إصدارات: أسطوريات
كتاب «أسطوريات: أساطير الحياة اليومية» لرولان بارت، صدر عن دار «نينوى- دمشق» بترجمة د. قاسم مقداد.
كتاب «أسطوريات: أساطير الحياة اليومية» لرولان بارت، صدر عن دار «نينوى- دمشق» بترجمة د. قاسم مقداد.
لكأن الشعراء والكتاب مجانين حقيقة، ففي هذه الظروف العصيبة التي لا مرت ولن تمر على هذي البلاد سورية التي اشتكت في الأصل قحطاً في المجال الثقافي من طباعة كتاب أو تسويقه أو بيعه واقتنائه.
اليوم... سلف الحين الفاسد ومثوى الهاوية إلى مستقبلها، اليوم كينون ناشفٌ أي أنه لا يُملأ إلا ساعة انبلاجه بقليل، لذلك لا يليه إلا كينون ناشف آخر، فكل يوم كوناً يجرب السوريون في بدايته الأزمة من جديد، لذا فــ (اليوم) هو آخر ما توصل إليه السوريون أو حتى رؤوه، لاشيء غير اليوم هو كفسحة من عراءٍ ملأها عراءً فلاحٌ نفذ وقوده، لكن ليس لكل زمن أن يستعير (اليوم)، فلليوم علاماتٌ كـ(ابن الجَلى) يُعرف بها، وله ألبوم من التعريفات فاليوم: هو كل ما يزحف الرمل عليه دون الابتلاع وتغادر مُدَنه كل ما يتكفل ببنائها: القططُ والأشباحُ وعيونُ السائقين المزدحمة أكثر من دروبهم..
كنت خلال زياراتي شبه الدورية الأسبوعية تقريباً، للشيوعي المزمن الرفيق الأديب عبد المعين الملوحي، أجلس معه في غرفة مكتبه ومكتبته في آن واحد، بمنزله قرب وزارة الصحة بدمشق، لأسرد على مسمعيه خلاصة وافية عن عمل وأخبار الرفاق وأحوال المدينة والبلاد، وأستمع إليه ــ وهو كعادته دائماً ــ يبوح بما لديه من أفكار وشؤون ببساطة آسرة وشفافية قل نظيرها، ويمكنني القول بكل الصدق والدقة: إنه مسكون بحب الإنسان والإنسانية، ومعبأ بالكره والعداء المشروع للاستعمار والقهر والاستغلال وبخاصة نقمته الشديدة على الاستبداد والمستبدين الطغاة الجاثمين على صدور شعوبهم.
الرئيس الايراني يبيع في مزاد خيري مجموعة من الهدايا الرسمية المقدمة له من دول بينها السعودية والكويت وقطر ونقلت بعض الصحف أنه تم في مزاد خيري علني بيع مجموعة من الهدايا الرسمية التي تلقاها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد من بعض الدول، وجرى المزاد في قصر «ساداباد»، شمال طهران يوم الأربعاء 13 مارس/آذار. ويذكرأن المزاد استهدف على ما يبدو تعزيز صورة الرئيس الايراني كرجل نزيه من الشعب قبل أن يترك منصبه الرئاسي بعد الانتخابات المقررة في يونيو/حزيران القادم. وتضمن المزاد عشرات الساعات الفاخرة والمجوهرات المرصعة بالأحجار الكريمة المقدمة رسمياً للرئيس الايراني من زعماء دول عدة بينها السعودية وباكستان والكويت وقطر. ومن أبرز الهدايا قلم حبر « Mont Blanc» وهو واحد من بين 88 قلما صنع في أواخر سنة 1930 تزامناً مع إطلاق فيلم تشارلي شابلن «Modern Times» الذي انتقد الرأسمالية. وقال حسين بدخشان المشرف على منظمة الرعاية الإجتماعية في ايران والتي نظمت المزاد أن الأموال التي تم الحصول عليها تخصص لبناء 100 وحدة سكنية لقدامى المحاربين وعائلاتهم، اضافة إلى الأمهات العازبات والأرامل المحرومات.
أطلقت إدارة مسرح «تشيخوف» الفني في العاصمة الروسية موقعاً إلكترونياً جديداً من أجل التعريف بالكتب، التي تتناول حياة المسرح وأهم الفنانين العاملين فيه، إضافة إلى الصور ومقاطع الفيديو، التي تروي تاريخ الخشبة العريقة.
أعداء الحقيقة
«...... والمثقف العربي وجد الجماهير مصدقة لا تعرف الشك ولا تريده، فاقدة لملكات النقد،تملك أحقادا وأوهاما صغيرة نبيلة. فلم يحاول أن يرهق نفسه أو يورطها في أن يخالف الجماهير، أو يعلمها أو يصطدم بوعيها.... والجماهير عموما تكره التشاؤم وتكره أن تعرف نفسها أو تعرف الحقائق.
تكره التشاؤم لأنه نوع من النقد وتكره النقد لأنه ينطوي في معناه الحقيقي على المطالبة بالتغيير. والتغيير مخيف لأنه تعب وخطو إلى المجهول... كان الشاعر القديم ينافق الحاكم وحده أما الكاتب والمثقف الحديث فينافق الحاكم والجمهور معا وهو يقول لكل منهما ما يريده ولا يقول ما قد يغيره...
لقد أصبح الكاتب والمثقف احد أعداء الحقيقة الشرسين.»
يتوصل-العلوي -إلى أن ما يميز المثقفية الإسلامية كونها تعبيرا عن وعي اقل حسية ومناهضا لما يدعو إليه رجال الدين من تمتع بالملذات. ذلك يعني أن هاجسها وغايتها محكومان بترقية الغرائز وتهذيبها بالإرادة. كما نعثر عليها في تجربة الصين المعاصرة (الشيوعية) بوصفها محطة بارزة في تاريخ النضال النسوي الذي يقف خارج الذكورية الحاكمة في الحضارات القديمة والإباحية الجنسانية لحضارة الغربيين المعاصرة . إذ نعثر على هذه الممارسة عند المثقفين المعارضين للسلطة والدين على السواء كما هي الحال عند أقطاب الصوفية والفلاسفة الكبار والمتكلمين والثوار. أما مواقف المثقفين الغربيين فقد أدت إلى فضيلة اكبر من مثيلتها الإسلامية فيما يتعلق بمساواة الاثنين في هذا المجال، لكنها فتحت بهذا العدل بابا أوسع للعاهات الجنسية .
«واتهم المثقف العربي بأنه لم يكن بطلاً ولا فدائياً..!! البطولة نوع عظيم من التحدي والعصيان والبطل هو الذي يتمرد على المجتمع، على أخطاره ومغرياته، هو من ينتصر أو يموت دفاعاً عن شيء، والبطل لا يسير في الطريق العام بل يخرج عنه، ولا يطيع كما تطيع جماهير الشعب الطيب، ولا يرضى عما ترضى عنه، إنه دائماً ازعاج وخروج عن المقررات والقوانين. لكن مثقفنا راكع ومطيع. يطيع القوة، ويطيع الجماهير، والأفكار المعروضة في السوق، وإذا تحدى أو قاوم، فلأنه لا بد أن يكون تاجراً فهو يعارض حيث تكون المعارضة مغنماً، إن مثقفينا يعبدون الله والشيطان في وقت واحد، على حسب انتصار كل منهما وقوته. وأتهمه بأنه ليس ناقداً، لا يعرف الحدود الفاصلة بين الًأكاذيب الكبيرة وبين الحقائق. هو قارئ وسامع وهاو للخرافة، لا مساح يخطط الحدود ويضع العلامات. الإشاعة والخبر المكذوب والحديث في السوق والكذبة السياسية والتصريح الرسمي، كل ذلك حقائق عنده، يتخذ منها موضوعاته وأحكامه على الًأشياء والناس والحياة، ويفسر بها السياسة العالمية والدول والأشخاص والمواقف، ويصنع منها كل الغذاء الذي يطعم بها خرافه. إنه يكذب غباء، تصديقاً لمن يكذبون دهاء. »
ما يحدث أننا نحمل ممحاة ضخمة لمسح ما تراكم على سبورة الحياة اليومية. الذاكرة تتخلى قسراً عمّا راكمته، تحت وطأة السرعة. حدث الصباح يلغيه حدث المساء. العناق الحار في الأمس، قد ينتهي بخنجر في الظهر غداً. هكذا فقدنا لذة التأمل أو ما يسميه ميلان كونديرا «متعة البطء» متسائلاً: «لم اختفت متعة البطء؟ آه أين هم متسكعو الزمن الغابر؟ أين أبطال الأغاني الشعبية الكسالى؟ هل اختفوا باختفاء الدروب الريفية والحقول والغابات والطبيعة؟».