مهام الطبقة العاملة عشية سقوط الرأسمالية
من سيجدد سلاسل التوريد التي يتواصل كسرها في العالم الرأسمالي؟ هل سيجري تجديدها في ظل المنظومة الحالية؟ أم حان أوان منظومة جديدة لأداء هذه المهمة؟
تتمثل المهمة التاريخية للطبقة العاملة في إسقاط الرأسمالية، ولكن لحين نضوج ظروف تلك اللحظة التاريخية المهمة، يقع على عاتق العمال بصفتهم هيكل المجتمع الجديد داخل قشرته القديمة مهمة في غاية الصعوبة:
بالإضافة إلى الكفاح اليومي ضد الرأسمالية، يتوجب تنظيم الطبقة العاملة في سبيل تواصل الإنتاج عند إسقاط الرأسمالية، أي تنظيم العمال الصناعيين والزراعيين والتقنيين الذين سيجددون الحياة.
يقال إن العمال يتمتعون بقوة هائلة زمن الأزمات، وفي ظل أزمة سلاسل التوريد التي تؤدي ظروف مختلفة إلى انكسارها، كتبت لابور نوتس وجاكوبين ماغازين: الحل لأزمة سلسلة التوريد ليس علم الصواريخ، بل بناء النقابات، ورفع مستويات المعيشة والعمل، وتقصير ساعات عمل العمال بأجر أعلى.
عندما انفصلت بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، حدثت أزمة وقود نتيجة مغادرة 15 ألف سائق وأزمة الصيد البحري مع فرنسا، وعندما علقت إيفر غيفن في قناة السويس، أوقفت معها 150 سفينة في اليوم. بالإضافة إلى ما تركته السياسات الأمريكية على سلاسل التوريد العالمية من آثار كارثية، ويضاف إليها ظروف الوباء ونتائجه على سلاسل التوريد. أي باختصار: تؤدي مختلف السياسات والحوادث إلى أزمة في سلاسل التوريد، مثل ما حدث في لوس أنجلوس وكاليفورنيا بداية العام الحالي عندما تقطعت السبل بـ 77 سفينة حاويات فأحدثت أزمة في سلاسل التوريد.
كان السبب المباشر لأزمة سلسلة التوريد التي بدأت في عام 2020 هو الزيادة الحادة في الإنفاق الاستهلاكي على السلع عندما أدت قيود كوفيد-19 إلى شراء المزيد من السلع. أما السبب الأساسي الأكثر أهمية لأزمة سلسلة التوريد 2021 والأزمة في الولايات المتحدة هو النقص طويل الأمد في اليد العاملة.
حسب اتحاد شاحنات النقل، هناك نقص في اليد العاملة يبلغ حوالي 80 ألف سائق، وكانت الأجور الراكدة وساعات العمل الطويلة والضغط الشديد والمشكلات الصحية هي التي تدفع العمال للخروج من هذه المهنة، هكذا كانت الأحوال قبل وقت طويل من اندلاع الوباء، وبدأت تتفاعل أزمة سلسلة التوريد قبل ظهور الوباء وانتشاره.
وكان عمال المستودعات، الذين شهدوا أيضاً ركوداً في الأجور وظروفاً سيئة خلال هذه الفترة، يعانون أيضاً من نقص نسبي للأسباب نفسها. إن الزيادات الأخيرة في الأجور- التي نتجت عن نقص العمالة ومستويات الاستقالة المرتفعة- قليلة للغاية ومتأخرة للغاية.
ومما زاد الطين بلة، على مدى السنوات العديدة الماضية، خفضت شركات السكك الحديدية الكبيرة التي تنقل البضائع عبر أمريكا الشمالية قوتها العاملة، ونتيجة لذلك، انخفض عدد العاملين في خطوط السكك الحديدية للشحن من الفئة الأولى من 170 ألفاً عام 2017 إلى 135 ألفاً في عام 2020، بينما زاد الشحن بالسكك الحديدية بنسبة 40% من حيث الوزن و37% من حيث القيمة بالدولار من 2010 إلى 2019. وحدث انسداد في الموانئ والمحطات، واستنفدت أطقم القطارات، مما ساهم في أزمة سلسلة التوريد داخل أمريكا.
يعني الافتقار إلى سائقي الشاحنات وعمال السكك الحديدية وعمال المستودعات وغيرهم على طول سلاسل التوريد: ازدحام الموانئ، والسفن المتوقفة والمفرغة، والمستودعات المثقلة بالأحمال، والتأخيرات المتزايدة، والرفوف الفارغة، وارتفاع الأسعار.
لقد أدت عقود من إلغاء القيود والخصخصة وسيادة السوق الرأسمالية المكرسة إلى زيادة الأرباح إلى جعل المجتمع عرضة للقوة الجامحة لأزمة سلاسل التوريد، وفي هذا الوقت بالذات، بدأت نقابات العمال الصناعيين حول العالم يتحدثون عن ضرورة بناء السلطة العمالية على طول سلاسل التوريد العالمية، وخاصة سلاسل توريد الطاقة الجديدة والنقل والغذاء. بينما طرحت منظمة عمال العالم الصناعيين ضرورة تنظيم جيش المنتجين للحفاظ على الإنتاج أثناء إسقاط الرأسمالية.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1049