بين الإحباط المراهن على سقف توقعاتٍ عالٍ من الجولة الثانية من لقاء موسكو التشاوري، تحت الضغط الموضوعي لتفاقم الأزمة السورية وضرورة إنهائها، وبين النظرة الموضوعية، بالمقابل، لمعايير الفشل والنجاح ولوظيفة «موسكو» وغاياته الأساسية، الهادفة إلى تصويب أخطاء «جنيف» السابقة، والتمهيد لجولة جديدة منه تتولى تحضير الأطر المطلوبة دولياً وإقليمياً للحل السياسي فيما بين السوريين أنفسهم، لا يمكن بالمنطق السياسي التقليل من شأن ما تم إنجازه في منصة موسكو، وإنما ينبغي التعامل مع تلك المخرجات بحجومها الحقيقية، من أجل البناء عليها، والانتقال إلى الخطوة التالية، وليس العودة إلى الوراء، وذلك انسجاماً مع الضغط الموضوعي ذاته القائل بضرورة تسريع إنهاء الأزمة.