إدانات شعبية ورسمية واسعة

إدانات شعبية ورسمية واسعة

عبرت الأوساط الشعبية السورية عن إدانتها للتفجير الإرهابي الذي استهدف كنيسة مار إلياس في حي دويلعة في دمشق. واتخذ التعبير أشكالاً متعددة، بينها بيانات أصدرتها قوى سياسية متعددة، وتجمعات محلية من مناطق متعددة في سورية، واعتصامات متعاطفة ذات طابع أهلي، كما جرى في درعا والسويداء وداريا وحلب وأماكن أخرى في البلاد.

كذلك عبر رجال دين إسلامي ومسيحي عن إدانتهم للعمل الإرهابي، حيث أطلق البطريرك يوحنا العاشر اليازجي صرخة ألمٍ في كلمة ألقاها عقب التفجير الإرهابي، بين ما جاء فيها: «في هذا اليوم الذي تحيي فيه كنيستنا، أنطاكيا، ذكرى جميع قديسي أنطاكيا، ضربت يد الشر الغادرة، مُزهقةً أرواحنا وأرواح أحبائنا...»، كما طالب السلطات السورية بتحمل مسؤولياتها في حفظ أمن السوريين بمختلف انتماءاتهم، وبالتعامل مع كل السوريين، وفي كل المجالات باعتبارهم مواطنين متساويين دون أي تفرقة بينهم، كما أكد على عمق الانتماء إلى الأرض السورية والشعب السوري، وأن لا إمكانية لزعزعة هذا الانتماء عبر التخويف أو الترهيب.

ومن خارج سورية، وصلت رسائل تعزية وتضامن من دول عربية وأجنبية، ومن رجال دين مسيحي وإسلامي، تعبر عن تضامنها ووقوفها مع السوريين بمختلف معتقداتهم في وجه الإرهاب ومحاولات تفجير الداخل السوري مجدداً.

أعاد التفجير الإجرامي أشباح الماضي القريب لتحوم فوق المشهد السوري، وتثير مخاوف السوريين من الانزلاق مجدداً نحو دائرة الدم والعنف والدمار، ولكنها في الوقت نفسه أظهرت مستوى الوعي الشعبي العام الرافض للتفرقة على أسس دينية أو طائفية أو قومية؛ هذا المستوى من الوعي الذي ينبغي له أن يتجلى عبر التعبير عن إرادته الحرة في إدارة بلاده الواحدة الموحدة، وتقرير مصيرها، عبر حوار سوري حقيقي مدخله هو مؤتمر وطني عام تنتج عنه حكومة وحدة وطنية شاملة، تكون أداة السوريين في النهوض من سنوات الدمار والتخريب باتجاه الاستقرار والازدهار وإعادة الإعمار على أساس المواطنة السورية المتساوية، التي يساوي فيها السوري السوري بغض النظر عن أي انتماء ما قبل وطني...

معلومات إضافية

العدد رقم:
1232