التنمية البشرية... قصة نجاح في بيع الوهم
قد يظن المرء بأن السنوات القليلة الماضية، بما فيها من جرعة واقعية، وأحداث قاسية، كانت كافية لكنس جميع الخطابات الرائجة حول التحفيّز الذاتي والبرمجة اللغوية العصبية. فأي شخصٍ منا لا بد أن يكون قد استنتج أن استراق النظر من نافذة ما في هذا العالم، فعلٌ كافٍ- رغم بساطته وبدهيته- للإدراك بأن ما يحصل خارج ذاته، وخارج نطاق إمكاناته وأحلامه، مهيمنٌ وطاغٍ وعنيف بصورة لا تحتمل. استراق النظر للمصائب التي تحدث في خارج كفيلٌ لإقناعه بالإقلاع عن عادة الوقوف أمام المرآة وتكرار عبارة: «تستطيع فعلها، تستطيع النجاح، أحب نفسك»، كما لو أن تلك تعويذة مجرّبة للنجاح. لكن لا، وكما يبدو دعاة التنمية الذاتية لا يملكون نوافذ في منازلهم.