بصراحة .. الطبقة العاملة بين المطرقة والسندان
كثيراً ما كتبنا في جريدة قاسيون عن أوضاع الطبقة العاملة من حيث أجورها المتدنيّة جدّاً، وكثيراً ما كتبنا عن مجمل حقوقها المسلوبة بقوة الهيمنة وقوة القمع وقوة القوانين التي فُصِّلَتْ على مقاس قوى النهب لمنتوج عملها. وكنا نؤكّد في كتاباتنا الموجهة للطبقة العاملة ولكل العاملين بأجر بأنّ الطبقة العاملة السوريّة لن يتغيّر حالُها طالما بقيت ممسوكةً من اليد التي توجِعُها، ونعني بذلك قدرتها على تنظيم نفسها وقدرتها على ردّ العدوان عليها، من خلال تلك الأدوات التي فُرِضَتْ عليها ولم تستطعْ كسرَها أو إبعادَها أو تحييدَها، ممّا جعلها خاصرةً رخوة جعلت العدوّ الطبقي يتمكّن من السيطرة على حقوقها.
الطبقة العاملة، وهي تضمّ المكوِّنَ الأكبر من حزب المنهوبين، لا بدّ لها أنْ تشقَّ طريقها الصعب والمعقّد من أجل أن تكون طرفاً أساسيّاً فاعلاً في رسم مستقبل سورية الجديدة، وأن تكون حاضرة في الصراع السياسي والاجتماعي والاقتصادي الجاري الآن، والذي سيستمر.
في الظروف الحالية تتأثر الطبقة العاملة في تجمعاتها أي أمكنة العمل بما هو جارٍ على الأرض، حيث تنعكس الأحداث عليهم بين طرف مؤيِّد وطرف معارض، حيث يشتد النقاش والخلاف بالمواقف، وللأسف يجري على أرضية لا تخدم مصالح العمال المشتركة ولا توحِّد موقفهم من مستغليهم، بينما المفترض أن يكون موقفهم موحداً إزاءهم.
وهذا يتطلب جهوداً كبيرة سياسية واجتماعية على أكثر من مستوى ليكون الصراع في مواجهة مستغليهم وليس شيئاً آخر، وهذا لن يتم إذا لم تستطع الطبقة العاملة إيجاد وتكوين تعبيرها السياسي والتنظيمي، القائم على تحديد وبلورة البرنامج المعبِّر عن مصالحها في مواجهة البرامج والدعاية والتحريض من الجهات الأخرى، التي تظهر وتحاول ركوب موجة الأحداث وتسوق بعض الناس في ركبها.
نحن في حزب الإرادة الشعبية كنّا نشدّد دائماً على دور الطبقة العاملة السوريّة في عملية التغيير المنشود لكسر الهيمنة والتسلط على مقدّراتها، ونحن الآن أمام تلك اللحظة السياسية والاجتماعية التي لا بد أن تتيح للطبقة العاملة السورية أنْ تكونَ طرفاً أساسياً في التغيير المطلوب، إذا ما تمكّنت من تنظيم قواها، وهي قوى مهمّة عبر العمل على تكوين جبهة عريضة متحالفة مع الطبقة العاملة تضمّ القوى الطبقية والمجتمعية المنهوبة عبر عقود، وتضمّ القوى السياسية المعبرة في برامجها ومواقفها عن مصالح العمّال الجذرية.
لقد قلنا في برنامجنا «يمثل حزب الإرادة الشعبية في رؤيته وبرنامجه مصلحة الطبقة العاملة وسائر الكادحين السوريين ويناضل من أجل اعترافهم به كممثّل لمصالحهم، ويرى في ذلك الاعتراف مَدخله الأساسي لتحقيق دوره الوظيفي في بناء الاشتراكية في القرن الحادي والعشرين».
بدورنا سنناضل من أجل اعتراف الطبقة العاملة بنا كممثّل لمصالحها ومن أجل تحقيق برنامجنا الذي هو برنامج حزب المنهوبين.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1236