عرض العناصر حسب علامة : أدب الرواية

«حكايات قاسية» لدي ليل آدام: جثث رجال الأعمال وأرواحهم

إذا كان النقاد والباحثون قد قارنوا دائماً بين كتابات الفرنسي أ. فيلييه دي ليل آدام من ناحية، وكتابات ادغار آلن بو والرومانسيين الألمان من ناحية ثانية، فإن أياً من الباحثين لم يتمكن من التشديد على ان الأميركيين والألمان يمكن ان يكون بينهم من تمكن من رسم المناخات المقابرية التي عرف الفرنسي كيف يرسمها ولا سيما في مجموعتيه الروائيتين اللتين صدرتا تباعاً في العامين 1883 و1885، وفي عنوان متطابق تقريباً «حكايات قاسية» و«حكايات جديدة قاسية»، ذلك ان الرعب في حكايات دي ليل آدام، لا يأتي من المواقف المتعمّدة او من الخطر الداهم، أو حتى من اي صراع بين الشخصيات.

نوال السعداوي وعايدة الجوهري.. ضد الإغواء والإغراء

نعم، هي ضد لعبة الحب، والكعب العالي ومساحيق التجميل أو حتى الانجذاب للرجل؟! لا غرابة مما قد نقرأ من تصريحات الكاتبة المصرية المثيرة للجدل نوال السعداوي وذلك في حوار صريح وشيق ومباشر تقود دفته الكاتبة عايدة الجوهري مع السعداوي التي لم تتوان أبداً عن نقد المجتمع العربي الذكوري. وذلك في الكتاب الصادر حديثا «نوال السعداوي وعايدة الجوهري في حوار حول الأنوثة والذكورة والدين والإبداع»، عن شركة المطبوعات للتوزيع والنشر، بيروت.

«الثمن» لآرثر ميلر: عمّا يختبئ خلف الحلم الأميركي

ربما تكون مسرحية «الثمن» الأقل شهرة بين أعمال آرثر ميلر. وعلى الأرجح، هي المسرحية التي تقدّم عادة أقل من غيرها من بين مسرحياته، على مسارح أميركا والعالم. ولا يعود السبب إلى ضعف في المسرحية، بل ربما لأنها كتبت متأخرة عن المرحلة التي توصف بأنها فترة العصر الذهبي في حياة هذا الكاتب الذي كان واحداً من كبار كتاب المسرح الاجتماعي خلال النصف الثاني من القرن العشرين. ومع هذا علينا أن نلاحظ، في صدد الحديث عن آرثر ميلر، أن شهرته لدى العامة ربما تعود إلى انه كان آخر أزواج النجمة مارلين مونرو التي ارتبط اسمه باسمها، أكثر مما تعود إلى انتشار أعماله الدرامية. غير أن هذا لا يمنع من الإشارة إلى أن بعض مسرحياته، مثل «مشهد من على الجسر» و «موت بائع متجول» و «كلهم أبنائي» و «البوتقة» تعتبر دائماً أعمالاً شعبية ذات مكانة لدى الجمهور العريض، خصوصاً أن السينما والتلفزيون عمدتا إلى اقتباس هذه الأعمال وإعادة تفسيرها. وفي هذا السياق أيضاً، تبدو مسرحية «الثمن» أقل حظوة من غيرها.

بورخيس متجولاً بين عصور الأدب الإنكليزي

دخل خورخي لويس بورخيس طوال حياته في حوار مفتوح مع العنف، وطالما كانت للسيوف والخناجر والشفرات علاقة مبهمة مع مفهوم الشرف والرجولة بالنسبة إليه. تلقى بورخيس، وفقاً لكاتب سيرته إدوين وليامسون، خنجراً من والده عندما كان صبياً صغيراً. الخنجر لم يكن للذكرى، بل أوصاه والده باستخدامه ضدّ أولاد الحي المتنمرين عليه بسبب ضعف بصره. كان يجب أن يظهر لهم «أنه رجل»، وإلا أصبح منبوذاً.

شظايا الحرب في أعمال روائية عربية

تزامنت الحرب العالمية الأولى مع الولادة الطويلة للرواية العربية، والتي ترامت ما بين منتصف القرن التاسع عشر ومنتصف القرن العشرين. ولعل ذلك وحده يفسر ندرة الأصداء الروائية العربية لتلك الحرب، كما أن تنائي الزمن عن تلك الحرب، والحرب العالمية الثانية وما أعقبها، يفسر استمرار ندرة الأصداء وخفوتها.

«الحب الأول» لتورغنيف: الغرام مسألة سيكولوجية

لم تكن له حدة غوغول، ولا قوة تولستوي، ولا رؤيوية دوستويفسكي ولا عمق تشيكوف. ومع هذا ظل الكاتب الروسي ايفان تورغنيف لفترة طويلة من الزمن، أكثر شهرة في الغرب من مواطنيه هؤلاء. فهو، إن لم يكن متميزاً عن أي منهم في مجال خاص، عرف كيف يجمع في بوتقة واحدة بعض ميزات كل واحد منهم. فكان فريداً في كتابته، عاش للرواية وللقصة. وكتب عن الحياة الروسية، ربما اكثر مما كتب أي روسي آخر. ومع هذا كانت تهمته الأساسية في بلاده نزعته الغربية. اما الغربيون، والانكليز والفرنسيون منهم على وجه الخصوص، فأحبوه وقرأوه على نطاق واسع، لأنه عاش بينهم وتعرّف الى كبار أدبائهم، ونقل روائع أدبهم الى الروسية. كما انه هو، لفترة طويلة من الزمن، كان من نقل بوشكين وغوغول وليرمنتوف الى الفرنسية. لقد جعل تورغنيف من نفسه، ولفترة حاسمة في تاريخ العلاقات الأدبية بين روسيا والغرب الأوروبي، ضابط ارتباط تلك العلاقة. ولا بد من ان نضيف هنا ان ما ساهم ايضاً في «عالميته» المبكرة انه عاش جزءاً كبيراً من سنوات حياته، في أوروبا، بين بادن بادن وباريس، لا سيما في باريس التي مات فيها ودفن في العام 1883.

«ماكبث» لويليام شكسبير: أليست مسرحية الشرّ المطلق؟

من المؤكد اننا لو تأملنا العدد الأكبر من الأعمال الإبداعية في تاريخ الفن وتساءلنا عن العمل الذي يمكن ان يكون من بينها جميعاً، الأكثر امتلاء بالشر، وربما ايضاً الأكثر «احتفالاً» به حتى من دون ان يكون مجبّذاً له، سنجدنا أمام تلك المسرحية الشكسبيرية الرائعة التي لا تزال حتى اليوم بعد قرون طويلة من السنين مرت على تقديمها للمرة الأولى في حياة صاحبها، شاعر الإنكليز الأكبر، تعتبر واحدة من أكثر المسرحيات حداثة ومعاصرة وتعبيراً، الى درجة ان فنانين كثراً من بعد شكسبير اقتبسوها لتتماشى مع ازمانهم فاجتازت الإمتحان بنجاح مذهل: إنها مسرحة «ماكبث» من دون منازع، التي تحتل هذه المكانة.

منع محمود درويش

هذه "الفاصلة" هي الأخيرة، لكن الحدث الذي نحن بصدده لن يكون الأخير. ثمة باستمرار كتب ممنوعة، لدى كل معرض يخطر لأحدهم أن يمنع كتاباً، ولغاية لا يفصح عنها، فمن يطالبه بتفسير ومن له عليه حق التوضيح والتبرير. كل ما في الأمر أن كتاباً لا يدخل إلى المعرض. يمكننا هنا أن نتكلم عن رفض عشوائي، لكن الرفض ليس دائماً عشوائياً والكتب لا تمنع للاسبب، حتى لو بقي السبب في سر صاحبه، حتى لو لم يدرك هو السبب. فات وقت السؤال لماذا هذه المعارض، لقد غدت تقليداً وتقليداً مكلفاً في أحيان. ما هو النظام الذي يشغله همّ تثقيف الشعب، المعارض والمهرجانات هي جزء من عظمة السلطان، إنها قبل كل شيء نوع من التتويج والاعتراف، نوع من شرعية مُضافة للحاكم.

حول الراهن والمرتهَن في القصيدة العربيّة

مرّت عقودٌ من ضخِّ أفكار تافهة عن ضرورة إبعاد الشعر عن السياسة ، فالشعر ينبغي أن لا يكون معنيّاً بالشأن العام أو القهر السائد المتسيِّد . هذه المسألة أخذت وقتا طويلاً جداً في المنطقة العربية وقد نجحت في إبعاد الشعر عن الحياة ، وفي إقامة قطيعة شبه تامة بين النص الشعري وبين الحياة.