الليث حجو: أراهن على مزاجي الخاص
استطاع المخرج الشاب الليث حجو خلال سنوات قليلة أن يثبت وجوده بقوة على الساحة الإخراجية، حيث قدم أعمالاً متنوعة بين الكوميدي والاجتماعي، ومؤخراً البدوي، لا إدعاء لديه، يتحدث كما يفهم، ويشتغل كما يحبّ أن يشاهد..
كيف تتعامل مع النص؟ وهل تتدخل في السيناريو أحياناً؟
طبعاً أتدخل بالنص.. من تفاصيله إلى أفكاره، وهذا طبيعي حتى أفهمه تماماً، وهو ليس تدخلاً لمجرد التدخل أو فرض رأي، وإنما محاولة للوصول مع الكاتب إلى رؤية مشتركة، لكي يتسنى نقل النص بعمقه، ومختلف أبعاده إلى الشاشة.
ماذا قدم المخرج هيثم حقي لك وللمخرجين الشباب على الصعيد المهني؟
ما قدمه لي هيثم حقي كبير، ومن الأهمية بمكان، بحيث أنه ذلّل مفهوم الإخراج. هذا الرجل، كان، ولا يزال، مدرسة حقيقية في إيمانه الكبير بدور الفن، وفي سلوكه كفنان يحترم النص، ويحرص، كل الحرص، على إدارة الممثل، وكذلك عنايته الفائقة بمختلف التفاصيل التي من شأنها إغناء العمل الدرامي.
مسلسل «ضيعة ضايعة» مختلف شكلاً ومضموناً.. على ماذا راهنت؟ هل على النص أم على الكركتر؟
أراهن على مزاجي الخاص بالدرجة الأولى. من جهة، لكنني أحب كتابات ممدوح حمادة، وأحب أسلوبه بالكتابة، وأكثر ما أحبه عنده هو تجاوزه لحدود الواقعية. الفكرة بدأت من «بقعة ضوء» من وجود هذين الكركترين، لكن د. حمادة أغناهما بالمبالغة الكوميدية الساخرة. في «ضيعة ضايعة» بحثت عن نص مختلف بعد مسلسل «الانتظار»، ولم أكن أتوقع كل هذا النجاح الذي لاقاه العمل في البداية. واللهجة لم تكن وسيلة للكوميديا، وإنما جزء من هذا الكركتر، مثل الملابس، والديكورات، لكن العمل نفسه أوجد طريقته الخاصة أثناء تنفيذه، فحتى الترجمة أصبحت كوميدية، ولكم كانت كوميديةً فكرة تحويل الكلمة إلى معنى آخر!!
ما هي القصة الحقيقية وراء تأجيل عرض مسلسل «فنجان الدم» إلى ما بعد رمضان؟
المشكلة في الحقيقة اتسعت أكثر من اللازم. هناك عمل منافس لفنجان الدم على قناة mbc ، أو كان يفترض أنه منافس لـ»فنجان الدم»، ثم جاء العرض، وقيل إن العمل يثير النعرات القبلية، وأنا أؤكد أن أسماء الشخصيات غير موجودة واقعياً لا في تاريخ البدو، ولا في تاريخ المدينة، وليست هناك إشارة لأية قبيلة، ولكن الفكرة أن العمل طلب لمراقبته قبل الانتهاء من تصويره، علماً أن النص موجود في MBC وموافق عليه قبل تصويره. وهذا الأمر وحده يحمل دلالة دامغة!!
دخول الأعمال البدوية وبقوَّة في إطار الدراما السورية طرح العديد من الأسئلة، والبعض اعتبره بمثابة العودة إلى الوراء.. كيف تنظر إلى هذه المسألة؟ وهل هي موضة؟
ربما هي حالة فوضية وعشوائية، سببها الرئيسيّ شركات الإنتاج وصناع الدراما في سورية، وهناك تقصير وعدم معرفة بما يحدث في شركات الإنتاج الأخرى، غياب البرمجة والتنسيق هذا، أدى إلى تشابه الأعمال. ثم إن الإنتاج للمحطات الخليجية، ومن حقها أن تطلب نوع الدراما الذي يناسبها، ويناسب جمهورها، ولا يمكن أن نقول أن هذا خطأ، ولا أن نحاسب شركات الإنتاج الممولة خليجياً، الصحيح هو أن نحاسب محطاتنا، غير القادرة على تمويل عمل واحد، على الأقل من 40 عملاً.
الشللية الموجودة في الوسط الفني ألا تؤثر على إبراز البعض، وتغييب البعض الآخر؟؟
الشللية موجودة، ولا أعتقد ان هذا خطأ، فإذا كان هناك فنان أحب التعامل معه وأتفاهم معه، لم لا إذا كان يقدم المطلوب لهذا الدور أو ذاك، لا بل إنني أتصور أنه من الجيد أن يكون هناك معرفة شخصية بين المخرج والممثل، والشللية، في نهاية الأمر، هي عملية فرز لأنواع، لأمزجة مختلفة، ولقدرات فنية، فمن الطبيعي أن يكون لكل مخرج مجموعة فنانين، يتعامل معهم، ويؤمن بقدراتهم كما يؤمنون برأيه، فينتج عن هذا التشارك الجماعي عمل مهم.
ماذا لفت نظرك من أعمال في هذا الموسم؟
أحببت الأعمال الخليجية، ففيها شيء عصري ومتطور، وأحببت عملاً من إخراج أحمد عزيزية بطولة يسرا، وأحببت «أسمهان»، والأسلوب الإخراجي لـ»بقعة ضوء» لما فيه من رؤيا إخراجية جديدة، ربما هناك بعض التحفظ على النصوص في العمل، ولكنني أحببت حركة الكاميرا وفهمها، وفي هذا الكثير من التطور عن أجزاء السنوات السابقة.