..والمصارف الأوروبية إلى مزيد من العجز!
لم يستبعد صندوق النقد الدولي «إمكانية تعثر» مزيد من المصارف الأوروبية في غمرة الشكوك القائمة بشأن تماسك مصادر تمويلها. وقالت هذه المؤسسة المالية الدولية إن التمويل الشخصي «غير متوافر نظرياً»،
لم يستبعد صندوق النقد الدولي «إمكانية تعثر» مزيد من المصارف الأوروبية في غمرة الشكوك القائمة بشأن تماسك مصادر تمويلها. وقالت هذه المؤسسة المالية الدولية إن التمويل الشخصي «غير متوافر نظرياً»،
يقال: «رب ضارة نافعة», ويمكننا القول: لابد أن يصح الصحيح والبقاء للأصلح..
مرت السنوات الماضية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي سريعة ومريرة على مليارات من سكان العالم, وبتناقضات عديدة وبصراعات كثيرة, وبانعدام ثقة كبير، وبتسليم من البعض مثير, فهناك الكثيرون الذين ساروا وراء الرأسماليين الجدد ومؤسساتهم الكثيرة دون أي تقييم أو مراجعة استمراراً للتبعية
هؤلاء الذين راهنوا على برنامج (توافق واشنطن) وسعوا إلى استلهام نصائح ومشورة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وأوقعوا بلدانهم في فم الوحش الليبرالي والاقتصادي الجديد، لقمة سائغة، لحساب الاقتصاد العالمي الذي نادوا وروجوا للالتحاق به، مهللين لقطار العولمة الذي سيوصلنا إلى النمو والازدهار..
قامت لجنة دمشق لوحدة الشيوعيين السوريين ندوة حول «الأزمة العظمى للرأسمالية»، حضرها العشرات من كوادر اللجنة الوطنية في العاصمة وعدد من الضيوف غصَّ بهم مكان الندوة نظراً لأهميتها من النواحي كافة،
يتبين يوماً بعد يوم، ويتأكد أكثر فأكثر، أن الأزمة الرأسمالية العظمى، هي أزمة لا سابق لها بمجرياتها وتداعياتها اللاحقة.. فهي ليست عابرةً ودوريةً بالمعنى الكلاسيكي، بل هي طويلة وعميقة بمقدار إمكانية الرأسمالية نفسها على الاستمرار في مواجهة تناقضاتها التي لا مخرج لها منها إلا بالخروج من الرأسمالية نفسها..
«عشرون مليون شخص سيضافون إلى سجل العاطلين عن العمل في العالم في نهاية عام 2009 نتيجة الأزمة المالية العالمية»!.
في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الخزانة الأمريكية أن العجز في الميزانية الأمريكية سجل رقماً قياسياً بلغ 569 مليار دولار في أربعة أشهر فحسب، واصل مفاعيل الأزمة الرأسمالية انتشارها في بقية أرجاء المعمورة وفي مقدمتها أوربا .
قد يثير العنوان أعلاه بعض الاستغراب، خاصةًً في المناخات التي تسود الأجواء العالمية حالياً، بعد انتهاء ولاية جورج بوش الابن، ومجيء إدارة باراك أوباما التي تبدو أقل عدوانية وأكثر استعداداً للحوار والاستماع إلى الأطراف العالمية الأخرى، كما كرر أوباما نفسه في تصريحاته خلال جولته الأوروبية والشرق متوسطية الأخيرة.
يرتدي عيد العمال العالمي لهذا العام حلة الأزمة الرأسمالية المتفاقمة مع تداعياتها التي تهدد المراكز الرأسمالية الكبرى بالتفكك من جهة، ملقية من جهة ثانية المزيد من المتاعب والشقاء في وجه الطبقات العاملة في مختلف بلدان العالم، بشقيه النامي والمتقدم.
صدر ضمن سلسلة عالم المعرفة الكويتية أوائل العام الحالي 2010 كتاب «انهيار الرأسمالية» للمؤلف «أولريش شيفر».. يتألف الكتاب الذي ترجمه إلى العربية د.عدنان عباس علي، من اثني عشر فصلاً في 464 صفحة، ويتضمن توثيقاً مستفيضاً وقيماً لأبرز الأحداث والأفكار والوقائع الاقتصادية المعاصرة الجارية عالمياً، متخذاً من ألمانيا والولايات المتحدة نموذجين، وصولاً إلى الأزمة الراهنة التي تعصف بالرأسمالية، والتي أعادت الاعتبار للماركسية كفكر «معاد» حيث أعيدت طباعة معظم كتب ماركس مع اندلاع الأزمة المالية العالمية، وازداد الإقبال على قراءتها، ليصل إلى قناعة راسخة أن النظام الرأسمالي العالمي بات قاب قوسين أو أدنى من الانهيار.