عصام حوج

عصام حوج

email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

بالزاوية: المعارضة وداء الذاتية

من الأمراض المزمنة التي تعاني منها بعض النخب الثقافية والسياسية السورية المعارضة، داء الـ«أنا» المتورمة، داء الذاتية المفرطة، حيث تعتبر الذات المريضة نفسها محور الحدث، فاللقاءات لن تكون ناجحة إذا لم   ينظمها هو حصراً، أو على الأقل إذا لم يتصدرها هو، باعتباره الوحيد الضامن، والمؤتمن غير المشكوك في نزاهته ومصداقيته، وهو الوحيد الذي من حقه أن يمنح الشرعية لهذه الجهة المعارضة أو تلك أو يحرمها منه، حتى يكاد أن يردد معزوفة «الممثل الشرعي والوحيد»..

بالزاوية!: «شارلي ابيدو»..

مرة أخرى تكشف الماكينة الإعلامية عن بؤسها وسطحيتها   في سياق تناول الحدث الفرنسي، بضخ مزيد من الدجل والتزييف. أغلب القراءات التي حاولت مقاربة حدث الاقتحام والاغتيال في مقر صحيفة « شارلي ابيدو» الفرنسية، دارت ضمن تلك الحلقة المفرغة التي تصور الأمر وكأنه صراع بين العلمانية والتدين، بين التخلف والحداثة، بين ثقافة وأخرى.. وغيرها من مفردات الاستهلاك الإعلامي التي تساهم في التغطية على جوهر الصراع الدائر، في أسبابه العميقة، في أدواته المتعددة التي تبدو أنها متناقضة ولكنها تخدم الهدف ذاته..

بالزاوية!: «وأما الزبد...»!؟

قيل الكثير في سنوات الأزمة، و كثير من الحبر لوث بياض الورق، و دخل كل شيء في بازار المماحكة والسفسطة الإعلامية.. وخرج علينا في هذه السنوات نسق من كتاب الزوايا والأعمدة، واليوميات، وإعداد البرامج، وصفحات التواصل،

جدل الثقافي والسياسي!

لم ولن ينتهي الجدل حول العلاقة بين السياسي والثقافي ما دام الصراع الاجتماعي قائماً، طالما أن السياسي هو شكل الصراع وإحدى تجلياته، وباعتبار أن الثقافي هو في الأصل امتداد للسياسي لا ينفصل عنه إلا في الشكل واللغة والأدوات، وطالما انه لا يوجد حيز للحياد عندما يكون ثمة صراعاً حقيقياً، وهو ما لم يغب يوماً بغض النظر عن شدة هذا الصراع أو خفوته، وبغض النظر عن الشكل الذي يأخذه.

بالزاوية!: هوامش

 هامش أول / الزمن لم يكن يوماً ما عنصراً حيادياً في المعادلات السياسية ولن يكون، وخصوصاً في ظل الإيقاع المتسارع للأحداث، بل كان وما زال تأخر حل الأزمة سبباً لظهور عناصر طارئة، وغريبة، أستطاعت أن تحدث تغيراً نوعياً وكمياً في العناصر كلها، الحل الصحيح للمعادلة يكمن في العودة إلى الجذر إلى  طبيعة وشكل العلاقة بين العناصر الداخلية في البنية المأزومة وتوفير الأداة المناسبة لحل التناقضات، وذلك وحده كفيل بطرد ما هو طارىء، وغريب «التطرف» مثلاً

بالزاوية: خرائط ودول؟!

تتحفنا وسائل الإعلام باستمرار بخرائط جديدة، حيث ستزول دول، وتظهر كيانات أخرى، أو ربما تحل محلها الـ«لا دولة»..!
هكذا وببساطة، ترسم مكاتب «الهندسة السياسية» الخرائط كما يحلو لها، وتنشرها على الملأ دون حرج، وكأن هذه الأوطان مجرد جغرافيا وخرائط مرسومة على الورق، وكأن البشر هنا بيادق على رقعة شطرنج، أو هوامش في صفحات التاريخ، أو بدائيون، قبائل وأديان وطوائف لايمكن أن تكون معاً ..

بالزاوية!: حول التنبؤ..!

يعتبر علم الاجتماع عموماً، والحقل السياسي منه على وجه التحديد في أحد جوانبه، أداة التمكن لقراءة اتجاه التطور الحقيقي والاستناد إلى ذلك في صياغة البرامج ووضع السياسات، وتوفير الأدوات الكفيلة للوصول إلى ما يجب الوصول إليه، وعدا عن ذلك فإن السياسة تكف عن كونها علماً، وتتحول إلى مجرد أداة تضليل وتلاعب بالعقول، ويتحول الموقف السياسي إلى مجرد وسيلة للتحكم بمصير الناس، وفي أحسن الأحوال مجرد نوايا طيبة يعجز أصحابها في التعبير عنها بالشكل الصحيح.

بالزاوية!: المثقف والموقف المطلوب

من لم يعش حالة السوري وهو يحاول تأمين جرة غاز، أوبيدون مازوت، أوربطة خبز، من لا يكترث بقلق المهاجرين في بواخر الموت لايستطيع أن يحدد الموقف الصحيح مما يجري، من لم يختبر نفسه في قهر الانتظار على «مواقف السرافيس» في دمشق...،

بالزاوية: سوريون ...

دأبت بعض وسائل الإعلام منذ بدء الأزمة على تقسيم السوريين إلى مجرد طوائف ومذاهب وقوميات وأديان بحيث يبدو بأنهم هم مجرد مجموعات بشرية على أساس هذه الانتماءات وليس أكثر من ذلك، ولم يخل المشهد من الدعوة إلى «الأخوة» وما إلى ذلك من «مواعظ» على الأسس ذاتها طبعاً؟؟!

بالزاوية!: جلد الذات!!

من تجليات الأزمة في جانب علم النفس الاجتماعي تفشي ظاهرة ما يمكن تسميته بـ «جلد الذات» التي تتجلى بأشكال مختلفة، وتأخذ بعداً مجتمعياً وتاريخياً..فما نحن فيه هو «نتاج تخلفنا» و«نستحق» ما يحصل لنا، لتصل لدى البعض إلى «مازوشية» ذات محتوى سياسي تبرر استجداء الخلاص حتى من إبليس، طالما «نحن» عاجزون عن فعل شيء، وما دامت «مجتمعات متخلفة» وصولاً إلى شتم «تاريخنا الأسود» ..كذا؟!