عرّف ما يلي: إعادة الإعمار
بعد أن يخرج بلد من البلدان من حالة حرب طاحنة، سواء أكانت داخلية أم خارجية، يظهر على السطح مصطلح «إعادة الإعمار»، بوصفها مهمة ضرورية لكي تعود البلاد إلى الحياة مجدداً؛ فما هي إعادة الإعمار؟ وما هي شروط نجاحها؟ وما الذي تعلمنا إياه تجارب الدول الأخرى؟
ما هي «إعادة الإعمار الوهمية»؟
كي نضع يدنا على ما تعنيه إعادة الإعمار الحقيقية، ينبغي أولاً أن نعرف كيف تتم إعادة الإعمار الوهمية، غير الحقيقية، أو بكلمة أخرى: الاحتيالية... ربما بين أهم الأمثلة على إعادة الإعمار الاحتيالية، المثال اللبناني بعد الحرب الأهلية اللبنانية، والذي تعتبر منطقة السوليدير في بيروت أيقونته، والحقيقة أنها إنجازه الوحيد تقريباً، إضافة إلى عدد قليل من الطرق.
في المثال اللبناني، عملية إعادة الإعمار تمثلت في ثلاثة جوانب: 1- عمارات وأسواق فخمة في منطقة محدودة (سوليدير) على أنقاض أهم منطقة أثرية وتراثية في بيروت، ولا يمكن أن تسكن فيها إلا علية القوم. 2- جرى الإعمار المحدود هذا عبر قروض بفوائد عالية، كبلت وما تزال تكبل لبنان حتى اللحظة. 3- استفادت من عملية إعادة الإعمار هذه، ومن عمليات الفساد الكبرى التي رافقتها، فئة محددة ضيقة في لبنان هي فئة تجار الحرب الأهلية اللبنانية، في حين لم يستفد الشعب اللبناني بأي شيء تقريباً من العملية.
هذا المثال ينطبق على إعادة الإعمار في كوسوفو وفي العراق وأفغانستان وغيرها من الأمثلة التي جرت تحت رعاية صندوق النقد والبنك الدوليين.
هل هنالك أمثلة إيجابية؟
ربما أهم مثالين في التاريخ على عمليات إعادة إعمار حقيقية وناجحة، هما المثالان السوفياتي والألماني بعد الحرب العالمية الثانية. ورغم أن لكل منهما ظروفه الخاصة، إلا أن أهم العوامل المشتركة بينهما هي ما يلي: 1- جرت العملية في ظل وحدة سياسية داخلية. 2- ركزت على إعادة الإعمار انطلاقاً من البنية التحتية للدولة، الطاقة، الطرقات، التعليم، الصحة، الصناعات الثقيلة بما فيها الصلب. 3- تم التركيز على تنشيط الزراعة ودعمها بشكل كبير بحيث يتم تأمين الاكتفاء الغذائي للناس. 4- عملية بناء المساكن، جرت بشكل تدريجي، وبالاستناد للقاعدة الصناعية والزراعية التي تم إرساؤها.
هل نستطيع القيام بذلك في سورية؟
الجواب باختصار هو: نعم، نستطيع. أما كيف، فأولاً بعدم الوقوع في فخ «إعادة الإعمار الوهمية» على طريقة صندوق النقد والبنك الدوليين، وثانياً، عبر تجميع السوريين وتوحيدهم حول حلم مشترك عبر مشاركة سياسية حقيقية شاملة، وثالثاً، الاعتماد على طاقاتنا وإمكاناتنا المحلية بالدرجة الأولى، وأخيراً، بالاستفادة من التناقضات بين الدول بما يصب في مصلحتنا الوطنية.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 000