اقتباسات: في أحوال المثقفين وأدوارهم 3
أعداء الحقيقة
«...... والمثقف العربي وجد الجماهير مصدقة لا تعرف الشك ولا تريده، فاقدة لملكات النقد،تملك أحقادا وأوهاما صغيرة نبيلة. فلم يحاول أن يرهق نفسه أو يورطها في أن يخالف الجماهير، أو يعلمها أو يصطدم بوعيها.... والجماهير عموما تكره التشاؤم وتكره أن تعرف نفسها أو تعرف الحقائق.
تكره التشاؤم لأنه نوع من النقد وتكره النقد لأنه ينطوي في معناه الحقيقي على المطالبة بالتغيير. والتغيير مخيف لأنه تعب وخطو إلى المجهول... كان الشاعر القديم ينافق الحاكم وحده أما الكاتب والمثقف الحديث فينافق الحاكم والجمهور معا وهو يقول لكل منهما ما يريده ولا يقول ما قد يغيره...
لقد أصبح الكاتب والمثقف احد أعداء الحقيقة الشرسين.»
من كتاب العالم ليس عقلا لعبدالله القصيمي
سجال حول نظرية (المثقف الشامي ) الهرطوقية
«... إن البرجوازية العربية التابعة لم تنجز لا في مصر ولا في بلاد الشام ولا في أي بلد عربي ثورتها
والتراكم الكمي الذي يتحول إلى تغيير نوعي في المسألة الثقافية لم ينجز بعد والذي سينجزه لن يكون بالتأكيد البرجوازيات العربية الخائنة لتاريخ وحضارة شعوبها ‘ قياسا بالثورات البرجوازية في الغرب ...
لعل عظمة نيكوس كازانتزاكس أو دوستويفسكي تتجسد في الدمج الحار والمتوهج لقوة الأفكار مع خصوبة الحياة داخل فنهما والممثل لذلك الصراع الأبدي بينما ماهو مظلم وما هو مضيء في حياة البشر إن فصل الأفكار عن حياة الشخصيات يقود إلى رؤية شيئية وجوفاء للحياة وهذا هو بالتأكيد الأدب الذي لا يطمح إلى سيئ ولا يرفض شيئا لان الرفض والتمرد والفضيحة ونقد الأخلاق هي أفكار داخل الحياة على قدر ما هي مواقف وردود أفعال منها.»
«أوراق المنفى» لحيدر حيدر
الأدب – المعركة
«يا سيدي الجنرال: إن المعركة تقترب من نهايتها وها أنا ذا أعد تقريري وفيه أين كافحت وكيف لقد سقط جريحاً ووقعت في الحب ولم أهرب ورغم أن أسناني كانت تصطك من الخوف فاني عصبت جبيني بمنديل أحمر واندفعت مهاجماً. وقبل أن انتزع الريش الثمين من روحي الغرابية ريشة بعد أخرى سأحكي لك كفاحي ... سألقي بالفضيلة والخجل والحقيقة لأخفف عن نفسي .. أتذكر القول الكريتي الحزين (عد إلى حيث فشلت وغادر من حيث نجحت) فإن فشلت سأعاود الهجوم حتى لو لم تبق إلا ساعة واحدة من العمر. وإن كنت قد نجحت فسأفتح الأرض لآتي واضطجع إلى جانبك . فاصغ إذا لتقريري..
اصغ إلى حياتي، فأن كنت قد كافحت معك وان كنت قد سقطت جريحاً ولم أسمح لأحد أن يعرف بآلامي ومعاناتي وإن كنت لم أدر ظهري للعدو : فامنحني بركتك!»
من تقرير إلى غريكو لنيكوس كازانتزاكس
«كارل ماركس» وزياد الرحباني
قد انتُخب «كارل ماركس» فيلسوفاً للعصر، أي للألفية الثانية وذلك عبر الإنترنت تحديداً، أين كنتم يا إخوتي القرّاء على قلّتكم هنا وكثرتكم في الشوارع والسيارات ولاحقاً على الشبكة نفسها؟ ما أندركم يا إخوتي في معرض الكتاب، وأكثركم على التقاطعات المصلّبة وعلى التصويتات الكثيفة عبر الـSMS في برامج الصياح والنجوم الصاعدة والنيازك الهاوية بسرعةٍ «ما بنفسجيّة» وفجائيّة باتّجاه كوكبنا... يا أللهُ!
الأخبار- مانيفستو
العدد ١٩٣٥ الثلاثاء ١٩ شباط ٢٠١٣