التجلي الأخير لغيلان الدمشقي: المثقف العاجز!
رغم أن حسن النية هو ما دفع المخرج والقامة الفنية الكبيرة هيثم حقي لخوض مغامرة الإنتاج السينمائي الخاص، أملاً بتحريض لتحريك ركود السينما في سورية،
بعد أن وصلت إلى حالة من الشلل الكامل إلا أن الفيلم الذي قدمه، كاتباً ومخرجاً، والذي حمل عنواناً ثقيلاً: «التجلي الأخير لغيلان الدمشقي» لم يرق إلى مستوى الطموح، فعلاوة على إطناب مقولات اندحار المثقف، وقضايا الثالوث المحرم، كان الغائب الأول هو الدراما، فالفيلم الذي يروي أربعة أيام من حياة الشاب سامي دقاق (فارس الحلو) الذي يحضر رسالة دكتوراه عن غيلان الدمشقي، سيرينا نموذجين للمثقف الأول هو معد البحث الذي لا يستطيع سوى الصمت عن كل شيء، وأي شيء، بلا سبب، والثاني هو غيلان الذي يظهر من خلال أحلام يقظة سامي بطل الإصلاح، وثورياً اجتماعياً ودينياً.. وبين مثقف اليوم الصامت، العاجز، ومثقف الأمس الفاعل، المتحدي، المغير، لن يبرح الفيلم حدود المقولة المسبقة، إلى درجة تشعر فيها أن المؤلف المخرج يقوم بعملية تنكيل ليس إلا، بمثقف الحاضر، ناسياً كل المقدمات التي أفضت إلى هذا المواقع..
فمن بين اهتمامات سامي العجيبة أنه يجمع صور الصراصير، لتعرف أنه هو نفسه صرصور، وسينتهي لسبب تافه.. فياله من كاريكاتير!
لكن مهما يكن من أمر الفيلم، لا يوجد أي مبرر لمنع عرضه، فما يتضمنه رأي.. مجرد رأي! وليس هكذا يجب التعاطي مع الآراء التي تختلف عن رأي الرقيب.