ابراهيم العريس

ابراهيم العريس

email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

«رسائل حول الإنكليز» لفولتير: عاصمة الضباب غيّرت مفكر التنوير

حين كان فولتير في الثلاثين من عمره تقريباً، أواسط عشرينات القرن الثامن عشر، حدث خلاف بينه وبين شاب ينتمي إلى إحدى العائلات الفرنسية الثرية. إثر ذلك الخلاف، وطبعاً بصرف النظر عما إذا كان فولتير على خطأ أو على صواب، تمكنت العائلة الثرية، وكانت تنتمي إلى طبقة النبلاء، من جر فولتير أمام القضاء إلى العقاب، من دون محاكمة جدية، فأمر القضاء برمي المفكر الشاب في سجن الباستيل. لكن العائلة لم تكتفِ بذلك، بل سعت لدى القصر الملكي - وكان لويس الرابع عشر هو ملك فرنسا في ذلك الحين - إلى تشديد العقوبة.

«المجتمع الاقطاعي» لمارك بلوك: البحث عن الإنسان في حركة التاريخ

تعتبر الفصلية العلمية الفرنسية المعروفة اختصاراً باسم «الحوليّات»، ومنذ زمن بعيد، واحدة من أهم المطبوعات التي جدّدت في القرن العشرين في مسألة التعاطي مع التاريخ والدراسات التاريخية.

«جنجي مونوغاتاري» لمورازاكي: الرواية الأولى إنسانية ونسائية

منذ أواسط القرن العشرين أطل الأدب الياباني على قراء الرواية في شتى أنحاء العالم خجولاً أول الأمر، قبل ان يزداد عدد قرائه وترجماته بالتدريج وتروح جوائز نوبل الأدبية تعطى لبعض كباره - مثل كاواباتا وايبو - في وقت صارت فيه لكتاب كثر شعبية مدهشة وعلى رأسهم يوكيو ميشيما الذي زاد من شهرته ومكانته انه، إذ اختار كثر من مواطنيه الروائيين «الموت الطوعي» الهادئ نهاية لحياتهم - كما حال تانيزاكي وكاواباتا - اختار هو نفس ذلك الموت ولكن بطريقة مغرقة في عنفها وضمن ايديولوجية شوفينية امبراطرية وضعت فاصلاً غريباً بين انسانية رواياته وفكرانيته تلك، - وذلك حين خبط نفسه بسيف قضى عليه امام عشرات من انصاره المقاتلين الذين كان هو من دربهم ومولهم من ارباح كتبه استعداداً لذلك المشهد المذهل!!...

«العربة الذهب» لجان رينوار: وصية النهاية لشاعر سينمائيّ

حين رحل المخرج الفرنسي جان رينوار عن عالمنا قبل ثلث قرن من الآن تقريباً، تنوعت توجّهات الأقلام المؤبّنة له في وصفه، فتارة هو شاعر السينما، وطوراً هو سينمائي الواقع الفرنسي... وفي غالبية الأحيان هو سيد الانطباعيين في سينما ملتزمة، غير موفرة البورجوازية في انتقاداتها. اليوم، بعد كل هذا الزمن قد يكون من الأكثر بساطة، والأكثر منطقية وقرباً من مجموع أعمال جان رينوار، أن نقول إن الوصف الوحيد الذي ينطبق عليه هو «السينمائي»، ذلك أن ابن الرسام الانطباعي الكبير بيار - أوغست رينوار، والفنان الذي اختتم حياته الفنية بفيلم يحمل ألف دلالة ودلالة عنوانه «مسرح جان رينوار الصغير»، جعل المشهد الأخير في هذا الفيلم يقول كل شيء: ممثلو الفيلم يقفون في نهاية المشهد في صف كما لو كانوا على خشبة المسرح، ليودعوا الجمهور... كما في عرض مسرحي حقيقي. شيء مثل هذا كان فعله الرسام الأميركي إدوارد هوبر في واحدة من لوحاته الأخيرة، حيث صوّر نفسه وزوجته على سطح مبنى صغير يودعان مشاهدي اللوحة. إنها حركات لا تقول في نهاية الأمر سوى شيء واحد: كل هذا الذي شاهدتموه، لم يكن حياة الواقع ولا واقع الحياة، كان الفن وقد تحولت إليه الحياة لتصبح جزءاً منه أو لتندمج فيه وتدمجه في بوتقتها.

«اجتماع عائليّ» لإليوت: لعبة التبادل بين الضحية والجلاد

للوهلة الأولى هي مسرحية عائلية على النمط الانكليزي العريق، حتى وإن كان كاتبها اميركي الاصل. ولكن منذ البداية تبدو على هذه المسرحية أمارات التعقيد، بحيث إن المتفرج عليها، او قارئ نصها، يحتاج الى مقدار كبير من التركيز حتى يتمكن من لمّ شتاتها وإدراك الدوافع الحقيقية المركبة لكل فعل وعبارة فيها.

«بلاتونوف» لتشيكوف: حين تخون مرة ستبقى خائناً إلى الأبد

عندما كتب انطون تشيكوف مسرحيته المكتملة الأولى «بلاتونوف» كان لا يزال دون العشرين من عمره. يومها رفضت هذه المسرحية على الفور ولم تقدم مسرحيّاً. بل ان تشيكوف أيضاً لم ينشرها في طبعة طوال حياته، لذا لم تنشر للمرة الأولى إلا في العام 1923. ولنضف الى هذا ان عدم اهتمام تشيكوف بمسرحيته الأولى هذه جعله غير حريص على مخطوطتها، لذلك تمزق غلافها، وضاع الى الأبد عنوانها الحقيقي، الى درجة ان الاسم الذي عرفت به طوال القرن العشرين، وهو «بلاتونوف» انما كان اسماً اصطلاحياً، واكبه دائماً اسم مفترض آخر هو «فضيحة ريفية».

«مريض الوهم» لموليير:... ومن الطبّ ما قتل

تكثر في فرنسا منذ فترة الدراسات والكتب التي تحاول القول إن موليير ليس هو صاحب أعماله الكبيرة. ونعرف طبعاً أن التكذيب والنسيان يكونان عادة مآل هذا النوع من «التأكيدات»، وذلك لسبب بسيط لخصه مفكر إنكليزي مرة بقوله، في مجال الحديث عن «تأكيدات» مشابهة تتعلق بشكسبير: حسنا... قد يكون شكسبير شخصاً لا وجود له، ومع هذا ها نحن أمام أعمال مسرحية كتبها، بالتأكيد، عبقري ما... وهذا العبقري قد يكون اسمه شكسبير.

«صورة باريس» لمرسييه: تقلبات المدينة ومجتمعها عشية الثورة

في المراسلات المتبادلة بين المفكر الفرنسي ديدرو والكاتب الألماني غريم (وهو واحد من الأخوين غريم اللذين أسسا لنوع لا يزال سائداً من أدب الأطفال)، ثمة اسم لكاتب يتردد بكثرة، اذ كان صديقاً مشتركاً للطرفين. ويبدو انه كان من الكتاب المؤثرين في ذلك الزمن. أو بالأحرى، كان صحافياً من الذين تمكنوا في ذلك الوقت المبكر من ابتكار أنواع جديدة من التحقيقات الصحافية.

«الأخطبوط» لفرانك نوريس: السمك الصغير والسمك الكبير

أكثر ما كان يحلو للكاتب الأميركي فرانك نوريس هو أن يلقب بـ «إميل زولا أميركا»، حتى وإن كان كثر من نقاد الأدب يضعونه، في مجال نضالية الأدب الاجتماعي في موقع متقدم عن موقع إميل زولا. فإميل زولا، حين ناضل بقلمه، وقف بقوة الى جانب الضابط المظلوم درايفوس... لكنه غلف موقفه ببعد سياسي محلي كان بعيداً من البعد السياسي الاجتماعي، أما نوريس فكان ناقداً اجتماعياً ويكاد يكون مناضلاً شرساً في مجال تصوير بؤس البائسين وجشع سادة الأمر والاقتصاديين والسياسيين.