عرّف ما يلي: التدخل الخارجي

عرّف ما يلي: التدخل الخارجي

ما معنى التدخل الخارجي؟ وهل هو مجرّد ذريعة تستخدمها الأنظمة السياسية لتبرير سلوك أو موقف معيّن؟ لا شك أننا في سورية سمعنا هذا المصطلح كثيراً ومن جهات مختلفة يبدو أنّها لم تكن تعلم حقاً معنى التدخل الخارجي!

هل التدخل الخارجي حالة مؤقتة؟

في الحقيقة لا يمكن القول إن التدخل الخارجي هو حالة طارئة في أي بلد من البلدان، بل العكس تماماً؛ فعلى الأقل تظل البلدان تسعى لتأمين مصالحها عبر محاولات مستمرة للتدخل بشؤون بلدانٍ أخرى، لكن القدرة على التدخل ترتبط فعلياً بمجموعة من العوامل الداخلية، فكلما تراكمت المشاكل أكثر يصبح التدخل الخارجي ممكناً أكثر، فتستند القوى الخارجية في تدخلها على التشققات والثغرات في جسد الوطن.

كيف كان النظام السابق يصوّر التدخل الخارجي؟

حاولت ماكينة إعلام النظام السابق تصوير التدخل الخارجي مرّة على شكل «سندويشة» توزّع على المتظاهرين، ومرّة «حبوب هلوسة» يتعاطاها المعارضون! وكانوا يحاولون من خلال هذه الأفكار تسطيح موضوع التدخل الخارجي، وتحديداً إنكار كون سياسات النظام السوري لعقود كانت أشبه بجسر مرّ فوقه هذا التدخل.

ما هو التدخل الخارجي إذاً؟

هو في الحقيقة عملية مركّبة تعتمد بشكل أساسي على خلق مقومات داخلية أولاً، ففي سورية مثلاً كانت إحدى أكبر الثغرات التي تسلل منها التدخل الخارجي هي السياسات الاقتصادية التي رهنت اقتصاد البلاد لقوى ومؤسسات غربية، وساهمت بشكلٍ مباشر بإفقار السوريين وحرمانهم من أبسط حقوقهم، ودفعت الملايين منهم للتهميش والبطالة، حتى امتلأ بيتنا السوري بأكوام من القش الجاهزة للاشتعال مع أول عود كبريت... هذا لا يعني أن هذا هو الشكل الوحيد للتدخل الخارجي، بل هو الخطوة التمهيدية له، فبعد اندلاع المظاهرات في سورية واختيار النظام التعامل معها عبر الحل الأمني/العسكري، بدأ الطور الثاني من التدخل الخارجي الذي عمل من جهة على تسليح الحركة الاحتجاجية ومن جهة ثانية على تقديم ذرائع للنظام للاستمرار بنهجه.

كيف يمكن وقف التدخل الخارجي؟

إذا ما أعدنا النظر في أسباب التدخل الخارجي العميقة يمكننا تحديد كيفية إيقافه، وفي المثال السوري الملموس تبدأ الخطوة الأولى بتوافق واسع بين السوريين على طبيعة المرحلة الانتقالية والمطلوب منها، ولوقف هذا التدخل فعلاً نحن بحاجة لإزالة «القش» المتراكم في بيتنا وبأسرع ما يمكن، فلا يمكننا تحصين بلدنا في الوقت الذي يأسر الفقر 90% من أبنائه، فلذلك لا بد لنا أن نعيد النظر بشكلٍ جذري بكل السياسات الاقتصادية... وعلينا أن نبقي باب الحوار مفتوحاً عبر حياة سياسية وديمقراطية حقيقية تسمح بتشخيص المشكلات وعلاجها أولاً بأول، وتمنع تراكمها واستغلال الخارج لها باتجاه تفجيرها...

معلومات إضافية

العدد رقم:
-