يوسف شاهين: الجيش الأمريكي مستعد دائماً لمساندة القمع والدكتاتورية!

 الفنان الشهير والمشاكس الأول في السينما العربية، المخرج يوسف شاهين الذي تجاوز عامه الثمانين، صب في مقابلة ملتهبة مع صحفيين غربيين جام غضبه على السياسة الأمريكية الداعمة للدكتاتورية والرقابة المفروضة على الفنانين في مصر.

يقول يوسف شاهين: القمع وصل إلى درجةً لا تصدّق، والمافيا التي تحكم البلاد شديدة للغاية، فهم يسيطرون على جهاز الشرطة والمخابرات والجيش وإذا اضطرهم الأمر سيجدون الجيش الأمريكي مستعدًا لمساندتهم. هم على درجة عالية من التنظيم وبالتالي تصعب مواجهتهم.

يضيف شاهين: نعيش في حالة الطوارئ منذ 23 سنة، أردتُ أنْ أقدم هديةً للجامعة ذات مرة: هراوات غليظة، إذ أنّ الطلبة لا يملكون سوى كتبهم عندما يتظاهرون. ماذا يمكنهم أنْ يفعلوا بها؟ يتلقون الضربات في كل مرة يتظاهرون فيها. أتمنى لو نستطيع الرد عليهم بالضرب مرة.

وعن الدور الذي يلعبه الفنانون في عملية التجاذب السياسي، يقول شاهين:

عليك أنْ تعبِّر عن رأيك. لن تكون فنانًا، إنْ لم تكن ملمًا بالأوضاع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. يتعين عليك أنْ تعرف مشاكل المصريين عندما تتكلم عنهم. إما أنْ تساند الحداثة وإما أنك لا تعرف ما أنت فاعله.

الولايات المتحدة الأمريكية لا تدعم سوى السيد مبارك. هم نصَّبوه على كرسي الرئاسة. بيد أنّه يبتزهم كذلك، فهو يقول لهم: إما أنا أو الإسلامويون!

كنت مولعًا بالثقافة الأمريكية، وكنت قد حصّلت تعليمي الأكاديمي في باسادينا، وقد حصلت قطيعة بيني وبينهم، لأنني لم أعد أتحمل ما يقومون به من أفعال. ليس في العراق وحسب، بل أيضًا معي أنا. أردت أنْ أُضمِّن فيلمي الأخير بعضًا من مقاطع من فيلمٍ أمريكي غنائي من الأربعينيات، يلعب فيه فرانك سناترا، فطلبوا مني مليوني دولار مقابل ذلك. قلت لهم أنني سأحتفي عبر المقاطع المأخوذة بالسينما الأمريكية، بيد أنّ الأمر كان بالنسبة لهم سيّان، فالمال هو كل ما يسعون إليه.

لقد عالجت في عملي الأخير كيف غدا الأمريكيون غليظي المشاعر. الرقة اختفت. كانت الأفلام رومنطيقية في الأربعينيات: حيث كانت نساءٌ حسناوات يصعدن سلالم جميلة على وقعِ موسيقى خلابة. كنا نخرج من دور السينما بعد مشاهدة العرض ونحن نغني طربًا. اليوم تشعر بحاجة للتقيؤ بعد العرض.

وفي جوابه عن أهمية نجاح أفلامه في مصر، قال:

حين يُمنع فيلمك في مصر تتحطم. هنا تكمن قوة أجهزة الرقابة. يتعين عليك أنْ تقدم السيناريو لهذه الأجهزة، حيث يقوم ثلاثة مغفلين بقراءته. يقولون أشطب هذا وأشطب ذاك. وأجيب: "لا لن أشطب شيئًا".

هل يمكنك أنْ تتصور مصر ليبرالية في الفترة الوجيزة القادمة؟

 

شاهين: لا في الفترة القريبة ولا البعيدة. الناس تعبوا للدرجة التي لم يعد بمقدورهم الخروج معها إلى الشارع!!