ورقة إعلان بيروت السياسية الصادرة عن اللقاء اليساري العربي العاشر

ورقة إعلان بيروت السياسية الصادرة عن اللقاء اليساري العربي العاشر

عقد اللقاء اليساري العربي اجتماعه الدوري العاشر في بيروت بين 13 – 15 أيلول/ سبتمبر 2024، تحت شعار «لتعزيز دور اليسار العربي في مواجهة العدوان الإمبريالي-الصهيوني المستمر على فلسطين ولبنان والمنطقة». بالتزامن مع الذكرى الـ42 لانطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية. وذلك بحضور 20 وفداً يسارياً من 10 بلدان عربية. وبعد اختتام أعماله أقرّت الأحزاب اليسارية العربية المشاركة بالإجماع ورقة سياسية، وفيما يلي أبرز ما ورد فيها.

مقدمة

أزمة الرأسمالية العالمية اليوم آخذة في التعمق أكثر فأكثر، بحيث إن الإمبريالية الأمريكية فقدت إمكانية التحكم بتناقضات نظامها الرأسمالي الأحادي القطبية [...] فلجأت كعادتها إلى تصدير أزمتها عبر التوسع الخارجي [...] متوسّلة كل أشكال الحروب العدوانية، وخلق الصراعات الداخلية، وفرض الحصارات والعقوبات السياسية والاقتصادية والمالية... فضلاً عن توليد ودعم قوى ومجموعات فاشية وإرهابية وعنصرية [...] وصولاً إلى الشراكة التامة في العدوان الصهيوني الوحشي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي على قطاع غزة. وتغطيته لحرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي [...].
وصل الكيان الصهيوني بحكومته الفاشية بعد أكثر من 11 شهراً على بدء العدوان الوحشي على غزة إلى المأزق العسكري والأمني والسياسي والاجتماعي نتيجة الفشل الحقيقي في تحقيق أهدافه. فعملية المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر الماضي ونتائجها المحققة ميدانياً من جهة، والصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني وتضحياته، وتنامي دور مقاومته النوعية من جهة ثانية، بالإضافة إلى مؤازرة جبهات الإسناد العربية وأهميتها، ودور الأحزاب الشيوعية واليسارية العربية في تحريك الرأي العام الجماهيري العربي والعالمي مع قوى التحرر.
في المقابل، عزلة «إسرائيل» الدولية على المستويات كافة، وتصنيفها «دولة» إرهابية وعنصرية تقوم مقام النازية الجديدة، التي تنفذ أبشع جرائم الحرب ضد الإنسانية. بحيث إننا شهدنا لأول مرة منذ «النكبة» تقديم شكوى دولية من قبل حكومة جنوب أفريقيا لمحاكمة الكيان الصهيوني على جرائمه ضد الإنسانية في غزة [...].
كما تشكل انتصاراً لقضية الشعب الفلسطيني ومقاومته، في الوقت الذي يتزايد فيه الاعتراف الدولي بدولة فلسطين. أمّا مسار التطبيع، والذي كان الكيان الصهيوني يعوّل عليه بشكل كبير كي يحوّل كيانه المصطنع إلى دولة إقليمية مؤثرة تسيطر وتستفيد اقتصادياً من علاقاتها، خصوصاً مع الدول الريعية النفطية، فقد تمّ تجميده إلى أمد غير محدد [...] كل هذا، يؤدي إلى انسداد أفق الحلول، وتعميق مأزق العدو بشكل يرفع من منسوب التوتر في غزة والضفة ولبنان ويضع المنطقة كلها على فوهة حرب إقليمية شديدة الخطورة.

في الموقف السياسي العام

الحاجة إلى مشروع سياسي يساري عربي يخرج حركة التحرر الوطني العربية من أزمتها [...] يهدف إلى:
أولاً: توحيد الرؤية والوجهة حول حلّ القضية الفلسطينية [...] فتطور المشروع الصهيوني الاستيطاني وسياسات الفصل العنصري في فلسطين التاريخية كلها، قد أسقط عملياً كافة الحلول الوهمية والملتبسة التي ترعاها الإمبريالية الأمريكية والأطلسية بالتواطؤ مع الرجعية العربية.
ثانياً: الإسراع في تنفيذ مندرجات «إعلان بكين»، وترجمة كافة مبادئ هذا الإعلان المهم، باتجاه تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية المُقاومِة، وتفعيل دور منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، على أسس ديمقراطية، ومشاركة الجميع فيها لقيادة المعركة السياسية والجماهيرية في مواجهة المحتل الصهيوني [...] وصولاً إلى تحقيق كامل الحقوق الوطنية المشروعة للقضية وللشعب بثوابتها [...].
ثالثاً: استنهاض دور اليسار في مقاومة العدوان والاحتلال الأجنبي ومواجهة نظم التبعية والقمع والاستبداد السياسي والاجتماعي [...] وإلغاء كل أشكال التطبيع والعلاقات مع العدو الصهيوني، وإنهاء الوجود العسكري الإمبريالي في المنطقة العربية [...] ورفض كل أشكال التقسيم والتفتيت والتجزئة في البلدان العربية.

حول آلية العمل

1- النقاش والعمل حول المواضيع المطروحة أعلاه مع القوى اليسارية العربية [...].
2- حشد الدعم لقوى اليسار العربي في هذه المعركة من أحزاب ودول في العالم ذات توجهات تقدمية [...].
3- خارطة طريق واضحة، تتضمن الخطوات الإجرائية في تعزيز العمل اليساري في مجال المقاومة وسائر مجالات العمل النضالي الوطني والاجتماعي [...].
4- تفعيل دور اليسار العربي الإعلامي، بكل أنواعه [...] والمساهمة في كسر الاحتكار لوسائل الإعلام بمختلف أنواعها، والمملوكة من أصحاب السلطة والمال.

الرفاق الاعزاء،

[...] القضية الفلسطينية، هي قضيتنا العربية المركزية، والمقاومة الوطنية هي جزء من ثقافتنا ومشروعنا التحرري منذ نشأة أحزابنا الشيوعية واليسارية، وهي استكمال لعنوان الوثيقة الأولى لتشكل اللقاء اليساري العربي. ومهمتنا أولاً وأخيراً تقوم على استنهاض حركة تحرر وطني عربية بقيادة ثورية، لتحقيق آمال وطموحات شعوبنا العربية المناضلة من أجل تحررها الوطني والاجتماعي على طريق الاشتراكية.
إن أفضل زمان ومكان لتعزيز وتفعيل دورنا اليساري العربي، هو في ترجمة فكرنا ومشروعنا ومواقفنا النظرية في الميدان، وفي هذه الظروف الراهنة العصيبة.
فإلى المزيد من العمل والنضال والمقاومة.

اللقاء اليساري العربي
15/9/2024

الحزب الشيوعي اللبناني - التنظيم الشعبي الناصري - الحزب الشيوعي السوري الموحد - حزب الإرادة الشعبية في سورية - الحزب الشيوعي المصري – الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين – حزب الشعب الفلسطيني – الحزب الاشتراكي المصري – الحزب الشيوعي العراقي – الحركة التقدمية الكويتية – الحزب الاشتراكي اليمني – المنبر التقدمي في البحرين – الحزب الاشتراكي الموحد في المغرب – فيدرالية اليسار الديمقراطي في المغرب – حزب النهج الديمقراطي العمالي في المغرب – حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني - الحزب الشيوعي الأردني.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1192
آخر تعديل على الأربعاء, 18 أيلول/سبتمبر 2024 20:57