عرّف ما يلي: «المؤتمر الوطني العام»

عرّف ما يلي: «المؤتمر الوطني العام»

يزداد الحديث مؤخراً، ضمن المساحات السياسية والإعلامية والاجتماعية في سورية، عن «المؤتمر الوطني العام» وضرورته بوصفه علاجاً للأوضاع الصعبة والخطيرة التي تمر بها البلاد. فما هو هذا المؤتمر، وكيف يتم تشكيله وما هي مهماته؟

ما هو المؤتمر الوطني العام؟

تلجأ الشعوب، بعد مرورها بأزمات وحروب طاحنة، وخاصة في حال جرى الاقتتال بين أبناء الشعب الواحد، إلى عقد اجتماع وطني عام يهدف إلى الاتفاق المشترك على مستقبلها، من أجل الحفاظ على وحدتها وتجاوز المحنة والتأسيس للمستقبل. ويحمل هذا الاجتماع عادة تسمية «مؤتمر وطني عام» أو «جمعية تأسيسية».

كيف يتم تشكيله؟

في بعض الحالات يتم تشكيله عبر الانتخاب، ولكن في معظم الحالات، يجري تشكيله ضمن معايير توافقية، بحيث يحقق أكبر قدر من الشمول؛ فيضم القوى السياسية والمجتمعية، والتيارات المختلفة الفكرية والاجتماعية، والتنوع المجتمعي بأشكاله الفئوية والمهنية والقومية وإلخ. ويُشترط فيه أن يحقق شمولاً فعلياً لا شكلياً، أي أن يكون التمثيل مقنعاً للمجتمع بقدر معقول وكاف.

كيف يعمل؟

يعمل المؤتمر الوطني بعد انعقاده كورشة عمل مستمرة، ويأخذ وقتاً منطقياً، ربما يمتد عدة أشهر، وبالتأكيد لا يمكن أن ينجز مهامه في أيام معدودة، وبالطبع لا يجوز أن يمتد لسنوات. على سبيل المثال فقد تم عقد «المؤتمر السوري العام» في 8 حزيران 1919 وامتد حتى 19 تموز 1920، أي 13 شهراً، وحضره 85 نائباً. في وضعنا الحالي، بعد أكثر من 100 عام، فمن الممكن في ظل تطور التكنولوجيا، بل ومن الضروري، أن يتم بث جلسات عمل المؤتمر الوطني العام كلها أمام السوريين، لكي يسمع السوريون ما يقال في شأن مستقبلهم ويشاركوا بآرائهم خلال العملية وليس بعدها.

ما هي مهامه؟

يضع المؤتمر على طاولة البحث والنقاش المشكلات الكبرى التي يعاني منها السوريون عبر عقود، من فقر وبطالة وتهميش وفساد وتسلط وقمع وتفتيت للمجتمع على أسس طائفية وقومية ودينية وإلخ. ويناقش كلاً من هذه المشكلات، ويبحث عن حلول لها، عبر التوافق.

الشكل العملي لهذه التوافقات هو عقد اجتماعي جديد بين السوريين، أي دستور جديد، يضع الإطار والهيكل القانوني العام للمستقبل السوري، بما في ذلك شكل الدولة وشكل الحكم وتوزيع السلطات، ومواضيع الحريات والحقوق وإلخ.
ويمكن للمؤتمر أيضاً، أن يكون قاعدة الانطلاق نحو تأسيس لجنة لصياغة الدستور، بعد أن يحدد الاتجاهات العامة له، ويمكنه أن يضع الأساس لتشكيل حكومة وحدة وطنية جامعة وشاملة تقود البلاد إلى بر الأمان، ضمن مرحلة تنتهي بانتخابات حرة ونزيهة يقرر فيها الشعب السوري ما يريد.

معلومات إضافية

العدد رقم:
0000