كهرباء قطنا.. فوضى التقنين.. والجباية العشوائية
موظف واحد فقط هو من يقوم بقراءة العدادات لمدينة كبيرة مثل قطنا، وتعتبر اليوم من المدن الحاضنة لعشرات آلاف المهجرين كونها آمنة وتتمتع بطقس جميل وتنوع اجتماعي فريد، ولكنها تتفرد في كونها من أكثر مدن ريف العاصمة إهمالاً، و هذا ما يجعلها أقل حظاً من مدن صغيرة تحيط بها، وتتنوع مشاكلها بدءاً من الكم الهائل من مخالفات البناء، إلى النقل العام والكهرباء والمياه غير الآمنة... لكن وضع الكهرباء فيها قد يصل حداً غير مقبول قياساً لجيرانها.
فواتير عشوائية
يعلم الجميع مسؤولون ومواطنون أن الصيف الماضي وأغلب أشهر هذا الشتاء مرت بدون كهرباء فعلية، وبلغ التقنين ذروته في أكثر مناطق الريف لأسباب عدة، من أهمها ما تتعرض له أنابيب نقل الغاز ومحطات التوليد من اعتداءات، وهذا يعني أن لا فواتير كبيرة يجب أن تطال المواطن، ولكن ما أثار دهشة أغلب المواطنين هي الفواتير المرتفعة التي تمت مطالبتهم بها، وهذا لا يتناسب مع الواقع.
لدى مراجعة مركز عرطوز، قيل لهم ادفعوا وسنقوم بالتقسيط لكم على دفعات حسب نظام (الشرائح)، وهذا يعني تخفيض القيمة إلى النصف أو اكثر بقليل، ولكن حتى هذه الحل غير عادل، ومواطنون اشتكوا من عدم قدرتهم على الدفع، بينما طالب آخرون باعتماد فواتيرهم السابقة كون المؤشر لا يدخل مناطقهم.
عجائب
ما رأيك أن تدفع فاتورة بتاريخ 5-3-2015 ويكون الإصدار القادم لفاتورتك بتاريخ 1-3-2015..وهي نموذج عجيب للأخطاء الكثيرة التي سجلها هذا المركز، إضافة لأحاديث منقولة عن بعض موظفيه أن بيانات المشتكين يتم استعادتها، وأن هذ الفواتير ما هي إلا تكراراً لما يوازيها في أعوام سابقة، مع أنه قد تغير الواقع الكهربائي من تيار مستمر دون انقطاع، إلى تيار مقطوع مستمر لساعات قليلة، وكما أن هناك تغيرات في نمط الاستهلاك بسبب قدوم عائلات مهجرة ليس لديها أجهزة كهربائية تستلزم صرفاً كبيراً.
تقنين بأعطال
على مبدأ (لحم بعضمو) تمر ساعات التقنين الطويلة، ولكن المثير هو حينما يأتي دورك في الإنارة لا يكاد التيار يصل إلى التلفزيون والبراد إلا ويعود التقنين القسري هذه المرة، فالانقطاع سببه عطل ناتج كما يقول عناصر الطوارئ عن التحميل الزائد للشبكة، وأن قواطع الخزان لم تعد تتحمل هذا الضغط الكبير، وهؤلاء أي بعض عناصر طوارئ قطنا ساهموا في هذه الأحمال الزائدة، حيث يقومون بتمديد خطوط إضافية للبعض مقابل مبالغ مالية، فالتقنين ليس لكل المنطقة بل لأحياء دون أخرى، وهذا المواطن يبدل بين الخطوط أي أن التيار الكهربائي لديه دائماً في ذروته، وهو دفع للطوارئ ثمن بقائه مضيئاً.
المواطن الفقير وحده من يدفع ثمن هذه التجاوزات الكبيرة، والمحسوبيات، والرشاوى المتبادلة بين الموظف والذي يملك المال كلاهما بخير....وأما المواطن: ادفع دون كهرباء؟.