تصاعدت في الآونة الأخيرة موجة الاهتمام والإعجاب بالتراث الأيروتيكي العربي الإسلامي، فالعشرات من الأدباء والفنانين والمفكرين بدأوا ينفضون الغبار عن تلك المصنفات الأيروتيكية العديدة التي حفل بها تراثنا، ويبدون انبهارهم بجمالياتها وجرأتها، ويستعملونها في إطار مناقشاتهم ومعاركهم الأدبية والفكرية، معتبريها سنداً لهم في محاولاتهم لإنتاج تعبيرات فنية عصرية تحتفي بالجنس، وتتخذه مادةً للإبداع الفني، على أساس أن المحظورات والعوائق التي وضعت على التعبير الجنسي كانت من إنتاج عصور الإنحطاط الحضاري الإسلامي، في مقابل الإنفتاح والتسامح الكبيرين الذين عرفتهما القضية الجنسية في عصور الازدهار. هكذا أضحت أسماء كتَّاب من أمثال «التيفاشي» و«التجاني» و«النفزاوي» وغيرهم من أعلام الادب الايروتيكي الإسلامي معروفة ومتداولة خارج اوساط المختصِّين بالتراث، ولاقت أعمالهم الكثير من الرواج والانتشار.