دليقان: «علينا البحث عن حلول اقتصادية بوجود أو بعدم وجود العقوبات»

دليقان: «علينا البحث عن حلول اقتصادية بوجود أو بعدم وجود العقوبات»

استضاف تلفزيون سوريا يوم الأحد 23 آذار، مهند دليقان، أمين حزب الإرادة الشعبية، للحديث عن إطلاق تحالف المواطنة السورية المتساوية (تماسك). وفيما يلي تنشر قاسيون قسماً من الحوار، علماً أن الحوار كاملاً منشور على قناة قاسيون على يوتيوب.

حول المركزية واللامركزية

البيان التأسيسي لتحالف المواطنة السورية المتساوية (تماسك) لم يقل إنه يريد نظاماً لا مركزياً في سوريا. إذا قرأنا بدقة الفقرة التي وردت بها اللامركزية نجد أنها وردت ضمن الحديث عن إيجاد صيغة جديدة للعلاقة بين المركزية واللامركزية؛ حيث نوهت لضرورة وجود مركزية ضمن الدولة لعلمنا أننا بحاجة لتصليب الوحدة الوطنية والجغرافية في هذه المرحلة الحساسة، ولكن يجب أن يتم ذلك عبر أعلى توافق ممكن بين السوريين عن طريق اللامركزية، أي ينبغي أن تكون هنالك جوانب مركزية ضمن الدولة، وكذلك وجود جوانب لامركزية متفق عليها جميعها بين السوريين. جربنا لعقود طويلة المركزية القائمة على القهر والإجبار والقمع، وعلينا استخلاص الدروس من ذلك. الدرس الأهم: هو أن المركزية الحقيقية والوحدة الوطنية الحقيقية ينبغي أن تبنى على أسس واضحة وتوافق عالٍ بين جميع السوريين، وعندما نتحدث عن اللامركزية لا نعني أننا نريد لامركزية قائمة على أسس طائفية، أو قومية، أو غير ذلك، بل على أسس تنموية وبمشاركة الناس المباشرة بالسلطة وبإدارة شؤونها.

هل من علاقة بين اتفاق قسد والإدارة الجديدة، والتحالف؟

نعتقد أن المطلوب هو تثمير جميع الجهود والمبادرات الإيجابية بما في ذلك الاتفاق بين الإدارة الجديدة وقسد، لنصل إلى أوسع مشاركة للسوريين بكل انتماءاتهم وطوائفهم وتركيباتهم الاجتماعية؛ فالشعوب عندما تتعرض لمشاكل كبرى تلجأ إلى التجمع، لأن الفطرة السليمة للشعوب تعلمها أن الحلول الفردية غير ممكنة خاصة في الملمات، والتجمع يكون بأحد طريقتين؛ أما على أسس ما قبل الدولة الوطنية، أي الدينية والطائفية والعرقية إلخ... وهذا شكل ضار ومؤذٍ يقودنا إلى الخراب والقتال من جديد، ويسمح بتدخل خارجي أوسع. أو التجمع على أساس المصالح المباشرة الوطنية المشتركة للناس، وعلى أساس اجتماعي اقتصادي، وعلى أساس برامج سياسية توافقية. والأدوات المعروفة لهذا الشكل من التجمع هي الأحزاب السياسية والنقابات والتجمعات والمنظمات المدنية وما إلى ذلك...

لماذا لم تندمجوا مع مؤسسات الدولة كما جاء في إعلان النصر؟

ما المقصود بالاندماج بمؤسسات الدولة؟ هل المقصود هو عدم وجود حياة سياسية مستقلة عن السلطات أو عن الإدارة الجديدة القائمة؟ أعتقد أنه ليس هذا هو المقصود، ولكن المقصود أن تكون كل الحركات السياسية القديمة منها أو الناشئة، تعمل على أساس وطني يخدم المصالح الوطنية للشعب السوري، وإذا كان هذا القصد فعملية الاندماج جارية على قدم وساق.

الموقف من العقوبات

الاتجاه العام ضمن التحالف، هو رفض العقوبات والمطالبة برفعها، ولكن في الوقت نفسه، وكما وضح البيان التأسيسي للتحالف، فنحن لا نعول كثيراً على رفع قريب للعقوبات، لأن جزءاً من الدول التي تفرض العقوبات على سورية، تحاول أن تكرر معنا سياسة العصا والجزرة الموجهة ضد المجتمع، وضد الإدارة الجديدة على حد سواء، لذلك ومع ضرورة المطالبة الدائمة برفع العقوبات في جميع المحافل، يجب علينا الدفع باتجاه خلق خيارات بديلة، استناداً إلى مواردنا المحلية واستناداً إلى التناقضات الدولية القائمة، فإذا كانت أمريكا لا تريد رفع العقوبات، فلنبحث عن إقامة علاقات مع المنافس الاقتصادي الأساسي لأمريكا، وهو الصين مثلاً، والأهم من كل هذا، ولنستطيع فعل أي شيء، يجب علينا العودة إلى نقطة الانطلاق الأساسية، وهي تشكيل سوق وطني واحد، وهذا يتطلب توافقاً وتفاهماً عالياً بين كل السوريين، والذي يتطلب بدوره مؤتمراً وطنياً عاماً، وحكومة وحدة وطنية شاملة وواسعة وذات تمثيل وازن.

رؤية التحالف بخصوص المرحلة الانتقالية والتحديات التي تواجهها البلاد؟

لم يصغ التحالف سياساته التفصيلية بعد، لذا أستطيع أن أتكلم بما يخص رؤية الجهة التي أمثلها وهي حزب الإرادة الشعبية، حيث نرى أن هنالك ما هو إيجابي وما هو سلبي بين الإجراءات التي تقوم بها الإدارة الجديدة، ولكن السمة العامة لهذه الإجراءات برأينا أنها ما تزال أقل من المستوى المطلوب لمواجهة المخاطر التي تحيق بالبلاد؛ فهنالك تدخلات خارجية واضحة، وجراح سورية لم تُدمل بعد، وهنالك حاجة لمشاركة سياسية واسعة وحوار حقيقي بين السوريين، لأن المشاكل التي يجب حلها هي تراكم أكثر من 50 عام، وهذا يتطلب الكثير من الحوارات والمناقشات، وليس جلسات قصيرة ومختزلة، نحن بحاجة مؤتمر يشبه المؤتمر التأسيسي عام 1919.

الأرضية المشتركة بين مكونات التحالف؟

الميزة الأساسية لهذا التحالف أنه استطاع أن يقفز فوق الانتماءات الإيديولوجية، حيث ضم اليساري والقومي والإسلامي، لأن الرأي العام المشترك بين هذه القوى والمنظمات والتجمعات المتحالفة، أن المرحلة الخطيرة التي نعيش فيها حالياً، برغم أنها مليئة بالأمل واحتمالات الانفراج والتقدم، ولكنها تحمل مخاطر كبيرة تتطلب منا أن نضع تركيزنا على الوصول إلى حكومة وحدة وطنية، وأن نضع جانباً مسألة الأكثرية والأقلية السياسية، وننطلق للبحث عن حلول بمشاركة جميع القوى والكفاءات السورية، وذلك ليس بدافعٍ من الترف الديمقراطي فقط، بل بدافع من الضرورة الموضوعية، حيث أن حجم المهام الملقاة على عاتق السوريين أكبر من أن يقوم بها طرف واحد لوحده، أياً يكن.

هل تصنفون أنفسكم على أنكم معارضة؟

نعتقد أن توصيفات المعارض والمؤيد تنتمي حالياً إلى مرحلة سابقة، وهي أقل من حجم المهام الملقاة على عاتق السوريين من السلم الأهلي، وتصليب وحدة البلاد، وحصر السلاح، وإعادة إقلاع الاقتصاد، بوجود أو عدم وجود العقوبات، وغيرها من المهام الكبرى؛ لذلك الأهمية هنا لتجميع كل الجهود وليس للتصنيفات التقليدية بين معارضة ومولاة.

موقفكم من الإدارة الجديدة؟

دعنا نوضح أولاً ما تطرق إليه ضيفك الكريم عن وجود حزب البعث ضمن التحالف، فالحقيقة أن الحزب الموجود هو حزب البعث الديمقراطي، وهو حزب معارض من سنة 1970 وليس حزب البعث الذي كان حاكماً. وبين أعضاء البعث الديمقراطي مناضلون قضوا عشرات السنوات بالسجون، مثل: المرحوم عادل نعيسة الذي قضى 25 عاماً في السجون.
أما بالنسبة للتقاطعات والاختلافات مع الإدارة الجديدة، فنحن نرى أنه ما زال حتى الآن هناك تلكؤ بعملية المشاركة السياسية الواسعة، ينبغي التخلص منه، والتوجه بجرأة نحو مشاركة حقيقية بين السوريين، إن توحيد البلاد لا يمكن أن يتم بمنطق «فليتكلم الجميع تحت سقف القانون» على طريقة النظام السابق، وحدة البلاد تتطلب تشاركاً فعلياً لسد الثغرات والفجوات التي يتسرب منها التدخل الخارجي، الناتجة عن حالات عدم الرضا الاقتصادي الاجتماعي، ومن خلال اللعب على الأوتار الطائفية.

أنتم ترفضون التدخل الخارجي؟

طبعاً نرفض التدخل الخارجي، ولكي نُحيّد التدخل الخارجي لا يكفي أن نرفضه لفظاً فقط، بل يجب سد الثغرات، لأن الخارج لن يتدخل ولا يستطيع أن يتدخل حين تكون تكلفة التدخل أعلى من مكاسبه، فالتدخل الخارجي في سورية اليوم سهلٌ جداً نتيجة وجود كم هائل من المشاكل والتراكمات، لذلك علينا إغلاق أبوابه من خلال حل المشاكل الداخلية، وتصليب وتجميع السوريين حول حلم مشترك ورؤية مشتركة للمستقبل، بحيث يكون الأمل هو من يقود سفينة السوريين، وليس الخوف والقلق والهواجس.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1220