الاستخبارات الأمريكية تعلن «مجموعة عمل» معادية للصين
أعلنت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، اليوم الخميس، عن عزمها إنشاء مجموعة عمل رفيعة المستوى تركز على مواجهة نفوذ الصين المتصاعد.
أعلنت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، اليوم الخميس، عن عزمها إنشاء مجموعة عمل رفيعة المستوى تركز على مواجهة نفوذ الصين المتصاعد.
إثر الاتفاق الأمريكي- البريطاني- الأسترالي في 15 أيلول بإقامة شراكة جديدة في مجالي الدفاع والأمن AUKUS والتي تتضمن توريد 8 غواصات نووية الدفع إلى دولة غير نووية كأستراليا، ظهرت ردود فعلة واسعة، أولها صينية وروسية، حول المخاطر الاستراتيجية التي سيسببها تنفيذ هذا الأمر.
تُظهر أحداث الشهرين الماضيين «انعطافة» في طريقة تعامل الغرب مع الملف السوري، والغرب بالمعنى السياسي وإنْ كان بالقيادة الأمريكية، فإنه يشمل إلى جانب بريطانيا وفرنسا وآخرين، دولاً عربية مثل الأردن والإمارات وغيرهما.
لم يعد بإمكان أحد إنكار التراجع الأمريكي على الساحة الدولية، وعدم قدرة الولايات المتحدة على الحفاظ على هيمنتها ووجودها وتأثيرها السابقين «اللهم إلّا بعض المرتبطين بالأمريكيين بشكل وجودي مبتغين الدفاع عن وجودهم»، وحتّى الأمريكيون أنفسهم لم يعودوا يجادلوا بحقيقة هذا التراجع. لكن ما الذي يعنيه هذا التراجع؟ يقوم البروفسور والمؤرّخ ألفريد ماكوي في المقال الذي نقدمه في قاسيون باختصار، بتناول تأثير هذا التراجع من بوابة الانسحاب من أفغانستان، وما الذي عنيناه وسيعنيه ذلك بالنسبة لحلفاء الأمريكيين: الأوروبيين بشكل خاص، وكذلك خصوم الأمريكيين: الصين بشكل خاص. ورغم أنّ ماكوي يرى في هزيمة الأمريكيين «انتصاراً للصين» على عادة الأمريكيين الذين يرون العالم من منظار وجود خاسر مقابل كلّ رابح، إلّا أنّه هو نفسه يظهر أثناء سرده أنّ تراجع الأمريكيين سيعني انتصار العالم، وأنّ الصينيين سيكونون عرّابي هذا الانتصار وحسب.
يعيش العالم بأسره، كما بات واضحاً وملموساً، عملية انتقال كبرى من منظومة القطب الواحد الأمريكية، نحو عالم جديد لا يمكن اختصاره بمقولة تعدد الأقطاب، وإنْ كانت هذه الأخيرة نفسها مرحلة ضمن الانتقال الشامل نفسه.
في أيار الماضي، قام وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بزيارة إلى غرينلاند. ورغم الحشو البهيج الذي يملأ هذه الزيارات عادة، كانت هناك لسعة توتّر مصاحبة لهذه الزيارة تحديداً، ذلك أنّ إدارة ترامب أعادت إحياء خيال شهواني لطالما ترعرع في أروقة واشنطن وفي عقول النخب المهووسة بالسلطة: غرينلاند، كما يحلم هؤلاء، قد تصبح يوماً جزءاً من الإمبراطوريّة الأمريكية. أعاد الرئيس ترامب إثارة مسألة غرينلاند «المملوكة» للدنمارك في 2019، قائلاً بفرحة رجل أعمال متحمّس: «نحن حلفاء جيدون للدنمارك، ونحن نحمي الدنمارك مثلما نحمي أجزاء كبيرة من العالم. لذلك جاءت المسألة وقلت: سأكون بالتأكيد مهتماً بشراء غرينلاند. هذا الأمر مثير للاهتمام من الناحية الإستراتيجيّة، لكن علينا التحدّث معهم قليلاً». ورغم أنّ الردّ الدنماركي كان رفض إدماج غرينلاند في «صفقة عقاريّة كبيرة»، فلا يبدو أنّ الأمر انتهى.
وقّع نائب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان آل سعود اتفاقية للتعاون العسكري مع نظيره الروسي ألكسندر فومين، وتنص الاتفاقية- التي جرى التوقيع عليها خلال المنتدى العسكري التقني الدولي «آرميا 2021» في أواخر شهر آب الماضي- على تطوير مجالات التعاون العسكري المشترك بين البلدين. وعلى الرغم من أن الاتفاقية لا تعتبر انتقال السعوديةً نهائياً إلى موقع مختلف على الساحة الدولية إلا أنها تنذر بحدوث ذلك قريباً.
يبدو أن موضوعة التدخلات الخارجية بالشؤون الداخلية لكل البلدان، وتحديداً بانتخاباتها سواء لمجالس النواب أو الرؤساء قد أصبحت سمة العصر الغربية، بوصفها واحدة من أدوات الحرب والتصعيد، والتي تعمل باتجاهين مختلفين، أحدها: هو التدخل فعلاً. والثاني: هو الادّعاء بوجود تدخلات خدمةً للصراعات الداخلية، كما جرى مع إدارة ترامب السابقة.
بعد حالة الركود التي شهدها الملف النووي الإيراني، عاد الحديث يتجدد ولكن هذه المرة مع إشارات مختلفة، فزيارة رئيس وزراء الكيان نفتالي بنيت إلى واشنطن، والتصريحات التي خرجت عنها، بالإضافة إلى التصريحات الأخيرة للمرشد الإيراني علي خامنئي، والتي تلمح إلى احتمالات مختلفة. فما هي الخيارات الجديدة التي يتحدث عنها الكيان الصهيوني والولايات المتحدة؟ وما هي آفاق الدبلوماسية الأكثر اتساعاً التي ذكرها الخامنئي؟