معارضون سوريون: كل من يعرقل الحل السياسي في سورية متهم بممارسة الإبادة الجماعية
عقد ممثلو لجنة نداء موسكو مؤتمراً صحفياً في مقر وكالة نوفوستي قبل ظهر اليوم الثلاثاء 1/9/2015 ليجملوا فيه نتائج لقاءاتهم مع ممثلي الخارجية الروسية وفي مقدمتهم الوزير سيرغي لافروف في اليوم السابق.
وضم الوفد والمؤتمر الصحفي كلاً من المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية السورية حسن عبد العظيم، وعضو قيادة جبهة التغيير والتحرير وممثلها وأمين حزب الإرادة الشعبية د.قدري جميل، وخالد عيسى عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الديمقراطي، والمعارض المستقل نمرود سليمان من مجلس رجال الأعمال.
وقال عبد العظيم، إنه ينبغي على سورية أن تخرج من أزمتها هذا العام، لافتا إلى تضافر الجهود الإقليمية والدولية في هذا الاتجاه.
وقال عبد العظيم إن التوافق الأمريكي الروسي فيما يخص الأزمة السورية قد أخذ أبعادا جديدة في الفترة الأخيرة، مشيرا إلى أن روسيا لم تغير موقفها منذ بداية الأزمة وحتى الآن من أن الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة السورية.
واضاف إذا تعثر جينيف 3 وذهبنا إلى موسكو 3 فستكون لنا مطالب أخرى تتعلق بمستوى تمثيل الوفد الحكومي وإجراءات بناء الثقة ووجود مبادرات من السلطة الحاكمة في سورية مثل إطلاق سراح المعتقلين وفي مقدمتهم معتقلي الهيئة.
وقال: نحن نخوض معركة مزدوجة ضد الاستبداد والإرهاب ولن نقبل إلا بالتغيير الوطني الديموقراطي لكل الشعب السوري، مؤكداً على أن الاستبداد يولد العنف والتطرف، ولذلك نريد نظاماً وطنياً ديموقراطياً تكون فيه السلطة للشعب بانتخابات برلمانية ورئاسية على أساس برامج سياسية.
وشدد على أن الهيئة نطالب بحضور كل الأطراف الإقليمية في جينيف 3 لأن الأزمة شئنا أم أبينا أصبحت إقليمية ودولية تتطلب توافق هذه الأطراف كونها جزء من الأزمة وبالتالي جزء من الحل.
من جهته أكد د.قدري جميل عضو قيادة جبهة التغيير والتحرير وأمين حزب الإرادة الشعبية على أن الجبهة ملتزمة ببيان جنيف1 وأن مؤتمر "جنيف 3" أصبح على الأبواب وهو في طور التحضير الجدي، وأن المطلوب في هذه المرحلة تشكيل وفد المعارضة السورية وتحضير جدول الأعمال، وتحديد نقاط الاتفاق ونقاط الاختلاف بين أطياف المعارضة السورية ما يسهل البحث في جنيف 3.
وقال جميل إن لقاءات موسكو التشاورية "موسكو 1" و"موسكو 2" عقدت لتسهيل الوصول إلى "جنيف 3".
كما أشار جميل إلى أن روسيا في لقاء الدوحة الثلاثي اتفقت مع الجانبين الأمريكي والسعودي على البدء في التحضير لمؤتمر "جنيف 3" والمشاركين فيه واتفقوا على تقديم قوائم أولية بأسماء المشاركين في مؤتمر "جنيف 3"، وأن موسكو بالفعل قدمت قائمتها التي ضمت أسماء الذين دعوا إلى لقاءات موسكو التشاورية، مشيرا إلى أن السعودية وأمريكا لم تقدما إي اقتراحات حتى الآن على الرغم من مرور شهر على لقاء الدوحة. كما دعا جميل المجتمع الدولي للضغط على الأطراف الإقليمية للإسراع في عقد مؤتمر "جنيف 3".
وأكد جميل على أن منصة موسكو مؤهلة لتذليل عقبات أمام جينيف 3 لأن لديها علاقات مع كل أطراف المعارضة ومع النظام، في حين أن الأمريكيين لديهم علاقة جيدة مع طرف واحد من أطراف المعارضة وعلاقات متقطعة ومتفرقة مع أطراف أخرى منها
وأضاف أن الروس أثبتوا أنهم موضوعيين من خلال تقديمهم قائمتهم للمدعوين إلى جينيف 3 والتي لم تستبعد أحداً، مشدداً على أن جبهة التغيير والتحرير لن تقبل بالهروب من بيان جينيف 1 مهما كانت الحجة، ومشيراً إلى واقع أنه فجأة ظهر من يحب كثيراً موسكو 3 في وقت كانوا يتلكؤون اتجاه جولات موسكو التشاورية سابقاً.
وأوضح جميل: موقفنا من موسكو 3 مرتبط بالدور الوظيفي لهذا اللقاء، إذا كان سيقرب جينيف 3 فليكن وإلا فلا، مشيراً إلى أن مقياس نجاح فرق العمل التي وردت في تقرير دي مستورا هو أن يجري تشكيلها، وأن تجلس للنقاش، وأن تصل إلى نقاط خلاف ونقاط اتفاق وليس مطلوباً منها اتخاذ قرارت بل تأمين أرضية للنقاش في جينيف 3 واختصار المراحل أمامه.
كما أكد جميل أن وضع الشروط المسبقة من أي طرف مرفوض، والمطلوب توفير أرضية الحل السياسي فيما بين السوريين أنفسهم، وعلى أن بيان جينيف 1 لا يتحدث لا عن بقاء الأسد ولا عن رحيله بل عن هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات، معرباً عن عدم الاستغراب من اطلاق أي طرف كان لأية مبادرة وينبغي التعامل معها بإيجابية، لأن مركز الثقل ينتقل باتجاه الحل السياسي.
وشدد جميل على أن كل من يساهم بتأخير الحل السياسي في سورية يساهم بالإبادة الجماعية فيها، لأن أرقام الكارثة الانسانية القائمة في سورية مهولة، وكل من يؤخر الحل يجب اعتباره مجرماً بحق الشعب السوري والإنسانية ويجب اتهامه بممارسة الإبادة الجماعية حتى لو كان لا يستخدم السلاح، مؤكداً على أن الوضع في سورية يتجاوز أي طموحات حزبية أو سياسية ضيقة لأن الكارثة الانسانية أكبر من ذلك كله.
وأوضح أن الإرهاب القادم من الخارج هو شكل من أشكال الفاشية الجديدة، فداعش لا تقتل وتذبح وتأكل القلوب فحسب بل هي تعبير اجتماعي محدد يمثل دوراً وظيفياً لدى الأوساط الأكثر رجعية من رأس المال المالي الإجرامي العالمي.
اوفي تعقيبه عل شكل تمثيل وفد النظام في موسكو3 أن لم يجر جنيف3 قريباً قال جميل: القضية الأساسية هي وجود الإرادة السياسية لتحقيق نتائج في أي محفل دولي وليس شكل تمثيل هذا الطرف أو ذاك، ونحن في جبهة التغيير والتحرير لا توجد لدينا شروط مسبقة على تمثيل الوفد الحكومي وهذا حق سيادي للنظام تماماً مثلما لا نقبل أن يتدخل النظام بشكل تمثيل وفود المعارضة وقد حاول ذلك.
كما قال في موضوع آخر: إذا قبلنا بأن يقوم الأمريكيون بفرض الأنظمة أو تغييرها علناً وهو ما كانوا يفعلونه سراً فسيتحول ذلك إلى سابقة للبناء عليها في دول أخرى من العالم وموقفنا هذا ليس حباً بفلان أو فلان.
وأضاف: الكل كان ضد الحل السياسي في بداية الأزمة، والكل باستثناء (الجبهة الشعبية) كانوا ضد الفيتو الروسي الصيني، أما الآن فالجميع مع الحل ولاينبغي أن يثير هذا استياء أحد، لأن السوريين الذين يعانون الآن سيحاسبون لاحقاً وبطريقتهم كل من يعيق الحل السياسي.
هذا وأكد خالد عيسى عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الديمقراطي أن حزبه يدرك أن الملف السوري يحتاج إلى دور فاعل للقوى العالمية، ويحترم المعاهدات الدولية وأن كل الكلام الذي يدور حول رغبة الحزب بالانفصال كما تدعي بعض القوى الإقليمية ليس له أي أساس من الصحة، فالأكراد في سورية وحزب الاتحاد الديموقراطي والإدارة الذاتية لا يسعون للانفصال عن سورية خلافاً لما تروجه بعض وسائل الإعلام، ونحن جزء مكون أساسي من الشعب السوري ونريد حلاً لكل سورية.
وأضاف: هناك توافق داخل مجلس الأمن على الحل السياسي وهناك بعض القوى الإقليمية المشاغبة التي تجري معالجة مواقفها مشيراً إلى أن أردوغان كان يريد عبر الإخوان المسلمين أن يستولي على السلطة والقرار في سورية بطريقة سلسة.
وأكد من جانب آخر على أن الحكومة الانتقالية لن تكون موجودة لا في باريس ولا في موسكو بل في سورية بالنهاية.
وأضاف أن مؤتمري "جنيف 1" وجنيف 2" أبعدا المعارضة الداخلية لذلك لم تتحقق النتائج المرجوة منها.
وقال عيسى إن حزب الاتحاد الديمقراطي وشركاءه جاهزون للعمل مع المجتمع الدولي لما فيه خير لكل السوريين وأنه يأخذ بعين الاعتبار مصالح الدول الإقليمية والدولية على أن تحترم من جانبها مصالح السوريين بشكل عام.
من جهته أشاد رجل الأعمال المعارض المستقل نمرود سليمان بسياسة وزارة الخارجية الروسية بخصوص الشرق الأوسط وبشكل خاص سوريا التي أظهرت نجاعتها في حين أثبت الصراع المسلح فشله، وأن السياسة الروسية أقنعت الغرب بما فيها أمريكا وفرنسا أن هناك معارضات أخرى، بعد أن ارتأت بعض الدول أن يكون الائتلاف محتكرا للورقة السورية، وأنه في مؤتمر جنيف القادم ستكون أغلب المعارضات السورية موجودة.
واضاف: للأسف فإن دول الجوار، قطر وتركيا والسعودية لم تدرك حجم التغيرات في المشهد الدولي، وهناك معارضات تابعة لدول في سورية وهناك معارضات سورية ويجب التمييز بين هذا وذاك.
المصدر: قاسيون+RT