التجارة الثقافية والاستغلال
يمثل جزء من الحضارة، الهوية القومية أو الوطنية لأي شعب، الانتماء إلى الآخرين، إلى مجموعة من البشر، وقد تتحول أو تحولت في العديد من الحالات إلى فخر في التمّيز بالعادات والتقاليد أو الإنجازات. والحفاظ عليها هو جزء من الحفاظ على هذه الهوية للمكان وللشعوب، وجزء من رفع نسبة الانتماء أو التحكم بها في الظرف الحالي. مثلما يتم استغلال الحضارة في قطاع السياحة، على أنها مركز استقطاب للسواح لكي يتعرفوا على حضارات أخرى، بعض منها يعيش في عصرٍ غير عصرنا، وفي ظروف اجتماعية غير ظروفنا. أو مثلما تستغل في متاحف فرنسا وبريطانيا، على أنها تمثل التقدم الثقافي لهذه البلدان، حتى لو أن معظم إن لم يكن جميع ما هو موجود في هذه المتاحف، هي غنائم الحرب العالمية.