email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
تعرض إحدى المحطات السورية تقريراً عن فعالية أقيمت على أرض محافظة سورية، يبتسم الجميع للكاميرا، من المحافظ إلى أعضاء المكتب التنفيذي، وهم يسلمون بيجاما أو بشاكير لمصابين يستندون إلى عصا أو كتف قريب أو مدفوعين من زوجة وابن.
لطالما كانت المنطقة الجنوبية خزاناً للخضروات الموسمية، وأنواع عديدة من الحبوب والمنتجات الحيوانية، فمن ينافس البندورة الحورانية، أو تفاح الجولان.
بت أربط وجودها عند مدخل سوق الموبايلات بالنهارات ذات المردودية الجيدة، لا أدري لماذا تعلقت بذاك الوجه!، كبرت على مَرْ السنتين الماضيتين، كانت تتنقل في محيط شارع الثورة، تتنوع بضاعتها، لكن المعروك كان الأحب إلى قلبها، لا تفضل الحديث كثيراً مع الزبائن، هي فقط ابتسامة تنم عن خجل.
وكأننا نعيش ضمن ثقب أسود من الأزمات، يتسع ليشمل الماء والكهرباء والمازوت والدواء والمشافي والمدارس والطرقات والمرور والنقل والصرف الصحي وغيرها..
تحفر الحروب أخاديد عميقة عادةً في وجه من تقابله، لكن هذه الحروب الدائرة شوهت أرواح السوريات كما وجوه بعضهن.
ظرف أو ظرفين من حبوب الدواء الملونة بالأحمر والأسود عيار خمسمائة، كانت علاجاً تكتفي به شريحة واسعة من السوريين البسطاء، إلى جانب كأس من الزهورات الدافئة، وبذلك تنتهي معاناة الرشح، أما اليوم ففعالية الدواء قد تغيرت كما هي أسماء الأدوية، وأصنافها.
لا توجد مدينة أو بلدة أو قرية خرج منها سكانها في الحرب السورية الدائرة، إلا وكانوا مجبرين على ذلك، فالقصف الذي كان من الأطراف المتقاتلة كافة أجبر المواطنين على الخروج من منازلهم ومدنهم، دون التفكير بأن عدداً كبيراً منهم لن يعود إلى تلك المدن.
عشرات العائلات تفترش العشب والظل بالحديقة المجاورة لمجمع يلبغا، غير المكتمل، وسط العاصمة دمشق، عائلات سورية كانت تحلم بزيارة دمشق، لكنها اليوم تمر بها فلا تعرف من ملامحها أكثر من كراجات الانطلاق، والمطاعم والفنادق دون التصنيف، أو ذات النجمة ونصف، ومبنى الهجرة والجوازات.
وجه طفل يحمل حقيبة ولافتة كبيرة كتب عليها من حقي أن أتعلم. فلأطفال سورية حقوق كثيرة يجب علينا أن نؤمنها لهم، وأولها الحياة والتعلم. الحرب الدائرة منذ خمس سنوات حرمت - وبحسب منظمة اليونسف- أكثر من مليوني طفل سوري من التعليم في سورية.
لا يعكس الحديث الدائر عن هجرة السوريين – على مرارته – وعن المعاناة الحقيقية كلها، وبالأخص تأثيراتها على السوق والجانب الإقتصادي والإجتماعي عموماً.