منمنمات تاريخيّة.. ومحنة العلم
إشكالي هو مسرح سعد الله ونوس، يطرح قضاياه بطريقة تستفز العقل، تجعله يعيد النظر بالمسلمات، يطرح التاريخ كواقع وكمستقبل أيضاً، هو ذلك النمط من الأدب «الأدب التنبؤي».
إشكالي هو مسرح سعد الله ونوس، يطرح قضاياه بطريقة تستفز العقل، تجعله يعيد النظر بالمسلمات، يطرح التاريخ كواقع وكمستقبل أيضاً، هو ذلك النمط من الأدب «الأدب التنبؤي».
بعد سقوط الاتحاد السوفييتي أصابت أعداد متزايدة من المثقفين العرب حالة فقدان ذاكرة جماعية، فانكب البعض على التراث، وراح البعض الآخر يشيد بفضائل البرجوازية الوطنية، وفي هذا السياق حدث الانفجار الإعلامي على هيئة صحف ومجلات ومراكز أبحاث وفضائيات كان لها أن تستعين بمثقفين قدم معظمهم من اليسار.
حين جاء الحق وزهق الباطل، لم أكن قد ولدت بعد، فلم أر المجيء ولم أشهد الزهوق، إلا أن والدي قص علي خبر المعركة الشعواء – كما سماها – وكيف أن الباطل وأعوانه دُحروا وانقلبوا أيما منقلب، على يد الحق الذي وقف مع أبنائه المثقفين – وكانوا قلة – وقفة عز وقوة وإباء!
ما يثير الدهشة والاستغراب أن بعض مثقفينا (الماركسيين) و (القوميين) السابقين، الذين كانوا أكثر عداوة للامبريالية الأمريكية والصهيونية ومشاريعهما في المنطقة، ومن أكثر المتحمسين للاتحاد السوفيتي والتجربة الاشتراكية، نجدهم، وبخاصة بعد انحلال الاتحاد السوفيتي، وبعد أن تحولت أمريكا إلى الدولة العظمى الأقوى في العالم، واحتلالها لأفغانستان والعراق، قد تحوّلوا من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، وتجندوا حينها للدفاع عن الاحتلال الأمريكي للعراق، ووقفوا موقفا عدائيا من حركات المقاومة والممانعة، نجدهم اليوم لا يرون في الأزمة السورية، إلاّ حراكا (شعبيا)، تطوعت الولايات المتحدة الأمريكية والغرب وإسرائيل وتركيا وقطر والسعودية، لمساعدة شعبنا لإسقاط النظام، كي ننعم (بالديمقراطية والعدالة والمساواة).
عام تاسع من دون الناقد والمفكر الفلسطيني إدوارد سعيد الذي رحل عن دنيانا في 25 أيلول (سبتمبر) 2003، مخلّفاً وراءه إرثاً نقدياً وفكرياً عزّ نظيره في هذه الأيام، أثرى به المكتبة العالمية، بإسهاماته التي توزّعت على حقول النقد والفكر والأدب؛ فضلاً عن شغفه بالموسيقا.
تمنعت كثير من النخب في سورية منذ بداية الأزمة عن إبداء أي رأي أو اتخاذ موقف حقيقي من الأحداث التي مرت بها البلاد طوال سنوات الأزمة الثلاث الماضية، ولا من تطورات الصراع الجاري في البلاد لاحقاً، وكأن كل ما يجري سطحي وتافه ولا يستحق التعليق..
يقول طارق سويدان في موسوعته التي تعلِّم كل شيء حتى الثقافة: اتبع هذه القواعد وستغدو مثقفاً: