أي إعلام يريد السوريون؟
لاقت «الإخبارية السورية» في بثها التجريبي هجوماً شديداً خلال الأيام القليلة الماضية وتحديداً حول تغطيتها للتفجير الإرهابي في منطقة دويلعة في دمشق، وكغيرها من القضايا انقسم السوريون بين مدافعين عن القناة، وبين منتقدين لها، فالقناة خلال عرضها للمسألة عادت لتكرار أسطوانة مألوفة «فالإرهاب يستهدف فئة سياسية ما» بدلاً من عرض المسألة أنّها استهداف مستمر لوحدة البلد واستقرارها وليست قضية أمنية محدودة.
من جهة ثانية كان الإعلام في زمن النظام البائد يحب التركيز على «الفسيفساء السورية» وتصوير الوحدة الوطنية على شكل عناقٍ بين مئذنة وكنيسة! ونرى اليوم أن اختزال هذه المسألة بهذا التسطيح لا يزال قائماً بشكلٍ أو بآخر.
تكرار هذا النوع من الخطاب الإعلامي قد لا يكون ناتجاً عن نوايا سيئة ولكنّ آثاره ستكون خطيرة على المجتمع، فيقع على عاتق الإعلام مهمة وطنية جسيمة، وينبغي لتطوير تجربة هذه القناة أو غيرها أن تكون منفتحة حقاً على الانتقادات التي تتعرض لها، فالمجتمع قادرٌ على تصويب الخطأ وهو ينتظر أن يتحول الإعلام السوري من موقع «التطبيل والكذب» السابق إلى أن يكون أداة رقابة بيد الشعب وأن يرى السوريون في إعلامهم منبراً يتسع لكل الآراء الوطنية على اختلافها، ويمكن في الظرف الحالي أن يؤدي دوراً في ردم هوة الانقسام بدلاً من تعميقها.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 0000