مترو برلين- حلب
مضت ثلاث سنوات تقريباً على وجودي في برلين. لغتي الألمانية باتت معقولة، وشعوري بالغربة عن المكان وعن الناس بات أقل وطأة مما كان عليه في البدايات؛ على الأقل، أصبحتْ مألوفةً الشوارعُ التي أسلكها يومياً من السكن إلى العمل ذهاباً وإياباً، وحتى وجوه الناس لم تعد غريبة تماماً، رغم أنّهم لا يزالون غرباء، ولست أظن أنّ هذا سيتغير مهما طال بي العهد هنا... ربما أتحمل جزءاً من المسؤولية عن اغترابي وغربتي عن الناس هنا، لأني كثيرة الاشتياق للبلاد وأهلها، ولا أجد في هذا الكون الرحب ما يعوضني عنهم، ولكن بعد هذه السنوات بت على يقين بأنّ المسؤولية الأساسية هي على نمط الحياة الرتيب وشبه الآلي في هذه البلاد الباردة.