المحرر السياسي: الطريق نحو استقرار حقيقي؟
خلّفت العملية الإرهابية في حي دويلعة في دمشق جرحاً وألماً عميقاً في قلوب السوريين، وأثارت مخاوفهم من جديد من الوضع الهش الذي تعيشه البلاد على مستويات متعددة، سياسية وأمنية واقتصادية، وذلك رغم الإيحاءات الكثيفة التي جرى الترويج لها خلال الفترة الماضية والقائلة إن الأمور تسير باتجاه الاستقرار.
ما جرى في دويلعة ليس مرتبطاً بالشأن الداخلي السوري فقط، وليس مقتصراً على أعمال متطرفة تقوم بها تنظيمات متطرفة وطائفية فحسب، بل هو أيضاً نتاجٌ لعدم إنجاز المهام الوطنية الكبرى الملحة حتى الآن وعلى رأسها المؤتمر الوطني العام من جهة، ونتاجٌ لحالة من الفوضى والاضطراب التي تعيشها المنطقة بأسرها، وعنوانها الهمجية «الإسرائيلية» المدعومة أمريكياً.
بين الدروس التي ينبغي علينا كسوريين أن نتعلمها مما جرى خلال الأسبوعين الماضيين على مستوى الإقليم، أن الأمريكي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون موضع ثقة، ناهيك عن «الإسرائيلي» الذي لم يُرد ببلادنا، في أي من الأيام، إلا الشر والخراب.
الركون إلى أكذوبة أن الأمريكي يسعى لتحقيق السلام والاستقرار في منطقتنا وبلدنا، ومحاولة محاباته اقتصادياً عبر محاباة المؤسسات المالية التابعة له عملياً، صندوق النقد والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية، وتطبيق وصفات هذه المؤسسات في اللبرلة ورفع الدعم والخصخصة وإلخ، هو تحضير لانفجار داخلي قادم، وقوده الفقراء من أبناء الشعب السوري بكل قومياته وأديانه وطوائفه.
ما نحتاج إليه على وجه السرعة، هو العمل المتوازي على ثلاث مسائل جوهرية:
أولاً: صياغة العلاقات الخارجية لسورية بشكل متكافئ وندي مع مختلف الأطراف الدولية، وبالاستفادة من التوازنات الدولية الجديدة، بعيداً عن التبعية لأي قطب من الأقطاب.
ثانياً: العمل من أجل توحيد السوريين بوصفهم مواطنين متساوين في الحقوق والواجبات بغض النظر عن أي انتماء آخر، وذلك عبر مؤتمر وطني عام يمثل السوريين حقاً وفعلاً ويفتح الباب أمام تشكيل حكومة وحدة وطنية شاملة، تكون أداة من أدوات السوريين في إنفاذ حقهم الأصيل في تقرير مصيرهم بأنفسهم.
ثالثاً: البدء ببناء اقتصاد منتج يستند إلى تنمية الصناعة والزراعة بالدرجة الأولى، وإلى الإمكانات والثروات المحلية، وإلى الميزات المطلقة التي تسمح بتحقيق عائديات عالية تسمح بحل المشكلات الكبرى المنتصبة أمام البلاد...
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 0000