الفصيح كي لا نتحول إلى غبار!!
يتراشق الحديث حول أحزاب الجبهة، والحديث سلسلة من الأسئلة الواسعة، وحلقات متقطعة من الإجابات الضيقة، وبما أنه كذلك.. ونعني واسع الأسئلة، ضيق الإجابة، فلنبدأ بالأسئلة:
يتراشق الحديث حول أحزاب الجبهة، والحديث سلسلة من الأسئلة الواسعة، وحلقات متقطعة من الإجابات الضيقة، وبما أنه كذلك.. ونعني واسع الأسئلة، ضيق الإجابة، فلنبدأ بالأسئلة:
محطتان هامتان في مسار حركة المنظمات الشعبية المناهضة للعولمة كانت في بيروت في أوائل الشهر الحالي...
والسؤال: لماذا محطتان لهما نفس الهدف وفي الفترة نفسها وفي المدينة ذاتها؟ فالجواب هو أن الكل يريد أن يكون زعيماً فإن لم يستطع يسحب البساط من تحت «الآخر»، فما كان له إلا أن مد البساط الخاص فيه وهكذا كان ما جرى في بيروت..
يعتبر الحزب الشيوعي السوري أقدم حزب سياسي في سورية، وله الكثير من الإنجازات والمواقف الوطنية والمبدئية، من أهمها أنه استطاع أن يؤسس في المنطقة تياراً «ماركسياً» معترفاً به وبدوره وتأثيره على البلدان المجاورة. من هنا تبدأ مسؤوليتنا نحن الشيوعيين في الحفاظ عليه (الحزب) وعلى دوره المفتاحي على الصعيدين الداخلي والخارجي (عربياً ودولياً). ولن نفعل ذلك إذا لم نكن جريئين وصريحين بما فيه الكفاية في ممارستنا للنقد والنقد الذاتي. فعملية النقد والنقد الذاتي هذه هي ضمانة بقاء حزبنا سليماً «قويا» معافى.
يجري حديث كثير ونقاش واسع حول واقع الجبهة الوطنية التقدمية وآفاقها، ولا شك أن الجبهة حينما تأسست في أوائل السبعينات كانت استجابة لحاجة موضوعية وقد لعبت دوراً هاما ًفي إيجاد قاسم مشترك بين الأحزاب الوطنية والتقدمية حول القضايا السياسية الكبرى للحفاظ على دور سورية الوطني وتوطيده.
■ الاستبداد هو الشرط الذي لاغنى عنه لاستمرار النهب في رأسمالية الأطراف
بعد نشر «قاسيون» في عددها الماضي (160) لرسالة اللجنة المنطقية بدمشق، والموقعة من قبل الرفيق أمين اللجنة المنطقية محسن أيوبي، والموجهة إلى قيادة الحزب والتي تطالب نظراً للأوضاع الخطيرة التي تمر بها المنطقة والبلاد بعودة قيادة الحزب عن كل قراراتها المخالفة للنظام الداخلي بعد المؤتمر التاسع ذات الطابع التكتلي والتنكيلي، وزعت القيادة الحالية للحزب رسالة داخلية اعتبرتها رداً على رسالة دمشق.
انعقد في دمشق صبيحة يوم 19/12/2003، الاجتماع الوطني الثالث لوحدة الشيوعيين السوريين، وقد حضر الاجتماع الرفاق أعضاء لجان التنسيق والمبادرة من المحافظات السورية، الذين يمثلون مختلف الفصائل الشيوعية، إضافة لبعض الضيوف من شخصيات وطنية ومفكرين وسياسيين.
بداية إن الحالة السياسية في سورية، تعاني من إشكاليات عديدة تجذرت وتعمقت في المجتمع، عبر مرحلة تاريخية طويلة، مما أثر بشكل واضح وجلي على عموم الحركة السياسية في البلد. وربما أن الوعي السياسي أيضا ًدخل في إطار محدد عبر السطوة السياسية (الأمنية) ومراقبتها اليومية لعمل كافة التيارات والأحزاب السياسية، وهذا بالتأكيد يؤثر سلباً عليها وعلى الحركة اليسارية بما فيها الحزب الشيوعي السوري.
تقو ل الافتتاحية في الخاتمة: (إن الوقت ما زال يسمح إذا ما استعادت هذه الأحزاب عافيتها أن تلعب دورها المطلوب منها في تطوير الحركة الجماهيرية والحياة السياسية في البلاد). وتتابع القول حتى النهاية بجملة جميلة: (ولكن تحقيق ذلك يتطلب جرأة في المراجعة، ونكران ذات في ا لمعالجة وشجاعة في التنفيذ. فمن سيكون على مستوى المسؤولية؟)
لدى استعراض الخريطة الديموغرافية للمجتمع السوري حسب الفئات العمرية نلاحظ إن الشبيبة (أربعين عاما فما دون) تشكل ما يزيد على 60 بالمئة من مجموع عدد السكان في البلاد، فالمجتمع السوري والحالة هذه يعتبر مجتمعا شابا وهذا يشكل ثروة إستراتيجية انطلاقا من إن الإنسان أغلى رأسمال، ولكن هذه الثروة تبقى - مادة خام- إذا لم تؤطر وتوظف في الموقع الصحيح، أي إذا لم توفر لها المقدمات الضرورية لتكون قوة فاعلة، باعتبارها أغنى الفئات العمرية بالطاقة والحيوية، القادرة على التفاعل مع الجديد.