تدريبات على الكارثة الوشيكة: الانهيار المالي العالمي
اجتمع الشهر الماضي مسؤولون رفيعو المستوى من البنوك والمنظمات الدولية في «إسرائيل»، للتحضّر والتدرّب على «لعبة حرب» تحاكي انهيار النظام المالي العالمي. يشبه ذلك التدريبات التحضيرية التي حملت اسم «الحدث 201» الذي أقيم قبل فترة بسيطة من انتشار الوباء، والذي كان هدفه التدرّب على الاستجابة في حال انتشار وباء عالمي، والتي سبقت انتشار كوفيد-19 بقليل في أكتوبر/تشرين الأول 2019. بعد أن كان من المقرَّر عقد مبادرة «العزم الجماعي Collective Strength» في دبي أثناء معرض إكسبو دبي، تمّ نقله إلى وزارة المالية في «إسرائيل» بسبب المخاوف من متحوّر أوميكرون
ترجمة: قاسيون
اجتمع هناك ممثلون عن المنظمات العابرة للقوميات، مثل صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، وبنك التسويات الدولي. وكذلك مسؤولو وزارات المالية في كلّ من الولايات المتحدة والنمسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا وسويسرا وتايلاند والإمارات المتحدة. وربّما الأبرز في سياق حديثنا المنتدى الاقتصادي العالمي WEF.
الهدف المعلَن من الاجتماع هو التدرّب على نموذج استجابة لهجمات سيبرانية افتراضية واسعة النطاق ضدّ النظام المالي العالمي، بما في ذلك تسرّب بيانات مالية حساسة عن طريق «الإنترنت السوداء»، واستهداف أنظمة التبادل الأجنبي العالمية بعمليات القرصنة، والفوضى اللاحقة التي قد تصيب البنوك والأسواق بسبب «الأخبار المزيفة».
إجراءات غريبة
من بين الحلول التي تمّ طرحها منحُ فترات سماح لسداد الديون، واتفاقات SWAP/REPO، وعطلات منسقة للبنوك، وفكّ الارتباط المنسّق بالعملات الرئيسية.
تسببت فكرة فكّ الارتباط بإثارة استغراب البعض، فقد تزامن الإعلان عنها في الاجتماع مع التقارير عن أخذ إدارة بايدن بالاعتبار فصل روسيا عن نظام المدفوعات الإلكترونية العالمي سويفت SWIFT.
يتذكر البعض بأنّ المنتدى الاقتصادي العالمي، بالمشاركة مع مؤسسة غيتس، ومدرسة جونز هوبكينز للصحة العامة، قد أداروا من قبل تدريبات «الحدث 201»، وبأنّ المنتدى الاقتصادي قد دعم تطوير آليات مالية مثل بطاقات الائتمان القادرة على تتبع إصدارات الكربون الشخصية على المستوى الفردي.
منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2020، تعاون المنتدى الاقتصادي العالمي مع مؤسسة «كارنيغي للسلام الدولي» لإصدار تقرير يطابق ما تمّ نقاشه في اجتماع «العزم الجماعي»، حيث خلص التقرير إلى أنّ التحول الرقمي غير المسبوق... الذي سيسرعه وباء فيروس كورونا... يعني أن يصبح الأمن السيبراني الأكثر أهمية. إنّه التقرير الذي عرضه صندوق النقد الدولي على موقعه وأعلن دعمه لنتائجه.
البيانات أولاً
نرى تطبيقاً عملياً لما يشدد عليه التقرير في جوازات سفر كورونا التي تفرّق متلقّي اللقاح عن غيرهم. تمّ ذكر مثل هذه السيناريوهات في تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي قبل أن يتم تطبيقها.
لكن لن يقتصر الأمر على تسجيل اللقاحات، فقد تمّ تلخيص الأمر بأنّ التكنولوجيا الجديدة ستكون بوصلة للقدرة على الوصول إلى الخدمات، بما في ذلك الخدمات التي يتمّ الإشارة إليها بشكل واسع: «الخدمات المالية».
لا يمكن لأحد أن يفهم تأكيد «العزم الجماعي» على أمن البيانات الرقمية، وكيف سيتحقق هذا الأمن عبر ما يدعون إليه من تحوّل مستمر إلى نظام سحابي رقمي بالكامل.
لا تصبح هذه الكلمات منطقية إلا إذا فهمنا مدى القرب بين «التمويل الرقمي FinTech» من جهة، ومؤسسات التمويل العملاقة من جهة أخرى.
إذا أبقينا في بالنا التدريب على المحاكاة السابقة لكارثة عالمية واسعة النطاق، «الحدث 201»، فيجب أن يرعبنا هذا التدريب الجديد.
بتصرّف عن:
International Finance Leaders Meet to ‘War Game’ a Global Financial Collapse