اللقاء اليساري العربي يعقد اجتماعه العاشر... وجدول الأعمال: فلسطين

اللقاء اليساري العربي يعقد اجتماعه العاشر... وجدول الأعمال: فلسطين

انطلق اللقاء اليساري العربي العاشر يوم الجمعة، 13/9/2024، في العاصمة اللبنانية بيروت، وباستضافة من الحزب الشيوعي اللبناني، وتستمر أعماله حتى يوم الأحد. وحمل في نسخته العاشرة شعار: «تعزيز دور اليسار العربي في مواجهة العدوان الإمبريالي- الصهيوني المستمر على فلسطين ولبنان والمنطقة».

شارك في اللقاء أكثر من 20 حزباً وقوة يسارية من 10 بلدان عربية، هي: فلسطين ولبنان وسورية ومصر والأردن والعراق والمغرب واليمن والبحرين والكويت. وشارك في اللقاء، وفد من حزب الإرادة الشعبية مكون من الرفيقين علاء عرفات ومهند دليقان، أميني الحزب.
تمحور العمل في اليومين الأولين من اللقاء على نقاش ورقة سياسية مقدمة من اللجنة التنسيقية للقاء، وتحمل شعار اللقاء نفسه، وتركز على الآليات الملموسة المطلوبة للارتقاء بعمل قوى اليسار العربي إلى مستوى المواجهة الجارية مع الإمبريالية الأمريكية، والكيان الصهيوني التابع لها، وكذلك المواجهة مع أنظمة التطبيع وسياساتها الداخلية التي تصب في طاحونة الفوضى الهجينة الشاملة الأمريكية.
اختتم اللقاء يوم الأحد 15/9/2024 بالتزامن مع احتفال جماهيري بالذكرى 42 لانطلاق جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية التي شكلها الحزب الشيوعي اللبناني. ويجري الاحتفال في العاصمة اللبنانية بيروت قرب صيدلية بسترس، حيث جرت أول عملية مقاومة مسلحة ضد الاحتلال الصهيوني لبيروت بعد الاجتياح «الإسرائيلي» عام 1982، والتي كانت الانطلاقة الفعلية لجمول.

كلمة الإرادة الشعبية في الافتتاح

خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، ألقى الرفيق مهند دليقان كلمة حزب الإرادة الشعبية، وفيما يلي نصها:

الرفيقات والرفاق الأعزاء
الحضور الكريم

يقف عالمنا بأسره على عتبة تغييرات كبرى قد بدأت بالفعل، ولم يظهر منها حتى اللحظة إلا جزء يسير مقارنةً بما سيظهر خلال السنوات القليلة القادمة؛ فقانون تسارع التاريخ يقوم بعمله على أحسن وجه، والمخاض العسير في الانتقال من القديم إلى الجديد قد قطع أشواطاً كبيرة باتجاه اكتمال ولادة عالمٍ جديدٍ، لن يكون مجرد قطعٍ مع «الأحادية القطبية» وباتجاه «التعددية القطبية»، بل وسيكون قطعاً مع مرحلةٍ تاريخية امتدت قرابة أربعة قرون من سيطرة الغرب، ومن سيطرة الرأسمالية على الكوكب بأسره.
وإذا كانت علامة بدء مخاض الانتقال بين عالمين، كما أشار غرامشي، هي تكاثر الوحوش الضارية، فإن محاصرة تلك الوحوش وإضعافها وإنزال الخسائر المتلاحقة بها وقتلها، هي علامة اقتراب نهاية المخاض؛ وهذا بالضبط ما نراه الآن مكثفاً في فلسطين المحتلة، وعلى جبهات المقاومة والإسناد المختلفة، التي تنزل الخسارة بعد الخسارة في صفوف أكثر «الوحوش الضارية» ضراوة وفتكاً، وحوش الصهيونية العالمية التي تمثل نازية هذا العصر، وفاشيتها الجديدة، بوصفها حكم أكثر فئات رأس المال المالي الإجرامي رجعيةً.
إن القوى المقاومة في منطقتنا، وعلى رأسها قوى المقاومة الفلسطينية، وبغض النظر عن أي رداءٍ أيديولوجي، ولأنها تقف على متراس المواجهة الأول مع الإمبريالية والصهيونية العالمية، فإنما تمارس بذلك قسماً هاماً من الدور الوظيفي لليسار في منطقتنا، ما يقتضي من قوى اليسار دعمها وإسنادها والترفع عن أي حالة تنافس حزبوي أيديولوجي؛ فالقانون الحاكم للتغيرات الكبرى في التاريخ، والتي تأتي محمولة على نشاطٍ جماهيري واسع، هو أن الناس تقدمُ البرامج الملموسة على الأيديولوجيات النظرية.
فَهْم حجم الانتقال الجاري على المستوى العالمي، وفي منطقتنا ضمناً، هو أساس لا يمكن دونه صياغة المهام الملموسة؛ والشاهد هو أنه قبل سنوات قليلة، حين جرت اتفاقات التطبيع الذليلة مع المحتل، رأى البعض أن القضية الفلسطينية هي أمام «خطر التصفية»، بل وما يزال البعض يكرر مثل هذا الكلام... وهذا الأمر ينعكس برنامجياً في الانكفاء والدفاع، في حين أن المطلوب هو التقدم والهجوم...
إن إطالة أمد العدوان الإجرامي الأمريكي- الصهيوني على الشعب الفلسطيني، لا يستهدف «تصفية القضية الفلسطينية»، ليس لأن العدو لا يتمنى ذلك، بل لأنه يعرف أنه هدف مستحيل التحقيق، وأن سقف أهدافه في هذا الإطار هو منع تصفية الكيان الصهيوني... فعلياً، فإن إطالة العدوان تستهدف رفع درجة حرارة المنطقة بأسرها، ليس باتجاه حروبٍ مباشرة واسعة، بل بالضبط باتجاه الفوضى الشاملة الهدامة عبر التفجير الداخلي لدول المنطقة، وذلك في محاولة دفاع يائسة عن الهيمنة الأمريكية المتداعية على مجمل المنطقة، والتي تتقهقر وتتراجع مع كل يوم إضافي في هذه المعركة.
إن العصر الذي نعيشه، ورغم الآلام الكبرى، هو عصر الانتصارات، وينبغي علينا أن نفكر بعقلية الانتصار، وأن نصيغ مهامنا على هذا الأساس.

الرفيقات والرفاق

في بلدنا سورية، ما تزال المأساة مستمرة في التعمق، ولكن بالتوازي مع تعمقها، فإن الوزن الغربي في سورية، ومعه وزن المتشددين في كل من النظام والمعارضة، يواصل تراجعه. وما نشهده من سعي ثلاثي أستانا وبدعمٍ من الصين، ومن بعض الدول العربية الأساسية، لإحداث تسوية سورية تركية تضمن خروج القوات التركية من سورية وتجاوز الحصار والعقوبات الغربية، بالتوازي مع البدء بالحل السياسي الشامل على أساس القرار 2254، هو مؤشر هامٌ على السير بالاتجاه الصحيح؛ باتجاهٍ معاكس تماماً للإرادة الغربية والأمريكية الصهيونية بالدرجة الأولى، التي تريد استمرار تقسيم الأمر الواقع، وصولاً إلى تكريسه وشرعنته.
إن درب الآلام الطويل الذي قطع السوريون قسمه الأعظم، قد اقترب من نهايته، والتي لن تتحول إلى حقيقة واقعة إلى بنضالٍ عنيدٍ مستمرٍ يتأسس على تجاوز أبناء الـ90 % من السوريين، المفقرين والمضطهدين، كل الانقسامات الثانوية التي تم توزيعهم على الخنادق على أساسها، وهذا التجاوز يتحقق بشكلٍ فعلي وأمام أعيننا.

الرفيقات والرفاق

مرةً أخرى، فإن عصرنا الذي نعيشه، هو عصر الانتصارات، وأجمل الانتصارات هي تلك التي لم تأت بعد. وعلينا أن نعد العدة لصناعتها ولاستقبالها، أولاً وقبل كل شيء بإدراك أنها حقيقة واقعة، وبأنها سمة هذا العصر، لأنه ينتصر في نهاية المطاف من ينتصر معرفياً...

معلومات إضافية

العدد رقم:
1192