عرض العناصر حسب علامة : القمة العربية

أما بعد...

إذا ما تذكرنا الأجواء في مؤتمر «دوربان» المناهض للعنصرية في 2001، والنتائج التي كان من المتوقع له الخروج بها لولا ما جرى في نيويورك وواشنطن قبيل اختتامه، فإن المناخ العام الدولي اليوم، ولاسيما في أوربا، المناهض للولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي يوحي بأن المذكورتين بصدد «اقتراف» أو «تسهيل اقتراف» أحداث مشابهة لتلك التي جرت في أيلول 2001، بعدما لم تنجح كثيراً النسخة المصغرة عنها، عشية عيد الميلاد الماضي بخصوص «محاولة تفجير طائرة ديترويت»، إلا بالتأسيس لفكرة وجود «القاعدة» في اليمن، ومحاولة بناء استراتيجيات جديدة للهيمنة، من جهة، وإقرار سلسلة إجراءات أمنية جوية مهينة بحق أبناء الدول المناهضة للولايات المتحدة وإسرائيل، من جهة أخرى.

حصان «غز - وادة»...

«ألف ألف مبروك!»، الأنباء الواردة حتى مساء هذا اليوم الأربعاء 14 كانون الثاني 2009، تفيد رغم تضارب الأرقام والمواقف باحتمال اكتمال «النصاب» لعقد قمة عربية «طارئة» في الدوحة، بعد 19 يوماً من العدوان الإسرائيلي الدموي على أهل غزة، موقعاً أكثر من 5000 فلسطيني بين شهيد وجريح!

الافتتاحية مؤتمر القمة: «ماذا عن محدِّدات التضامن؟»..

عندما نقول إن الشعوب العربية لا تراهن على النظام الرسمي العربي، لابد من تدقيق مقاصد هذا المصطلح منعاً لأي التباس، حيث لا نعتبر أن النظام الرسمي العربي هو مجموع الأنظمة والدول العربية، بل نشير إلى العلاقات البينية بين الأنظمة تحت مظلة الجامعة العربية، والتي تبدلت أدوارها ومرجعياتها الدولية بحيث أصبحنا أمام «نظام رسمي عربي» يؤدي دوراً وظيفياً أخطر بكثير مما كان سابقاً. وأصبح في حالة تعارض شديدة مع مصالح شعوبه الوطنية والاجتماعية، حيث تحولت دول الاعتدال العربي التي تلعب دوراً مركزياً في ذلك النظام، إلى أهم أدوات التبعية للتحالف الإمبريالي- الصهيوني، وتضغط بشتى الوسائل لتنفيذ مطالبه السياسية وتأمين مصالحه الإستراتيجية في المنطقة.

الافتتاحية: «القمة 22».. فاقد الشيء لا يعطيه!

من حق الشعوب العربية ألاّ تراهن على النظام الرسمي العربي المهزوم بالتقادم، والعاجز بالتراكم عن مواجهة العدو الخارجي منذ سايكس بيكو وحتى الآن، لا بل كان في حالة تعارض دائمة مع شعوبنا لأنها كانت ترفض الهزيمة وتنزع نحو المقاومة والمواجهة، وليست مصادفة أن كل أسماء القادة المقاومين الذين خلدتهم ذاكرة الشعوب (يوسف العظمة، عمر المختار، عبد الكريم الخطابي، سلطان الأطرش، محمد سعيد الحبوبي، حسن نصر الله) لم يكونوا حكاماً أو سلاطين، بل خرجوا من صفوف الشعب والتزموا خيار المقاومة، وعرفوا الطاقات الجبارة لمن يمثلون في مواجهة العدو الأجنبي!.