عبد الرزاق دياب

عبد الرزاق دياب

email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الصحة... ليست بخير

موجة الحر القاسية التي تشهدها سورية والمنطقة هذه الأيام ألقت بثقلها على صحة المواطنين خصوصاً أنها أتت في موسم العيد والعطلة الصيفية، وهو الموسم المفضل للأطفال، وقد أدت إلى إصابات كثيرة بضربة الشمس وأمراض التهاب الأمعاء والمعدة، هذا بالإضافة إلى الكسور والوفيات القليلة نتيجة حوادث الإهمال والفوضى.

مطبات: موسم ابتزاز الفرح

حكماً سيذهب الأولاد إلى الأراجيح، وسيبحثون عن ساحات عيدهم، وسيطلبون ملابس جديدة لليوم الأول من العيد، وسيدورون على بيوت الأقارب طمعاً بقبلة ساخنة، وعيدية تساعدهم على اللعب على مدى ثلاثة أيام هي لهم فقط.

(العيدية)... رشوة مضاعفة تحت مسميات محلية الصنع

العيدية بالضبط هي اختراع سوري محض وبامتياز، ولن تجده في بلد آخر بهذا النهم والتوافق، والغريب أننا كمواطنين ندفع هذا الإتاوة عن طيب خاطر، بل وأن آخرين يحثون من لا يقبلون بها على دفعها من أجل تسيير أمورهم وتيسيرها، وهي سائدة لدرجة أنها اصبحت عرفاً يتعامل به الجميع، ومن يعتبرها ابتزازاً يبدو كمن خرج من ملته

مطبات: هل تمزح الحكومة... أحياناً؟

ليست هي المرة الأولى التي تطلق فيها الحكومة عبر وزرائها ومديري مؤسساتها عبارات التهديد والوعيد ضد المخالفين وتحديداً في القطاع الخاص، على اعتبار أنه كما يقال أكثر فساداً من سواه، ولطالما استخدم هؤلاء المهددون عبارات مثل (الضرب بيد من حديد) للتعبير عن مدى الجدية في التعامل مع هذه الشريحة الواسعة من الفاسدين، الذين باتوا يشكلون عامل تخريب في اقتصاد الوطن، وعامل نهب لأبنائه الفقراء الذين باتوا على شفير ما بعد الفقر.

كهرباء قطنا.. فوضى التقنين.. والجباية العشوائية

موظف واحد فقط هو من يقوم بقراءة العدادات لمدينة كبيرة مثل قطنا، وتعتبر اليوم من المدن الحاضنة لعشرات آلاف المهجرين كونها آمنة وتتمتع بطقس جميل وتنوع اجتماعي فريد، ولكنها تتفرد في كونها من أكثر مدن ريف العاصمة إهمالاً، و هذا ما يجعلها أقل حظاً من مدن صغيرة تحيط بها، وتتنوع مشاكلها بدءاً من الكم الهائل من مخالفات البناء، إلى النقل العام والكهرباء والمياه غير الآمنة... لكن وضع الكهرباء فيها قد يصل حداً غير مقبول قياساً لجيرانها.

مطبات: تحليل حسب الطلب

السوريون أي نحن... محظوظون بمن يبرر آلامنا وأخطاءنا وموتنا، وربما هي حكمة الله الأبدية فينا أننا أكثر شعوب الأرض راحة في العلن،  وفي أعماقنا نئن كمن تنتزع روحه ببطء، وهؤلاء المحللون الذين يمتهنون التبرير يعيشون معنا الأوجاع نفسها، ويأكلون من الخبز الأسود نفسه، ويهمسون لزوجاتهم عن عدم قدرتهم على تحمل أعباء الغلاء... ولكنهم أمام الكاميرا أو آلة التسجيل يبدؤون بجلدنا وجلد أنفسهم قبلنا ليبرروا هذا التوحش الرهيب للسوق الفوضوية.

مطبات: صياماً مقبولاً

سيتضرع المؤمنون بالتأكيد إلى الله في أنهم أحياء يرزقون، فنعمة الحياة فوق كل النعم، وسيبتهلون له في أن يحفظ ما بقي لهم من مفرداتها، ولكنهم وهم يرفعون أكف الضراعة في أول أيام رمضان سيتذكرون الرزق، والسعي لتحصيله، وضيق الحال، وقلة الحيلة، والغلاء الفاحش، واليد القصيرة، وساعات الصيام الطويلة، والمجهول الذي في علم الغيب فيطلبون من ربهم اللطف بأقدارهم المكتوبة.

انتبه خلفك وأمامك.. دائماً النشال واللص والمرتشي والمختلس.. إخوة المهنة

تفشي الجريمة في ألأماكن المفتوحة دون عيون ودون قانون، أو عندما يستشعر المجرم أن لا أحد سينال منه ويقتص من فعلته، وقد سمحت الأزمة الوطنية الكبرى، لصغار النفوس أن ينهبوا ويسرقوا في كل موقع لهم أو مكان ليد، وهم عندما يستغلون انشغال الدولة والقضاء إنما يمارسون فعلاً أقسى من الجريمة بحد ذاتها، وربما يصل -إن لم نبالغ- لحدود الخيانة.

مطبات: ممنوع.. الفساد

هي الكلمة السحر التي رمتنا سنيناً إلى الخلف، وساهمت مع أصحابها في إفقارنا وهلاكنا الذي نراقبه عاجزين محاولين الخلاص دون جدوى...وهي السر في انتحارنا الاقتصادي والإداري، وهي السر الذي يكبر يوماً بعد يوم ويتسع، ويزداد مريدوه ومعجبوه كأنه صار من عاداتنا، وجزء من ثقافتنا... ثقافة الفساد المهلكة، ودائرة الفساد المتسعة، ولغة الفساد السائدة.

لن يكون مختلفاً عن سواه رمضان.. مَن يصبر على من؟

(اعتدنا هذه الحالة القاسية، وهذا الشهر بصعوبته لن يكون مختلفاَ... كل أيامنا رمضان، والغلاء الذي شهدته السنوات الصعبة كان كافياً لكي يحولنا إلى مواطنين ضد الصدمات)، بهذه الكلمات رد مواطن عن سؤالي له عن استعداده لقدوم شهر رمضان المبارك، فالمواطن وصل به المر إلى أن تتشابه أيامه وشهوره غلاءً واحتكاراً... ولم يعد يصدمه أي نبأ، ربما يفاجئه هبوط الأسعار وتوفر السلع، وتنتابه هستيريا إذا استفاق صباحاً على صوت بائع الخضار ينادي (كيلو البندورة بـ 15 ليرة) أيام كانت سحارة البندورة تساوي 75 ليرة سورية في عزها.