وجدتها السلوك البيئي

يرى الكثيرون أن الحفاظ على البيئة يكون في تغيير السلوكيات الفردية (إعادة التدوير، وشراء السيارات ذات الكفاءة في استهلاك الوقود، وما إلى ذلك)، في حين أن أكبر الملوثين هي: الشركات الكبرى متعددة الجنسيات.
فحين يتقلص الفضاء الأخضر الحضري بسرعة، ويهاجر البعض إلى الريف في ارتداد إلى الزراعة كرد فعل فردي على الاستخدام الواسع للكائنات المعدلة وراثياً، والمواد الكيميائية المختلفة. وتميل الطبقات الوسطى وذوو الياقات البيضاء إلى استهلاك الأغذية العضوية. ويتجه استخدام الألواح الشمسية الفردية أيضاً إلى الازدياد، ويصبح فصل النفايات العضوية ومزجها في تربة النباتات على شرفة المنزل محاولة يائسة للحل.

لكن مثل هذه الجهود الفردية تشبه قطرة في المحيط، إذا نظرنا إلى الآليات المدمرة التي أطلقتها الرأسمالية الحالية. لن يكفي أي جهد فردي لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وذلك ببساطة لأن هذه الانبعاثات التي تسبب تغير المناخ تأتي بشكل كبير من الشركات متعددة الجنسيات. فعلى الذين يفرون من المدن إلى الريف مواجهة شركات التعدين، أو شركات المياه التي تحاول احتكار موارد المياه. لا يبدو فرار الفرد أو الهروب من تدمير الطبيعة للرأسمالية خياراً. يجب دمج الأعمال الفردية في صراع أكثر عمومية ضد الرأسمالية. من ناحية أخرى، رغم أن الجهود الفردية ليست عبثاً تماماً. وقد تؤدي مثل هذه التغييرات إلى إثارة النقاش، حتى لو كان ذلك على المستوى المحلي.
إن تلويث الطبيعة بالنسبة للفقراء أمر مكلف للغاية. وعلى سبيل المثال: حتى وسائل النقل العام الأساسية مكلفة للغاية بالنسبة لشخص يعمل بالحد الأدنى للأجور. إن الأسر الفقيرة مجبرة على توفير الطاقة. يجب على الناس زراعة الخضراوات في حدائقهم الصغيرة لخفض نفقات البقالة، ربما هذا لا يجعلهم خبراء بيئيين في حد ذاته، لكنه يثير قضية يتستر عليها بعض علماء البيئة: الطبيعة الطبقية للنضال البيئي. النضالات البيئية الأخيرة ضد محطات الطاقة الكهرومائية والألغام، لا يمكن أن تنحصر في حماية الطبيعة.
واليوم، هناك بالفعل اهتمام متزايد تجاه كتابات ماركس عن علم البيئة.
مع أنه بالطبع من الصعب مقارنة تدمير النظام البيئي خلال فترة ماركس _التي كانت مرحلة مبكرة من الرأسمالية_ مع ما يحدث اليوم.