دليقان: تجديد وتمديد رئاسة الهيئة استنساخٌ لأساليب الأنظمة الديكتاتورية وإساءة للمعارضة ومساهمة في تكريس اليأس وتكريس تقسيم الأمر الواقع

دليقان: تجديد وتمديد رئاسة الهيئة استنساخٌ لأساليب الأنظمة الديكتاتورية وإساءة للمعارضة ومساهمة في تكريس اليأس وتكريس تقسيم الأمر الواقع

استضاف «تلفزيون سوريا» يوم الثلاثاء الماضي 23/7/2024، أمين حزب الإرادة الشعبية، وعضو منصة موسكو ضمن هيئة التفاوض، الرفيق مهند دليقان، وذلك ضمن برنامج ما تبقى، الذي يقدمه الأستاذ معاذ محارب، لنقاش التعديلات التي أدخلتها هيئة التفاوض على نظامها الداخلي، بما يسمح بتمديد وتجديد منصب الرئاسة فيها، وهي التعديلات التي رفضتها منصة موسكو، وأعلنت عن رفضها لها مسبقاً بتصريح أصدرته يوم 21/7/2024.

فيما يلي تنشر قاسيون نص التصريح المشار إليه آنفاً، ومن ثم نص الحوار الذي جرى ضمن المقابلة.

  • لديك منصبان وما زلت فتياًـ في السنين القادمة، كم ستجمع من المناصب؟

أولاً: المنصب ضمن هيئة التفاوض هو منصب تكليفي من قبل المنصب الأساسي الذي أنا فيه؛ ولذا يمكنك اعتباره امتداداً له وليس منصباً آخر.
ثانياً: إنْ كنا نبحث عن تغيير في سورية، فينبغي أن نتعامل إيجاباً مع تقدم الشباب في المناصب وفي تولي مواقع المسؤولية. أعتقد أن هذا جزء من عملية التغيير، وهو من ثمار ما دفعه الشعب السوري خلال هذه السنوات العديدة.

  • لكن حزبك، حزب الإرادة الشعبية، رئيسه بلغ من العمر عتياً، صحيح؟

معلوماتك خاطئة. الحقيقة هي أنه ليس لدينا رئيس للحزب؛ حزبنا تجاوز مسألة الرئاسة منذ زمن طويل. تعريفي ضمن الحزب هو أمين للحزب، وأنا أحد أمناء عشرة لهذا الحزب. تجاوزنا مسألة أحادية القيادة منذ زمن طويل، القيادة لدينا جماعية وليست فردية.

  • ما وضع الأستاذ قدري جميل ضمن الحزب؟

هو أمين حزب بالنسبة للإرادة الشعبية.

  • أي هو مثلك مثله في الحزب يعني؟

نعم، هل تصدق ذلك؟

  • أنت قلت لي إن معلوماتي غلط فسكتت... يعني أنت وقدري جميل سيّان في الحزب؟

بالتأكيد لا، يوجد تاريخ طويل ونضال طويل ينبغي احترامه. بالنسبة لي ما زلت كما قلتَ فتياً، وأبني تجربتي السياسية، ولكن من حيث اتخاذ القرارات، ومن حيث الحقوق بما يخص العمل التنظيمي لهذا الحزب، نعم سيّان.

  • لماذا رفضت ما أجرته هيئة التفاوض؟ ما الذي يزعجك؟

الحقيقية رفضي لم يكن رفضاً شخصياً، نحن رفضنا كمنصة موسكو.

  • أصدرتم بياناً بالرفض؟

نعم أصدرنا بياناً حتى قبل الاجتماع، والرفض هو من قبل مكون وليس من قبل شخص. والطريف في المسألة هو أنّ أول محاججة حاول الدكتور بدر جاموس أن يدافع بها عن موقفه هي الحديث عن قدري جميل... بكل الأحوال، من المفيد قبل الدخول بالأسباب الأساسية التي دفعتنا لاتخاذ هذا الموقف، وضع الناس بشيء من الكواليس التي أحاطت باتخاذ القرار.
بدأت المسألة في الشهر الخامس تقريباً. في حينه كانت قد انتهت الولاية الثانية للدكتور بدر جاموس رئيساً لهيئة التفاوض، وبدأ الحديث لماماً وبشكل سريع ضمن أحد الاجتماعات الرسمية عن الحاجة لتعديل النظام الداخلي. ونحن توجسنا شراً منذ قيلت هذه الكلمة، وسألنا: ما هي الطبخة وراء ذلك؟ وتوقعنا أن الطبخة هي التجديد والتمديد لمنصب الرئاسة، ولكن لم نستبق الأمور، وقلنا: دعونا نستمع لما لديهم في هذا الاتجاه. النوايا أصبحت أوضح في الاجتماع السابق في جنيف، بالرغم من أن المسالة لم تطرح في الاجتماعات الرسمية، ولكنها طرحت في الكواليس. والائتلاف لم يتنازل أن يناقشنا مباشرة في الكواليس، حيث توسط أحد الزملاء في الهيئة لمناقشتنا في موقفنا، لأنهم يعلمون ما هو موقفنا. أقول هذا لتحييد الكلام الشخصي الذي يقول: إن المسألة تتعلق ببدر جاموس أو غيره من الناس. قلنا لهم: في حدود علمنا، فإن الائتلاف يضم 80 أو 90 شخصاً، نحن لن ننازعكم الآن مسألة رئاسة الهيئة، بالرغم من أن الرئاسة مأخوذة على أساس أكثرية عددية لا علاقة لها لا بانتخاب شعبي، ولا بتمثيل شعبي، ولكن هذه ليست قضيتنا الآن، لن ننازعكم عليها، ولكن اجلبوا أي شخص آخر: «لا تبهدلوا أنفسكم ولا تبهدلونا معكم»، لأنكم إن مشيتم في هذا الاتجاه، فنحن سنتبرأ من هذا الموقف، وسنعلن ذلك على الإعلام. أي أننا لم نفاجئ أحداً بموقفنا هذا، فهو موقفنا منذ البداية.
بما يتعلق بالأسباب السياسية التي دفعتنا لرفض التعديل، فهي عدة أسباب. على الأقل هنالك أربعة أسباب رئيسية. أولاً: هذا الإجراء، أن تعدل النظام الداخلي من أجل أن تمدد لشخص، فأنت فعلياً تقدم نفسك كمؤسسة معارضة بوصفك بديلاً، بوصفك نموذجاً ديمقراطياً تداولياً تعددياً، وحين تقوم بتكرار واستنساخ النماذج والأشكال والطرق التي يتبعها النظام الذي تقدم نفسك معارضة له، فأنت تُسقط إمكانية قبولك شعبياً كممثل، وتفقد قضيتك فحواها وجوهرها.

  • الرجل يمدد لسنة ليس إلا...

هذا تفسيركم، وهي أول مرة أسمع فيها هذا التفسير. التفسيرات التي أسمعها تتحدث عن سنتين، أي اعتبار ما جرى خلال الدورتين السابقتين دورةً واحدة، وتأتي بعدها دورة جديدة من سنتين. وبكل الأحوال، حتى ولو كان التمديد هو 10 أيام، القضية ليست قضية سنة أو سنتين، وسأوضح المقصود تالياً.
السبب الثاني، أساساً: إنّ وضع مؤسسات «المعارضة الرسمية»، تجاه ما تسميه حاضنتها الشعبية، هو وضعٌ تعرفونه وتتابعونه يومياً، لذلك فإنّ إجراءات من هذا النوع هي إجراءات مضرة. وقلنا لهم هذا الكلام، وأنتم تسمعون الانتقادات من هنا وهناك، وبالتالي فإنّ التوقيت هنا يطرح نفسه: ما هي الضرورة القصوى للقيام بأمر من هذا النوع بوجود بدائل؟ أم أنه ليست لدينا بدائل؟ السبب الثالث في الإطار نفسه: وهنا القضية يمكن أن تكون الأخطر في هذا الموضوع: أنت عندما تقوم بتقديم نفسك بوصفك جسماً وظيفياً مهمتك أداء عملية التفاوض، عندما تقول للسوريين إن الفترة غير كافية، نريد أن نمددها لسنتين، يبرز السؤال: إلى متى سيستمر هذا التفاوض؟ كم مطلوب أن يستمر هذا التفاوض؟ الرسالة السياسية التي تقدمها للشعب السوري عبر هكذا إجراء، تزيد من حالة اليأس الموجودة أساساً، وتقول: إننا كمعارضة مرتاحون لأوضاعنا ولوجودنا في هذه المناصب، وجالسون ننتظر.
المسألة الرابعة: هي الأخطر على الإطلاق، والتي تنتج عما سبق، هي أننا إذا وضعنا الأمور في سياقها، وتعاملنا مع هذا السلوك ليس بوصفه سلوكاً منفرداً، بل جزءاً من سياق، سينتج لدينا في اللوحة الكاملة أن الجيش الحر يتحول إلى الجيش الوطني، والحكومة المؤقتة تتحول بعد قليل إلى حكومة دائمة، وباختصار، يبدو وكأن لدينا دولة، ونحن مرتاحون لوضعنا كدولة أخرى وننتظر حتى يفرجها الله حتى يصبح لدينا حل سياسي، وحينها نرى ما يمكننا عمله. بكلام آخر، فهذا الإجراء ليس فقط إساءة للمعارضة، ولكنه أيضاً يسهم في تكريس تقسيم الأمر الواقع.

  • كل هذه الاستنتاجات التي أتيت بها، فقط لأنهم مددوا سنة أو سنتين للدكتور بدر جاموس؟ كل هذا من هذا؟ البعض يقول لك هذا كلام حق أريد به باطل، وأنّ هنالك مبالغة في تحميل الأمر ما لا يحتمل. والرجل لديه مسؤوليات ويريد أن يتمها، يحتاج زمناً لكي يتم هذه الأشياء.

هذا المنطق يذكرنا بالمنطق الموجود عند النظام، وليس فقط عند نظامنا ولكن عند جميع الأنظمة من هذا النوع، والقائم على أنّ الشخص لا بديل له...

  • الدكتور قدري جميل في حزب الارادة الشعبية، كم أمضى أميناً عاماً للحزب؟

لم يكن أمينا عاماً ولا للحظة. واسمح لي أن أحيّد هذه الحجة التي يقولها البعض. هل تعلم ما الذي يعنيه استخدام هذه الحجة؟ يعني القول بأنّ التعديل خاطئ، ولكن أنتم مخطئون ونحن مخطئون، «فخلص مشولنا ياها». وتشبه أيضاً الحديث في الإعلام الرسمي عن الفساد، حين يخرج أحد ما ليقول الشعب فاسد فلا تلومونا. بهذا المعنى، فهذه المحاججة التي يقدمها البعض، تنفع في شيء واحد، وهو الهجوم علينا، ولكنها لا تنفع في الدفاع عن تعديل النظام الداخلي. إن كان المقصود هو الهجوم علينا فنحن مستعدون للدفاع، ولكن إن كان المقصود هو نقاش تعديل النظام الداخل فهذه الحجة غير صالحة.

  • الجماعة يريدون مناكفتكم لأنهم يعتبرون أنكم في الأساس تناكفونهم. يعني الرجل يحتاج زمناً ليتم عمله، هذه من بديهيات الحياة؛ فهو يحتاج زمناً لكي يتم مهامه؟ كيف نريد أن نزيله ونأتي بأحد جديد ويبدأ من جديد... يعني هذه ليست طريقة صحية للعمل، أنتم تلقفتم القصة وكبرتموها.

الحجة المقدمة واضحة، أي تلك القائلة بأنه تم بناء علاقات وينبغي استكمالها... ولكن أقول التالي: الدكتور بدر جاموس، مع الاحترام له، موجود في هيئة التفاوض، وإن لم يكن رئيساً لهيئة التفاوض، أي إذا لم يترشح رئيساً، فهو مستمر ضمن هيئة التفاوض، وبالتالي هو قادر على تجيير العلاقات التي كونها، على افتراض أن هذه العلاقات قد أخرجت الزير من البير وأنجزت الكثير، قادر على أن يجيرها لمصلحة المؤسسة. أليس هذا هو المنطق الذي تعمل وفقه المؤسسات؟ أم أننا، وكي ندافع عن سياسة معينة، نعيد تكرار الحجج والمنطق المستخدم عند النظام؟

  • طيب على سيرة النظام، مهند أنت في منصة موسكو صحيح؟ بالله عليك ما هي منصة موسكو؟ كيف منصة موسكو وأنتم معارضون للنظام؟ حدث العقل بما يعقله وبما يُعقل، وأنتم هل لكم عين أن تتهموا الجماعة في هيئة التفاوض أنهم يتأخرون ويتقدمون في الأداء، وأنتم منصة موسكو، في أحضان قتلة الشعب السوري؟

والله لنا عين، وعين قوية جداً، لأن هذا الهجوم علينا طوال هذه السنوات أسقطته الحياة، أسقطته الوقائع. أولاً: تسمية المنصات المختلفة جاءت على أساس الأماكن التي تمت فيها الاجتماعات، حيث عقدت ثلاثة اجتماعات أساسية للمعارضة في مرحلة تشكيل الأجسام المعنية بالتفاوض؛ عقد اجتماعٌ في الرياض ضمّ جزءاً من مكونات المعارضة، عقد اجتماعٌ في القاهرة، وعقد اجتماع في موسكو. وعلى هذا الأساس سميت هذه المنصات التي ذكرت في القرار الدولي، ولذلك هذه التسمية لا معنى لها إلا المكان. من يريد استخدامها سياسياً من أجل الهجوم فهذا شأنه، وهذا اصطياد في الماء العكر.

  • يعني أنتم منصة موسكو فقط لأنها شكلت في موسكو، وليس لها علاقة لا من قريب ولا من بعيد بكم، وأنت تريدني أن أصدقك؟

نعم، لا تصدق، فأنا لا أتكلم لك، أنا أتكلم للناس. ودعني أزدك من الشعر بيتاً. الناس تحكم على القوى السياسية من خلال تراكم الثقة بالمواقف الصحيحة. نحن كمنصة موسكو أمسكوا مواقفنا من عام 2011 إلى اليوم وادرسوها. حين صدر بيان جنيف، قلنا: إننا مؤيدون وداعمون لهذا البيان، ماذا قالت «المعارضة الرسمية» في حينه؟ رفضته، ومن ثم اضطرت إلى قبوله. صدر القرار 2254، وكنا من أول المؤيدين له، وقلنا: إنه ضروري وإنه هو الحل. «المعارضة الرسمية»، في حينه الائتلاف، رفضته ومن ثم عادت واضطرت إلى الالتحاق به. هذا التراكم في المواقف الخاطئة يضعفك سياسياً ويضعف مصداقيتك. أضف إلى ذلك، أننا نحن، مقارنة بالآخرين، لم يقيض لنا أن نسيطر على منطقة من مناطق سورية لنري البديل الذي لدينا.

  • لأنكم ليست لديكم حاضنة لم تسيطروا...

ليست لدينا حاضنة دولية؛ الآخرون الذين قيضت لهم السيطرة على مناطق، قيضت لهم في إطار الحاضنة الدولية التي احتوتهم أو الحاضنة الإقليمية، هذا أمر تعلمه الناس جيداً.

  • أنتم لديكم حاضنة أيضاً، الحاضنة الروسية، أنتم تستطيعون التجول في سورية من قاعدة حميميم حتى دمشق.

هذا ادعاء أنت تقدمه على أنه حقيقة، وأنا أقول لك: إنه ليس حقيقة. ولو أنه كانت لدينا هذه الحاضنة، بهذا المعنى، لكنا سيطرنا على مناطق في سورية أسوة بالآخرين، لأن الوزن الروسي في سورية لا يقل عن الوزن التركي مثلاً.

  • يقال إنكم ترفضون التمديد في هيئة التفاوض لأنكم منصة موسكو، وتريدون الاصطياد في الماء العكر، وتريدون تحميل الأشياء ما لا تحتمل. والفقرة الثانية من نقاشنا منطقية، أنتم منصة موسكو، كيف أصلاً تتهمون الجماعة هنا وهناك، وأنتم في حضن الروس؟

هل تسمح لي أن أقول لك: إن تكرارك لهذه العبارة هو خروج عن اللياقة؟ هو خروج عن اللياقة وليس تعبيراً سياسياً ولا دبلوماسياً. نحن أناس وطنيون مستقلون لدينا مواقف واضحة منذ بداية الأزمة، وهذه المواقف أثبتت صحتها. بداية من الحل السياسي، نحن كنا من الداعيين الأوائل للحل السياسي في الشهر الثالث من عام 2011 وفي الشهر الرابع والخامس، قلنا: إنّ هذه المسالة لن تذهب لا لإسقاط نظام ولا لحسم عسكري. أولئك الذين كذبوا على الناس، سواء من المتشددين في النظام أو من المتشددين في المعارضة، وقالوا: نعم الأمور ذاهبة لحسم عسكري أو باتجاه إسقاط نظام، دفّعوا الناس دماً، ولم يصلوا إلى أيّ من النتيجتين. مشكلة هؤلاء أنهم لم يفهموا الوضع الدولي ولا خصوصية سورية. نحن ندّعي أنه كان لدينا تقدير صحيح للتوازن الدولي، سمح لنا أن نتنبأ أن سورية لن يتكرر فيها لا النموذج التونسي ولا النموذج المصري ولا حتى النموذج الليبي أو غيره، وسيكون لها نموذجها الخاص، وستكون الأزمة طويلة طويلة طويلة.
هذا كان تقديرنا منذ اللحظات الأولى. لذلك نحن لم نكذب على الناس، وتحملنا الهجوم. ما قلناه لم يكن متناسباً مع المزاج الشعبي، نحن نعلم ذلك، ولكنّ مسؤوليتك كسياسي يعتبر نفسه مسؤولاً تجاه دم الناس وتجاه وضعها وحياتها أن تتكلم الحقيقة، حتى ولو تمّ شتمك. لذلك تم شتمنا، وتم تصنيفنا مرة مع النظام ومرة مندسين ومرة شبيحة... ولكن لا مشكلة، فالناس تتعلم بالتجربة، والناس تراكم الثقة بالقوى السياسية على أساس المواقف الصحيحة.

  • تقييمك للدور الروسي في سورية ما هو؟

نحن نقيم مواقف الدول المختلفة على أساس فهمنا لمصالحها، وليس على أساس رغباتنا. ضمن فهمنا لمصالح القوى الدولية والصراع الدولي، فإننا رأينا مبكراً التالي: هنالك صراع على تغيير النظام العالمي، ليس اليوم، على الأقل من 15 إلى 20 عاماً. ضمن هذا الصراع، هنالك قوى متراجعة وهنالك قوى متقدمة، وبالأساس بالمعنى الاقتصادي. بمعنى أننا أمسكنا المؤشرات الاقتصادية المختلفة ودرسناها، منذ ذلك الحين، وحتى قبل ذلك الحين، كان من الواضح لدينا أن الغرب ككل ذاهب باتجاه التراجع. وهذا الأمر اليوم لم يعد تبصيراً ولا ضرباً بالمندل، بل أصبح واقعاً ملموساً أمام الناس. بالمقابل، هنالك قوى صاعدة، هذه القوى الصاعدة اقتصادياً هي الصين وروسيا والهند وحتى السعودية وتركيا. تاريخياً، كان للدول الصاعدة اقتصادياً، مصلحة في الاستقرار، بالمقابل، فإن الدول المتراجعة لها مصلحة في الحروب كي تدافع عن هيمنتها الاقتصادية، نحن نفهم الأمور بهذا الشكل.
وعليه، فاليوم، الحل في سورية لن يكون غربياً؛ الغرب لا يريد حلاً في سورية، الغرب يريد إطالة الأزمة لأقصى مدى ممكن، ويريد تكريس تقسيم الأمر الواقع. بالمقابل، روسيا والصين وتركيا والسعودية ومصر وبعض الدول الأخرى الصاعدة، لها مصلحة في الوصول لحل سياسي في سورية، ولتغيير في سورية، والذي لا باب له إلا 2254.
لذلك، من له مصلحه بالحل السياسي؟ نحن برأينا مجموعة أستانا هي التي لها مصلحة حقيقية في الحل السياسي في سورية، والصين في الخلفية بالمعنى الاقتصادي، وموقفنا المختصر هو أن هذه القوة التي اسمها روسيا، لها مصلحة في الحل السياسي، ونحن عملنا كجزء من الناس التي تدعي أنها تمثل شيئاً ما من الشعب السوري، أن نحاول أن نبحث عن التقاطع في المصالح وليس أن نضع أنفسنا مع أولئك الذين يعملون ضد الحل في سورية.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1185
آخر تعديل على الإثنين, 05 آب/أغسطس 2024 12:31