معرض لصور فوتوغرافية بين عامي (1879 ـ 1909) مقاطع من سيرة دمشق
يخرج زائر المعرض الذي أقيم بمكتب عنبر بانطباع حارق، هو أنّ حياة المدن لا تختلف كثيراً عن حياة البشر. فالإنسان، أيّ إنسان كان، يسأل نفسه، حين يطالع في مرحلة متقدمة من عمره صور طفولته وصباه: هل هذا أنا؟ ولعلّ خير مثالٍ عن هذا في قصيدة (الجنوبي) لأمل دنقل الذي كتب ملذوعاً بذات السؤال: (هل أنا كنتُ طفلاً/ أم أنّ الذي كان طفلاً سواي؟)، شيءٌ من الشك والريبة يحضر بقوة حين يتواصل المرء مع ماانقطع، لتأخذ الغربة شكلها الكامل، ففي ذات القصيدة يصبح الاغتراب فضاء الوجود: (صرتُ عنّي غريباً/ ولم يتبقّ من السنوات الغريبة/ إلا صدى اسمي). إنه الاسم إذاً، هو من يرشد في لحظة الضّلال، وربما كانت دمشق ستشك كثيراً بأن هذه الصور لها، لو لم تحمل اسمها كتأكيد دامغ لا يقبل دحضاً.