ماركس ضدّ تشومسكي (1) - اللغة نتاجٌ اجتماعيّ لا «فطرة بيولوجيّة»
أنكر تشومسكي أيّ دور اجتماعي في نشوء اللغة، مفترضاً ظهورها «كطفرة» بيولوجية وراثية «حدثت لدى فردٍ واحد وليس لدى مجموعة... فامتلك ذلك الفرد [البدائي] القدرة على أن يقوم بما نقوم به الآن داخلياً ولكن دون التعبير عنه خارجياً، لأنه لم يكن ثمة أحدٌ غيره ليتكلّم معه...». وهكذا لم تقتصر نسخة تشومسكي من «التكوين» على أنّه «في البدء كانت الكلمة» بل وكان البشريُّ الوحيد العارف بالكلمة إمّا آدم فقط أو حوّاء فقط، بحسب أيّهما نُفِخَت فيه «طفرة اللغة». وعلى النقيض تماماً من أسطورة تشومسكي البيولوجية، كان إنجلس قد استنتج عام 1876 بأنّ اللغة نشأت بالأساس من حاجة البشر البدائيين «إلى أن يقول بعضهم لبعضٍ شيئاً» في سياق «دور العمل في تحوّل القرد إلى إنسان». وكتب ماركس وإنجلس في أحد أبكر أعمالهما - الإيديولوجيا الألمانيّة 1846: «اللغة قديمة قدم الوعي، إنها الوعي العَمليّ الواقعي الموجود من أجل البشر الآخرين أيضاً، وبفضل هذا فقط يكون موجوداً كذلك من أجلي».