نور أبو فرّاج
email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
ما زال سطح السماء مثقوباً بنجومٍ صغيرةٍ كما كان دائماً، والقمر مستعدٌ لمسابقة طفلٍ في الركض إذا ما تحداه الأخير.. هناك في السماء مازال كل شيء كما كان كما لو أنه لم يُمّس، كلُّ ما في الأمر أننا لم نعد ننظر إلى الأعلى بما يكفي، نحن مشغولون بالتحديق أمامنا والتلفّت يميناً وشمالاً..
يُهيأ للبعض منّا أحياناً أن جميع اللصوص والقَتَلة المأجورين والمرضى العقليين والمُغتصبين والمحاربين الأشداء انفلتوا من عقالهم وانسلّوا هاربين من أفلام الرعب أو أشد الكوابيس إخافةً، وبدؤوا بالتجوّل بيننا طُلقاء. حينها يسيطر شعورٌ قَلِقٌ بغياب الأمن، وتصبح أيُة نظرة من غريبٍ عابر في الشارع إشارةً إلى اقتراب الخطر.
وضعت في يده قطعتين نقديتين (15 ليرة سورية) وأخذت البطاقة الصغيرة. شققت طريقي بصعوبة إلى رحم الباص، الجو خانقٌ، اصطدمات نظراتي بعيونٍ هنا وهناك، أشحت بنظري بعيداً، لا مكان للجلوس، وقفت.
مؤخراً، تداولت بعض صفحات الفيسبوك، وفي مقدمتها صفحة «احتلوا الوول ستريت»، رسماً لجدولٍ بسيط يوضّح القواسم المشتركة بين تنظيم داعش والكيان الصهيوني. لوهلة، بدت تلك المعلومات صادمةً نظراً لبساطتها. كما لو أنها أزالت كل «مساحيق التجميل الإعلامية» التي تصّور «داعش» كنقيض مظلم لدولة الاحتلال «الديمقراطية» و«المنفتحة». بدت الحقائق بالرغم من تسرّعها ربما، عارية دون تكلف، وإن كانت ضمن المعالجات التقليدية للنخب الغربية المتعاطفة مع الشعب الفلسطيني.
يختار بانكسي دائماً أماكن ومواضيع غير متوقعة. هذه المرة، جاءت المفاجأة من قلب قطاع غزة، بعدما نشر الرسام البريطاني مجهول الهوية شريط فيديو (1:55 د.)، عبر صفحته الرسميّة على «فايسبوك»، بعنوان «غزّة ترحّب بكم».
في غرفة عمليات مظلمة يتوسطها مكتبٌ مكتظ بالأوراق والخرائط العسكرية، يُسمع صوت ينبئ المشاهدين بأنّ «أحد أكبر أسرار الجيش الإسرائيلي على وشك أن يكشف». عوضاً عن «السرّ العسكري الخطير»، تظهر امرأة تحلّ ياقة قميصها، وتكشف عن صدرها المكتنز. يأتي ذلك في إعلان ترويجي (2 د.) لعلامة MTKL الإسرائيليّة، المتخصّصة بتصميم أزياء وإكسسوارات مستوحاة من جنديات جيش الاحتلال، والمأخوذ اسمها عن اسم إحدى وحداته الخاصّة.
لا تكف بعض وسائل الإعلام الرسمية والخاصة عن محاولات اقناعنا بأن كل ما يجري بما فيه افتتاح مراكز ترفيهية هو من أجل سواد عيوننا
فتاة صغيرة تفتش رجل أمن يرفع يديه مستسلماً، طفلٌ فقير يخيط أعلام المملكة المتحدة، ورجلٌ ملثّم يرمي باقةً من الأزهار بدلاً من قنبلة! تلك لوحاتٍ كثر تداولها عبر مواقع التواصل الإجتماعي في السنوات القليلة الماضية وتم اقتطاع أجزاء منها في الحملات والملصقات السياسية وتعود جميعها لفنان الغرافيتي البريطاني المثير للجدل (بانكسي).
لا يهم إن كانت محضَ صادفةٍ أو إحدى تلك الأفكار «الجهنمية» التي خرج بها فريق العلاقات العامة الخاص بالرئيس الأمريكي، بأن يتم توقيت زيارة أوباما الأولى إلى القارة الإفريقية– منذ عدة أشهر- في حين يصارع مانديلا المرض، فالمحصلة أن الرئيسين الذين تشاركا لون البشرة فقط..
ربما تعثر العديد من المتابعين لوسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية الإخبارية الأسبوع الماضي بذكرٍ لـ(محرقة الهولوكوست) هنا أو هناك. كان أبرزها الضجة التي أثارتها تصريحات التي أدلى بها الرئيس الإيراني حسن روحاني في مقابلة عبر (سي أن أن) وأتى على ذكر المحرقة باعتبارها إحدى الجرائم ضد الإنسانية فيما شنت وسائل الإعلام الإيرانية ووكالة أنباء فارس حملة ضد (سي أن أن) باعتبارها حرفت كلام روحاني، وتلاعبت في الترجمة من الفارسية إلى الإنكليزية.