بالزاوية: إلى أين..؟

بالزاوية: إلى أين..؟

التاريخ بما فيه من تجارب مرت بها البشرية هو«أم العلوم»، ويحدث أن يصبح حدث ما في التاريخ تحولاً، وقفزة، تختصر الزمن إذا توافقت مع التطور الموضوعي، مع رغبة البشر، ومصالحهم.
ولكن يحدث أن تُدفن الحقيقة التاريخية، أو تُوأد، أو تذبح، ويسفك دمها، خاصة عندما يتم التوثيق والتأريخ على يد الدجالين، والمشعوذيين الليبراليين، عندما يكون «فقه رأس المال» هو السائد، أي عندما تسود «ثقافة الدراكولا»!؟


من الحقائق والوقائع التاريخية التي يتجاهلها الإعلام المعاصر اليوم هي ثورة أكتوبر الاشتراكية- 7 تشرين الثاني 1917- والتي قامت على الجغرافيا الروسية و استطاعت تحويل روسيا قي عقدين من الزمن إلى دولة عظمى.. ألا تكفي شهادة تشرشل؟، وفرضت نفسها أيضاً كحدث كوني حدد مسار التطور التاريخي على مدى سبعين عاماً، وبعيداً عن السرد المدرسي عن ما تركته هذه الثورة من أثر، يكفي أن نقول إنها أسست لثقافة جديدة، وأنها ألهمت خيرة عقول العالم في حقول المعرفة المختلفة في الفيزياء والرياضيات والفضاء والطب، في الرواية والشعر والمسرح والسينما والموسيقا، حيث فتحت الباب واسعاً أمام انطلاق الطاقات الإبداعية الكامنة..
لايحتاج المرء إلى كثير من الجهد حتى يرى ذلك التشابه بين المشهد العالمي عشية الثورة الروسية، وبين ما يجري في عالم اليوم:
«التفسخ الرأسمالي ذاته، جنون العسكرة عينه، النفاق البرجوازي  عن الحقوق، عبث بالخرائط، تقاسم لمناطق النفوذ، حروب، فقر، أوبئة، مجاعات، كوارث بيئية، تناقضات مستفحلة على المستوى العالمي، وداخل كل بلد..الأسئلة ذاتها التي طُرحت على العقل البشري آنذاك تفرض نفسها اليوم على جدول الأعمال»، أمّنا الأرض حبلى، وما هو أكيد ثمة ولادة جديدة، ثمة شموع ستضاء، وأجراس سترنّ، مرة أخرى؟!!
 ما هو غير قابل للنقاش أن «الثورة» باتت مرة أخرى ضرورة لتغيير  النموذج السائد عالمياً.. «الشايلوكي» في الاقتصاد، والميكيافيللي في السياسة، والغوبلزي في الدعاية، كما كانت ضرورة قبل ثمانية عقود وفرضت نفسها، وجعلت من اللغو البرجوازي آنذاك حطاماً.
 التاريخ يقول:عندما يصبح أمرأ ما ضرورة، لايحول دونه لاجبروت مالي، ولا عسكري، ولا إعلامي.