افتتاحية قاسيون 1040: الدستورية: المطلوب نتائج حقيقية
تبدأ اليوم، الاثنين ١٨ تشرين الأول، أعمال الجولة السادسة للجنة الدستورية السورية في جنيف، وذلك بعد انقطاع استمر تسعة أشهر جرى خلالها الكثير.
كانت آمال المتشددين الواضحة والمعلنة، هي في عدم انعقاد أية جولة إضافية للجنة، وبذلك كانوا يأملون لا بدفن الدستورية فحسب، بل وبدفن 2254 معها. وانعقاد الجولة الجديدة هو دفن لآمالهم هذه.
ورغم أن هذا الأمر إيجابي بحد ذاته، لكنه غير كافٍ إطلاقاً؛ فإذا كانت الدستورية قد لعبت خلال السنوات الماضية دور غرفة الإنعاش المركز للحل السياسي، فإن المريض يمكن أن يموت في غرفة الإنعاش أيضاً ما لم يقدم له العلاج المناسب...
دفع اللجنة الدستورية نحو لعب دورها كمفتاح لتطبيق الحل السياسي الذي يشكل الترياق الوحيد الشافي من الكارثة السورية، بات يتطلب خطوات حقيقية على صعيدين:
عام: يتعلق بالظروف المحيطة بعمل اللجنة، والتي بات واضحاً أنها لن تسمح لها بالتقدم بسبب سيطرة ونفوذ المتشددين. تغيير هذه الظروف يمر عبر التطبيق الكامل والمتوازي لبنود 2254 كاملة، وعلى رأسها جسم الحكم الانتقالي.
خاص: ويتعلق بالظروف الداخلية لعمل اللجنة، والتي تحتاج إلى ثلاثة تطويرات حاسمة:
١- نقل أعمالها إلى دمشق مع تأمين الضمانات اللازمة، وإنهاء محاولات التعاطي معها بوصفها «لعبة سياسية تجري في جنيف».
٢- تعديل تركيب اللجنة بحيث تضم أوسع طيف ممكن من السوريين، بما يضمن نجاحها في تأدية مهمتها.
٣- بث أعمال اللجنة ونقاشاتها بشكل مباشر على العموم، بحيث يتمكن السوريون من سماع ورؤية سلوك وأقوال الذين يقولون إنهم يمثلونهم وحريصون على إنهاء كارثتهم... ومن يرفض هذا البند بالتحديد يقيم الحجة على نفسه قبل أن يقيمها عليه أحد!
إن استهداف المتشددين من الإيحاء بالحركة دون القيام الفعلي بها، ومن تضييع الوقت على العموم خلال السنوات الماضية، كان محدداً بمنظور مصالحهم الأنانية وعدم رغبتهم بتقديم أي تنازل للشعب السوري.
وبالنسبة للأمريكان والصهاينة، فإن استهداف تضييع الوقت كان تعميق الاستنزاف وتكريس تقسيم الأمر الواقع وصولاً إلى حالة انهيار شامل.
الأشهر القليلة الماضية، تظهر بكل وضوح أن الأمريكي والصهيوني قد وصلا -من وجهة نظرهما- إلى مرحلة تثمير الاستنزاف التي يعبرون عنها بشعار «تغيير سلوك النظام»، والمقصود هو اقتلاع سورية من موقعها التاريخي.
وعليه، فإن أي تضييع إضافي للوقت، وأية تمثيليات حركة كاذبة، لن تنطلي على أحد، وأكثر من ذلك فإنها ستصب مباشرة في خانة الأمريكي والصهيوني، ولذا لا يجوز للوطنيين التهاون معها، نهائياً.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1040