الاجتماع الوطني الثالث لوحدة الشيوعيين السوريين عبر الصراع في الحوار.. نعيد بناء حركتنا وننتهي من مرحلة الصراع من أجل الصراع مشكلتنا.. وبسبب ضعف الحركة السياسية.. هي الانفصال التام بين القول والفعل
انعقد في دمشق صبيحة يوم 19/12/2003، الاجتماع الوطني الثالث لوحدة الشيوعيين السوريين، وقد حضر الاجتماع الرفاق أعضاء لجان التنسيق والمبادرة من المحافظات السورية، الذين يمثلون مختلف الفصائل الشيوعية، إضافة لبعض الضيوف من شخصيات وطنية ومفكرين وسياسيين.
وتلقى الاجتماع عدداً من رسائل التحية من العديد من الشخصيات الوطنية والشيوعية (ننشر بعضها في هذا العدد).
مناقشة التقرير ومسودة الورقة السياسية
وقد شارك في مناقشة التقرير المقدم من اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين عن عمل لجان التنسيق والمبادرة ما بين اجتماعين إضافة إلى مسودة الورقة السياسية، (22) رفيقاً وضيفاً، وهم:
فيصل خير بك (اللاذقية)، سلطان قنطار (السويداء)، أيمن بيازيد (دمشق)، عمر شتات (طرطوس)، عبد الطيف العش (إدلب)، فهمي العاسمي (درعا)، حكمت محمد (اللاذقية)، محمد طباطب (حمص) فاضل حسون (دير الزور)، غالب سعدون (الحسكة)، إدوار خوام (حلب)، صلاح الدين البدوي (حمص)، د. قاسم عزاوي (دير الزور)، د. منذر خدام (اللاذقية)، مصطفى رستم (حماة)، سلامة كيلة (دمشق)، رسمي شناعة (دمشق)، نصر سعيد (اللاذقية)، هيثم كواكبي (دمشق)، حمزة منذر (ريف دمشق)، د. قدري جميل (دمشق)، منصور الأتاسي (حمص).
تقرير مكتب المتابعة
قدم الرفيق فيصل خير بك، تقرير مكتب المتابعة حول عمل لجان التنسيق ما بين الاجتماعين، هذا نصه:
نلتقي اليوم لنقدم كشف حساب عن المرحلة الثالثة التي اجتزناها بنجاح من عمر اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين، ونستعرض ما أنجزناه والعقبات التي صادفتنا أثناء مسيرتنا، ولنتفق على وضع مهمات جديدة للمرحلة الرابعة من لقاءات وحوارات واستصدار مسودات أوراق عمل جديدة تكون بمثابة تصورات لبرنامج عمل مستقبلي يقودنا إلى المؤتمر التوحيدي لجميع قواعد الشيوعيين السوريين.
فيما يتعلق بالحوارات مع الفصائل الشيوعية فقد جرى كما علمتم سابقاً إرسال رسائل لقيادات الفصائل الثلاث بناء على موافقتكم المسبقة واقتراحات من كوارد هذه الفصائل كي لا يكون هناك أي مأخذ علينا فيما يتعلق بفتح باب الحوار مع قيادات هذه الفصائل. وكنا نعلم مسبقاً ماذا ستكون ردود الفعل.
فصيل (النور) الرفيق
يوسف فيصل:
ونكرر على مسامعكم مرة ثانية بأن حصيلة الاتصالات التي جرت مع تيار النور أن وفداً قد شكل من رفيقين في المكتب السياسي.
اللقاء الأول كان للتعارف وتحديد موعد للقاء ثان، وقد فشل هذا اللقاء بسبب تغيب الرفيقين المذكورين دون مبرر ودون اعتذار. وقد أدى هذا إلى ظهور تساؤلات لدى أعضاء اللجنة المركزية في فصيل النور (الرفيق يوسف فيصل) وفي اجتماعات بعض المحافظات أثناء المؤتمرات الانتخابية في اللجان المنطقية.
ففي مؤتمر إحدى اللجان المنطقية أجاب الرفيق يوسف فيصل عن أسباب إيقاف الحوار بما معناه:
1. نحن الوحيدون الذين تجاوبنا مع هؤلاء في حين أغلق الآخرون الباب بوجههم.
2. في اللقاء الأول الذي تم مع هؤلاء تبين أنه لا يوجد لديهم برنامج سياسي ولا توجه سياسي واضح وهم ليسوا تياراً ولا مجموعة متماسكة بل هم مجموعات متناثرة هنا وهناك.
3. لقد تبين لنا أنهم مجموعة من الأشخاص تحركهم طموحاتهم الشخصية ولايحركهم أي موقف سياسي، وقد أبعدوا عن التنظيمات التي كانوا ينتمون إليها بسبب نزعاتهم الشخصية. لذلك لا جدوى من الحوار معهم، ومن الأفضل أن يتقدموا إلى أحد الأحزاب القائمة، إذا كانت هذه الأحزاب تستقبلهم.
وهكذا نستطيع القول بأن الرفيق يوسف قد أعلن إيقاف الحوار معنا.
لكن الرفيقين لم يعلنا وقف الحوار أمامنا صراحة وذلك إما لعدم اقتناعهما بموقفه أو لأن المكتب السياسي لم يتخذ موقفاً بمقاطعة اللقاءات ولم يقبلا بتحديد موعد ثابت مع رفاقنا تلبية لرغبة بعض قياداتهم الشخصية الضمنية.
وهكذا تبقى الأمور معلقة مع هذا الفصيل دون إلغاء ولا متابعة بسبب من الوضع الداخلي لديهم في المنظمات التي ترغب بأكثريتها في فتح باب الحوار للوصول إلى الوحدة المنشودة مستقبلاً لأن قناعة معظم الشيوعيين بأن الوحدة ضرورية وخاصة في الظروف الراهنة.
هذا الواقع المؤلم الذي ذكرناه والمرفوض من قبل القواعد في فصيل (النور) دفع أعداداً واسعة من الرفاق في اللجنة المركزية واللجان المنطقية والمنظمات القاعدية إلى الضغط من أجل التوحيد أو متابعة الحوار معنا.
وقد أعلنت منظمات فرعية وأعضاء لجان منطقية في عدد من المنظمات رفضها لقرار وقف الحوار غير المعلن معنا.
لذلك فإننا نطلب إلى جميع الرفاق في لجان التنسيق وكل من تعنيه قضية الوحدة بين الشيوعيين، استمرار التواصل والتحاور مع هذا التيار ودفعه للأمام وتأمين كل الأشكال التي تساعد على المشاركة معاً في رسم توجهات التوحيد.
فصيل (الرأي) الرفيق
رياض الترك:
إن التعامل مع هذا الفصيل وبالذات مع بعض قياداته كان تجربة غاية في الحساسية وذلك بسبب ماتعرضت له قيادات وكوادر هذا الفصيل من ضغوطات وخاصة الرفيق رياض شخصياً، وقد أثر هذا الأمر على قيادة وكوادر هذا الفصيل أيضاً بسبب عدم إظهار التضامن مع المعتقلين من قبل قيادة الفصائل الشيوعية الموجودة في الجبهة ولذلك ظهر اتجاهان: أحدهما يريد تقييم مرحلة الحكم السابقة بشكل نقدي والآخر يريد تقييماً نقدياً جدياً لمجمل تجربتهم وتأثيرها على المستويات الوطني والشعبي والحزبي.
ونحن من واجبنا الوقوف إلى جانب أعداد واسعة من فصيل الرفيق رياض لتقديم دراسة تقييمية لمجمل سياسته الممارسة في السابق، ونعتقد أن مثل هذا التوجه قد بدأ فعلاً داخل اللجنة المركزية تحضيراً لمؤتمرهم القادم، وأيضاً عبر رفاق جديين يجتهدون للوصول لاستنتاجات تفيد الجميع.
أما بالنسبة لرد الرفيق رياض والمكتب السياسي فيمكن تلخيصه بما يلي:
1. لانريد الوحدة مع من تركناهم وخاصة القيادات.
2. المهمة الآن هي الوحدة مع التيار الديمقراطي الواسع لأن المهمة السياسية هي الوصول للديمقراطية، وهذه أوسع في الوقت الحالي من الاشتراكية والشيوعية.
3. أنتم لم تنتقدوا أنفسكم عن الماضي.
4. أنتم لم تعلنوا المعارضة للسلطة ولستم في صف المعارضة.
5. لم تنتقدوا العلاقة السابقة مع الاتحاد السوفييتي.
6. الديمقراطية اللاحقة ستكون بأفق ليبرالي.
7. لا نرغب نحن بتقديم برنامج اقتصادي اجتماعي، والمهمة الآن وطنية وديمقراطية.
هذه الأمور كلها لا تسمح لنا بالحوار معكم.
ونستطيع أن نستنتج من هذه الردود أنه يجب علينا أن نتبنى سياستهم كلها ونتخلى عن قناعاتنا حتى يقبلوا بفتح الحوار معنا.
ولكن هذا الرأي الذي ذكرناه ليس الوحيد بل هناك آراء أخرى في اللجنة المركزية والمنظمات ترى أن الحزب الشيوعي هو حزب طبقي أولاً وأن القطاع العام بحاجة إلى إصلاح وليس إلى نسف أو خصخصة، وأن الديمقراطية إذا لم تساعد العمال والكادحين على تطوير حياتهم طبقياً فسوف تتحول إلى بربرية ويرى أصحاب هذا التيار أن المهام الوطنية تتداخل مع المهام الأخرى لذلك فهذا كله يتطلب وحدة الشيوعيين وبهذا يقتربون من طروحاتنا ونلتقي قي العديد من النقاط.
فصيل (صوت الشعب) الرفيقة
وصال فرحة:
لقد رفضت قيادة هذا الفصيل استقبال رفاقنا في أكثر من مناسبة ورفضت استلام أية رسالة موجهة إليهم ، كما أعلنوا بأنهم يرفضون أي حوار مع اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين، وهذا يعكس أن أبواب الهيئات القيادية قد أقفلت في وجهنا لكننا لم نعدم الوسيلة للاتصال بالكوادر الحزبية في قواعدهم ونستطيع أن نقول أن هناك توجهات سليمة وديمقراطية في أوساط قواعد هذا الفصيل الذين لايرون أن هناك مانعاً يحول دون تبادل الآراء بشكل حر وديمقراطي.
أيها الرفاق والأصدقاء:
إن ما عرضناه من إجراءات قمنا بها للوصول إلى مركز القرار السياسي والتنظيمي في قيادات الفصائل الثلاثة وبكل احترام مبتعدين عن الدخول في مهاترات ومساجلات كلامية غير لائقة صدرت عن البعض إما شفهياً أو على صفحات بعض الجرائد الناطقة باسمهم يعكس مدى جديتنا وثقتنا بأهدافنا المعلنة واستعدادنا للوصول إلى نقاط لقاء تقودنا نحو الوحدة.
إننا نعتبر أن إغلاق باب الحوار عند أي فصيل يعكس ضعفاً في مضامينهم ولا يعكس قوة.
لذلك فإن انطلاقتنا صحيحة وتؤكدها الاستنتاجات التالية:
1. إن رسائلنا إلى قيادات الفصائل الشيوعية قد ساهمت في دفع الحوار داخل هيئات الفصائل القيادية باتجاه ضرورة التوحيد.
2. مازال قرارنا السابق بالوصول إلى الوحدة من القاعدة قراراً صائباً رغم أنه يتطلب جهداً كبيراً للقاء مع كل رفيق وحواره وإقناعه بالمشاركة.
3. عملنا للقاء الهيئات القيادية للفصائل المختلفة في كافة المحافظات يجب أن يتطور ونقترح على لجان التنسيق أن تحاول من جديد وبدون كلل مع هذه الهيئات وتطور الحوار معهم مجتمعين آو منفردين.
4. إن الواقع التنظيمي لهذه الفصائل يجعلها تتحفظ في الحوار معنا ومع ذلك فيجب علينا أن نكون على مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقنا.
الندوات
لقد قامت اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين بإطلاق مسودات أوراق العمل الأربع التي أوصى بها الاجتماع العام الثاني وهي:
- موضوعات حول أزمة الحزب.
- حول المرجعية الفكرية.
- حول مهامنا السياسية الأساسية.
- حول آليات عمل هيئات الحزب.
وقامت لجان التنسيق في المحافظات بتبني هذا النقاش وعقدت مالا يقل عن ثلاثين ندوة شارك في النقاش أكثر من ألف رفيق منهم حوالي 600 رفيقاً من خارج لجان التنسيق والباقي من لجان التنسيق وبقي عدد قليل من لجان التنسيق في بعض المحافظات التي لم تعقد مثل هذه الندوات، ومن الملاحظ أنه مع ازدياد هذه الندوات يزداد عدد المشاركين الجدد وخاصة من قواعد الفصائل الشيوعية الثلاث حيث أبدوا آراءهم صراحة سواء مباشرة أو عن طريق النشر في صحيفة «قاسيون» التي لم تتحفظ على نشر أي رأي لأي رفيق حتى ولو كان معارضاً لتوجهات اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين حفاظاً على مصداقيتنا بسماع ونشر الآراء الموافقة أو المناقضة، وهذه جرأة ومصداقية نرجو أن يتحلى بها الآخرون.
الندوات المركزية
عقدت اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين ثلاث ندوات مركزية في ثلاث محافظات ضمت حوالي 600 مشاركاً وقد غطت صحيفة «قاسيون» وقائع هذه الندوات وصدر الكراس الأول الذي غطى كل وقائع الندوة الأولى وسيصدر الكراس الثاني والثالث قريباً لتغطية وقائع الندوتين الأخريين.
أما الندوات التي جرت في المحافظات الأخرى فقد نشر ملخصات عن وقائع بعضها بحيث تضمنت آراء المشاركين من داخل وخارج لجان التنسيق دون أي حذف أو تحوير بمحتواها.
وقد ساد الجو الديمقراطي والصراحة والوضوح في هذه الندوات جميعها وظهرت تعددية في الآراء المتداولة بين الشيوعيين.
وتبين من الآراء المطروحة أنها تعكس رغبة صادقة وطموحة في تطوير عمل الحزب فكرياً وسياسياً وتنظيمياً وأنه من الممكن الوصول إلى قواسم مشتركة واسعة وأن الحزب يمكن أن يتطور بدل أن يتبعثر.
ولو كان الحوار الديمقراطي هو السائد في الماضي لحلت الخلافات بشكل ديمقراطي وتعددي بدلاً من حسمها تنظيمياً كما جرى ويجري حالياً.
وإذا كنا قد أطلقنا مسودات أوراق العمل للنقاش والحوار نعلن الآن أننا قد أنهينا المرحلة الأولى من النقاش الذي استوفى في الندوات التي عقدت في كل أنحاء البلاد فإننا نقترح بأن يستمر الحوار بشكل عام حول نقاط أخرى ظهرت من خلال الندوات أو ستظهر فيما بعد ليصبح تقليداً من تقاليدنا الجديدة، وهو الصيغة الأكثر قدرة على منع الاصطفاف والانقسام والتبعثر.
عمل لجان التنسيق
كانت لجان التنسيق قد تشكلت مسبقاً بإشراف اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين للقيام بدورها في استنهاض الرفاق التاركين والمتشائمين خارج وداخل التنظيمات والفصائل المختلفة إضافة إلى إجراء صلات مباشرة مع الرفاق في القواعد.
وقد قامت هذه اللجان بالدور الموكول لها ولكن ليس بالشكل المطلوب منها،وهذا عائد لعدة أسباب منها:
1. طبيعة عمل الرفاق في هذه اللجان حيث أن عملهم الوظيفي أو المهني لا يمنحهم الوقت الكافي للقيام بالمهام الملقاة على عاتقهم.
2. العامل الذاتي لدى هؤلاء الرفاق الذين تتفاوت مقدراتهم من لجنة إلى أخرى.
3. عدم تجاوب بعض الرفاق المنغلقين مع الدعوات الموجهة لهم للحوار.
4. وهناك عوامل ذاتية وموضوعية أخرى حالت دون تحقيق ما نطمح إليه من توسع كماً ونوعاً.
لكننا يجب أن لا نخفي بأن هناك نجاحات عديدة وواسعة قد تحققت في بعض المحافظات من حيث توسيع لجان التنسيق كماً وكيفاً وأصبح لها تواجد في أنحاء مختلفة في بعض المحافظات.
لكننا يجب دوماً أن نعتبر أنفسنا مقصرين وبإمكاننا إحراز المزيد من النجاحات كي نضاعف نشاطنا وتعدد أساليبنا، لأن الرضى عن الذات يدفعنا إلى التواكل والتخاذل.
إن فتح أبواب الحوار والنقاش عبر الندوات واللقاءات الفردية قد زاد من ثقة الرفاق والقوى السياسية الأخرى بنا وبدأ البعض يتبنى أسلوبنا الديمقراطي في التعامل مع مسودات أوراق العمل ومع مسودة الورقة السياسية التي طرحت للنقاش بشكل واسع في القواعد وأدخل عليها تعديلات حتى وصلت إلى ماهي عليه الآن، والمطلوب إغناؤها من هذا الاجتماع وإخراجها بحلة جديدة علماً أننا لا نعتبرها برنامجاً سياسياً رسمياً.
أيها الرفاق والأصدقاء الأعزاء:
إن أسلوبنا الديمقراطي الجديد في التنظيم وإدارة الحوار وطرح الآراء المتعددة واحترام الرأي الآخر وعدم تجاوز رأي الأقلية قد فتح آفاقاً جديدة أمامنا وجعل موقفنا موضع نظر مختلف التنظيمات السياسية، وقد طرحنا نهجاً للتحالفات وجعنا الشارع الجماهيري هو ملتقانا مع أية قوة سياسية.
لذلك فإن مبتغانا هو العودة للجماهير الكادحة والدفاع عن مصالحها الطبقية واستعادة ثقتها بنا بشكل خاص وبالعمل السياسي الذي هجرته طويلاً بشكل عام، كل هذا يتطلب جرأة في الطرح وجرأة في التصدي للفساد والمفسدين، وجرأة في النزول إلى الشارع لتنفيذ المهام الملقاة على عاتق القوى السياسية التي تبغي إثبات وجودها على الساحة المحلية والإقليمية والدولية.