جدلية الألم والرغبة
يدغدغ الحلم الأمريكي أحلام الكثيرين؛ شخصية تحقق نفسها في المجتمع، تمتلك ما يمكن أن تمتلكه لكي ترضي وجودها، تبرز قدراتها من خلال فردية ممارساتها، وتصبح «قائدة العالم». من المغري الشعور بالامتلاك، امتلاك الحياة والمستقبل، امتلاك القدرة على تحديد مسار حياتنا، وامتلاك الوجود من خلال ذلك. هذا الإغراء بالامتلاك تبيعه لنا الرأسمالية لكي نملأ به وقتنا الضائع، قبل الذهاب إلى العمل وبعده، في أمسياتنا التي نحاول تعبئتها بمواقف وصور وحرية “تعبير”. والتي قيّدت حياتنا بثلاثة أشياء تحكمنا، الخوف، والقلق، والرغبة. الخوف من البيئة التي تحيطنا، والقلق الذي يتسببه ذلك، والرغبة في الوجود. وشرعت لنا أبواباً من الوهم لكي نثبت أننا موجودون.