تستعد البشرية لتوديع الشكل المعروف لدور نشر الكتب، وسيسود محلها شكل جديد من دور النشر تُدعى: «دار النشر الذكية». وتتفاعل مجموعة من العوامل في قضية موت الشكل القديم لدور النشر وولادة الشكل الجديد.
لفتنا الأسبوع الماضي، وفي سياق الصراع في فلسطين المحتلّة، أن منصّات التواصل «الاجتماعية» العالميّة مارست انطلاقاً من دورها ووظيفتها، قمعاً للصوت المعادي للصهيونية وللكيان. أُغلِقت صفحات لتنظيمات، وحُجِبَت حسابات لأفراد. فاحتدم الجدل على هذه المنصات بالذات، حول عدم ديمقراطية هذه المنصات، وعن ضرورة الصراع لانتزاع الديمقراطية منها. ولكن يبدو أن وظيفة هذه الوسائل وقاعدة عملها ليس مطروحاً المسّ بها عمليّاً. وهذا يرجع ربّما إلى تبادل منافع محدود بين المنصات ومُستخدميها. تبادل المنافع الذي طالما جرى الكلام عنه، في إطار محاولة الأفراد إشباع الحاجات التي ضاق بها المجتمع، فانفتح لها «الصّدرُ الرّحب» لهذه المنصّات!
ماذا كان يدرس التلاميذ في المدارس السورية سنة 1957؟ أي: في صلب فترة الازدهار الديمقراطي في سورية سنوات 1954-1958. في الصورة: قصاصات من مادة «المعلومات الوطنية» للصف الخامس الابتدائي عام 1957، وتتحدث المادة عن الحريات الديمقراطية في الدستور السوري، المجلس النيابي وأصول انتخاب النواب، المحاكم ودرجاتها وأنوعها. وكتب على غلاف الكتاب: الكتب المدرسية المؤمّمة.
يعود انتصار الشعب السوري في انتفاضة الجلاء في أيار وحزيران 1945 إلى جملة من العوامل، ومنها: حركة شعبية واسعة في سورية كلها بمشاركة فئات مختلفة من الشعب. الاتحاد في جبهة وطنية للنضال ضد الاستعمار والإمبريالية. تأييد الاتحاد السوفييتي والبلدان الاشتراكية «الفيتو السوفييتي» وتضامن الشعوب العربية مع نضال الشعبين السوري واللبناني في سبيل الجلاء.
يقول توفيق زياد: ونصنع الأطفال. جيلاً ثائراً وراء جيل. كأننا عشرون مستحيل. في اللد، والرملة، والجليل. إنّا هنا باقون. نحرس ظل التين والزيتون ونزرع الأفكار، كالخمير في العجين. في الصورة: مسيرة ليلية في دمشق تضامناً مع الانتفاضة الفلسطينية عام 2002. وكتب على اللافتة في المقدمة: الإرهاب صهيوني والسلاح أمريكي.
في حيفا ويافا وطبريا وشفا عمرو واللد والرملة والناصرة والقدس وغزة وغيرها من مدن فلسطين. على هذه الأرض، وفي تلك البلاد، الشعب الفلسطيني العظيم يحشد شعوب العالم للاحتجاج على الإرهاب الصهيوني.
إن الصراع السياسي، في مناوراته وتكتيكاته، لا يتحرك بحرّية حسب إرادة أصحاب من يقوم به، لا على مستوى القوى الثورية، ولا على مستوى النقيض المحافظ والرّجعي. فكلا النقيضين محكومان بالقضايا المادية التي حولها يدور هذا التكتيك أو ذاك، هذه المناورة أو تلك. ولذلك، فإن البحث عن جذر تطور التكتيك والمناورة لا بد وأن يجري على مستوى التطور التاريخي للقضايا الصراعية نفسها. ونحن اليوم أمام تيار رجعي لا يجد حرجاً، بل لا يجد مهرباً، من أن يلبس لباس الموقع الثوري، أو بالأحرى، يتخذ من ملامح هذا الموقع أدوات لمناورته. ليس هذا بالجديد التاريخي، ولكنه يكتسب اليوم عمقاً أبعد مما سبق.