عرض العناصر حسب علامة : أدب الرواية

«فاوست» لغوته: الفن يؤرخ لولادة إنسان العصور الحديثة

كما هي الحال بالنسبة الى العديد من الشخصيات الأخرى التي ابتدعتها مخيّلات المبدعين على مدى التاريخ الإنساني مثل هاملت ودون جوان ودون كيشوت وغيرها من الشخصيات، تنتمي شخصية «فاوست» الى تلك الفئة من الشخصيات التي بها يؤرخ دخول الانسانية العصور الحديثة: انها الشخصيات الاشكالية التي انبعثت من قلب الإنسان، من طريق المبدعين، لتحمّل هذا الإنسان المسؤولية عن نفسه ذات عصر، وشعوره بالقلق والتجاذب إزاء تلك المسؤولية التي كان ألقاها قبل ذلك على قوى الماوراء مرتاحاً الى يقينات سهلت حياته وألغت اسئلته لا سيما منها تلك الأسئلة الوجودية التي كان قد بدأ يطرحها على نفسه وعبّر عنها في اساطير البدايات ثم بخاصة في السؤال الأساس المنسوب الى سقراط حول معرفة النفس.

«رسائل حول الإنكليز» لفولتير: عاصمة الضباب غيّرت مفكر التنوير

حين كان فولتير في الثلاثين من عمره تقريباً، أواسط عشرينات القرن الثامن عشر، حدث خلاف بينه وبين شاب ينتمي إلى إحدى العائلات الفرنسية الثرية. إثر ذلك الخلاف، وطبعاً بصرف النظر عما إذا كان فولتير على خطأ أو على صواب، تمكنت العائلة الثرية، وكانت تنتمي إلى طبقة النبلاء، من جر فولتير أمام القضاء إلى العقاب، من دون محاكمة جدية، فأمر القضاء برمي المفكر الشاب في سجن الباستيل. لكن العائلة لم تكتفِ بذلك، بل سعت لدى القصر الملكي - وكان لويس الرابع عشر هو ملك فرنسا في ذلك الحين - إلى تشديد العقوبة.

«المجتمع الاقطاعي» لمارك بلوك: البحث عن الإنسان في حركة التاريخ

تعتبر الفصلية العلمية الفرنسية المعروفة اختصاراً باسم «الحوليّات»، ومنذ زمن بعيد، واحدة من أهم المطبوعات التي جدّدت في القرن العشرين في مسألة التعاطي مع التاريخ والدراسات التاريخية.

سبايك جونز في عزلة الزمن الإفتراضي

إنّه أهم عمل في مسيرته السينمائية حتى الآن. بسيناريو غرائبي كغرائبية واقعنا، يقارب المخرج الأميركي في «هي» العلاقات الإنسانية وسط إعصار التكنولوجيا والهواتف الزكية. إنّها قصة حبّ بين ثيودور الغارق في وحدته، وسامنتا، ذاك الصوت الطالع من نظام التشغيل.

«جنجي مونوغاتاري» لمورازاكي: الرواية الأولى إنسانية ونسائية

منذ أواسط القرن العشرين أطل الأدب الياباني على قراء الرواية في شتى أنحاء العالم خجولاً أول الأمر، قبل ان يزداد عدد قرائه وترجماته بالتدريج وتروح جوائز نوبل الأدبية تعطى لبعض كباره - مثل كاواباتا وايبو - في وقت صارت فيه لكتاب كثر شعبية مدهشة وعلى رأسهم يوكيو ميشيما الذي زاد من شهرته ومكانته انه، إذ اختار كثر من مواطنيه الروائيين «الموت الطوعي» الهادئ نهاية لحياتهم - كما حال تانيزاكي وكاواباتا - اختار هو نفس ذلك الموت ولكن بطريقة مغرقة في عنفها وضمن ايديولوجية شوفينية امبراطرية وضعت فاصلاً غريباً بين انسانية رواياته وفكرانيته تلك، - وذلك حين خبط نفسه بسيف قضى عليه امام عشرات من انصاره المقاتلين الذين كان هو من دربهم ومولهم من ارباح كتبه استعداداً لذلك المشهد المذهل!!...

استراح من شجَاره المدهش مع اللغة

حين كتب أنسي الحاج (1937 ـ 2014) باكورته «لَنْ» (1960)، كان الحرف الذي في العنوان يعني نوعاً من الامتناع أو الرغبة في التوقف عن الاستمرار في كتابة ما يُكتب. وكان في ذلك نوع من الازدراء للجملة العربية التقليدية. كان «لن» حرفاً واحداً ومتفرّداً وصادماً، وكان الحرف الواحد الوحيد المنقطع عما يليه تأويلاً للرفض ومديحاً له، تأويلاً للتلعثم والركاكة ومديحاً لهما أيضاً.

جائزة عربية أم مستوردة؟

لو لم تحمل «الجائزة العالمية للرواية العربية» اسم «البوكر» هل كانت لتحظى بما تحظى به اليوم من اهتمام وولع وشغف لدى الروائيين العرب والنقاد والقراء؟ لا، بالطبع. اسم «البوكر» كافٍ وحده لمنحها هالة وربما رهبة لم تعرفهما جوائز عربية أخرى، بعضها أهمّ وأصدق من هذه الجائزة «المستوردة» صفة وشكلاً ونظاماً... إنها الجاذبية التي تمارسها جائزة «البوكر» البريطانية الموجّهة إلى العالم الأنغلوفوني، على أهل الرواية العربية واتباعهم، بخاصة على القراء الذين باتوا على قناعة بأن الرواية التي تفوز بهذه الجائزة هي عمل يستحق القراءة. ولعل هنا يكمن سر «البوكر» العربية، في قدرتها على الترويج وغزو لوائح «الأكثر مبيعاً»، وهذه ظاهرة لم تشهدها سوق الرواية العربية سابقاً. حتى نجيب محفوظ لم يكن تنعم رواياته بطبعات متتالية كما يحصل اليوم مع الروايات «البوكرية». لولا هذا الأثر الترويجي والهالة «المستعارة» لكانت هذه الجائزة عادية مثل بقية الجوائز العادية.

مخرجات ينتشلن المرأة الفلسطينية من الكليشيه

في العقد الأخير، بدأنا نشهد أعمالاً تحمل توقيع مخرجات كشيرين دعيبس، وآن ماري جاسر، وتقدّم المرأة بعيداً عن «الأيقنة» التي اتسمت بها التجارب التي أنجزها رجال. هذا العام، تستكمل هذه المسيرة مع فيلمي نجوى نجار وسهى عراف.

«عيادة الدكتور كاليغاري» لفاين: إعلان مجيء هتلر

عندما عنون الباحث الألماني زيغفريد كراكور واحداً من أشهر كتبه «من كاليغاري إلى هتلر»، كان من الواضح أنه يحاول أن يربط بين الاسمين، اسم الدكتور المجنون الشرير الذي هو الشخصية الرئيسة في فيلم «عيادة الدكتور كاليغاري» وبين اسم الزعيم النازي الذي سيوصل ألمانيا إلى الخراب والعالم إلى المذبحة، وأن يقيم علاقة واضحة بين الذهنية التعبيرية الألمانية التي كان فيلم «عيادة الدكتور كاليغاري» خير تعبير سينمائي عنها، وبين صعود النازية في ألمانيا.

«في الطريقِ إلى الحداثة» ملْمسُ حنانٍ في زمنٍ قاسٍ

لَكأنّ كتاب سامي مهدي "في الطريق إلى الحداثة، دراساتٌ في الشِعر العراقيّ المعاصر" الصادر عن دار ميزوبوتاميا ببغداد عام 2013، في أربعمائة صفحة. أقول لَكأنّ هذا الكتاب آتٍ من زمنٍ سعيدٍ بعيدٍ، يومَ كان العراقُ مؤهَّلاً للريادة في أكثر من مَنْشَطٍ.