاحظ كينياتا، الذي أصبح أول رئيس لكينيا في عام 1964، أن العديد من البلدان النامية كانت على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية تخسر، كل عام، نسبة كبيرة من دخلها السنوي بسبب تدهور شروطها التجارية. ولا تستطيع البلدان النامية التغلب على معدلات التبادل التجاري السلبية في حالة بيعها للمواد الخام، أو السلع المصنّعة بالكاد في السوق العالمية، في حين تعتمد على استيراد السلع التامة الصنع والطاقة الباهظة الثمن، حتى لو قامت بزيادة حجم صادراتها. وأضاف كينياتا «في الآونة الأخيرة، أدى التضخم في الدول الصناعية إلى خسائر كبيرة للدول النامية».

التنمية البشرية تجارة الكلام والأوهام!

اكتسحت دورات التنمية البشرية، الخاصة والعامة، بعناوينها الكثيرة، ومجموعة ضخمة من الدورات الشبيهة، الشارع السوري، مستقطبة بشكل خاص جيل الشباب الباحث عن فرص العمل والنهم للمعرفة، كشريحة مستهدفة!

2024: الانخفاض الشامل يضرب الموازنة العامة والدعم والإنفاق الاستثماري

تحت ستار الأرقام المبهمة والبيانات المالية التي تشكّل الموازنات العامة للدولة، يكمن واقع اقتصادي متدهور في سورية. ورغم أنه من الواجب أن تقدم الموازنات العامة لأي دولة صورة عن أداءها الاقتصادي، وتكون بمثابة مرآة تعكس اتجاهات النمو والاستثمار، إلا أنه في سورية، تتلاشى هذه الوظيفة أمام متاهات الأرقام والضرورات السياسية. وبدلاً من أن تكون الموازنة عرضاً حقيقياً لتوقعات الأداء الاقتصادي المقبل، تصبح مجرد «أمر واقع» يتم التعامل معه سنوياً.

الأسعار ترتفع عندما يرتفع الدولار.. وعندما لا يرتفع أيضاً!

يمكن أن يُعزى ارتفاع بعض الأسعار في الأسواق إلى ارتفاع سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية خلال الفترات الماضية، وبالتالي ارتفاع كافة التكاليف، سواء على علميات الاستيراد أو النقل والأجور وغيرها، ويؤخذ بعين الاعتبار أيضاً هوامش الاستغلال الإضافية بذريعة تذبذب سعر الصرف، وغيرها من الذرائع الأخرى، مثل: العقوبات والحصار!

المدارس.. غياب المستلزمات بوابة تربح وإفساد وتضحية بالقيم التربوية!

واصل القطاع التعليمي العام (المجاني افتراضاً) في سورية تراجعه خلال الأعوام الماضية، بشكل استثنائي ومستمر، وذلك نتيجة أسباب وعوامل عديدة سبق لقاسيون التطرق لمعظمها، ومع ذلك هناك المستجد الشاذ في كل عام مما يضيف للتراجع جرعات متزايدة!

«علينا أن نرتكب المجزرة وأن نمثل دور الضحية في الوقت نفسه» ماذا يقول إعلام العدو حول ما يحصل في فلسطين؟

فيما يلي يقدم مركز دراسات قاسيون جولة موسعة في صحف الكيان الصهيوني خلال الأسبوعين الماضيين، من شأنها أن تلقي بعض الضوء على ما يتم تداوله فيه، وكذلك ما يتم التفكير فيه من سيناريوهات.

ما الذي يكمن وراء ثلاثية واشنطن (لا لوقف للنار، لا للاجتياح البري، لا لتوسيعٍ إقليمي للحرب)؟

مضى حتى الآن (يوم الجمعة 27 تشرين الأول) 21 يوماً على 7 أكتوبر 2023. القصف «الإسرائيلي» الهمجي متواصل على غزة. ما تم إحصاؤه من شهداءٍ حتى الآن يزيد عن 7000 شهيد، بينهم قرابة 3000 طفل. تركز «بنك الأهداف» «الإسرائيلي» على المشافي والمدارس والمخابز والجوامع والكنائس وبيوت المدنيين، وفي كل بقاع قطاع غزة، شماله ووسطه وجنوبه. وبالتوازي، يجري قتل المدنيين في الضفة الغربية على أساس يوميٍ، وعدد الشهداء فيها تجاوز المئة. وفي أراضي 48 تجري عمليات اعتقال ممنهجة وعمليات انتقامٍ يقوم بها المستوطنون أيضاً على أساس يومي. وعلى الجبهة الشمالية مع لبنان، يتواصل التصعيد بشكل متدرجٍ، يوماً وراء يوم. «الإسرائيلي» يواصل قصفه لمواقع في لبنان وسورية، وخاصة لمطاري دمشق وحلب بشكل متكرر وبوتائر أعلى من السابق، والقواعد العسكرية الأمريكية في سورية والعراق تتلقى ضربات تزداد وتائرها وحِدتها شيئاً فشيئاً. والأمريكي ينقل أساطيل وقوات بشكل مكثفٍ باتجاه قواعده في منطقتنا، إضافة إلى الجسر الجوي الذي يمد به «إسرائيل».