الفلسطيني يضرب... والخونة يحسسون على الرقاب

الفلسطيني يضرب... والخونة يحسسون على الرقاب

لا نقاش في أنّ نضال الشعب الفلسطيني كان دائماً منارة لكل السائرين على دروب الحرية ودروب محاربة الظلم بأبعاده المحلية والعالمية... وهذا النضال مصدر قوة وعز وافتخار لكل إنسان يقف في وجه الظلم في أية بقعة من بقاع العالم.

ولأنّ الأمر كذلك، فإنّ بعض بيانات ومواقف التأييد (غير المعتادة) التي رأيناها خلال الأيام القليلة الماضية، تستحق الوقوف عندها لمحاولة فهمها.
هنالك بطبيعة الحال قوى منافقة سياسياً تظهر تأييدها الشكلي للشعب الفلسطيني في حين تمارس في بلدانها ممارسات ضد شعوبها بالذات وبالتناغم مع الأمريكي والصهيوني في نهاية المطاف... أحد أدوات كشف النفاق السياسي لهذه القوى هو تجنبها الإشارة إلى الأمريكي في معرض تأييدها للفلسطيني وإدانتها للـ«إسرائيلي»، مع أنّه لا يمكن نفي النفاق حتى لدى بعض القوى التي تهاجم الأمريكي لفظياً ولفظياً فقط.
وهؤلاء معروفون على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، ولكن الجديد هذه المرة هو أنّ هنالك قوى وتيارات وأشخاصاً طالما كانوا معادين صريحين للقضية الفلسطينية، يعلنون الآن تأييدهم لها!
كمثال على ذلك، فإنّ هنالك عدة أصوات في الكونغرس الأمريكي، وعلى غير العادة، نشرت يوم أمس على حساباتها على تويتر تأييداً للفلسطينيين وإدانات للكيان.
ليس نادراً تماماً في التاريخ الأمريكي أن تخرج بضع أصوات منفردة ضمن الكونغرس الأمريكي بهذا الاتجاه... ولكن هذه المرة حسب ما نعلم هي الأوسع.
أكثر من ذلك، نسمع اليوم بيانات تأييد من أطراف ضمن الحرب الأهلية اللبنانية كانوا وما يزالون عملاء واضحين للصهيونية... أليس ذلك أمراً يستدعي التوقف عنده؟
التفسير الأولي لدينا يظهر واضحاً في مقالات سابقة نشرتها قاسيون سابقاً بينها (الكيان الصهيوني إلى زوال- قاسيون العدد 1007/ 1آذار 2021). ولكن ربما يظهر بشكل أوضح في مقالة جديدة للكاتب الصهيوني دون دافيس نشرت في (ذا تايمز أوف إسرائيل) يوم 4 من هذا الشهر، بعنوان: الولايات المتحدة، إسرائيل، وإيران... وسنقف عندها بشكل مفصل في عدد لاحق من قاسيون.
وبكلمة واضحة، فإنّ أولئك الذين اعتمدوا على «إسرائيل» طوال عقود مضت، يدركون الآن أنها ليست بقادرة على الدفاع عن نفسها وعن مصالحها هي... وبدأوا بالتالي يحسسون على رقابهم، ويبحثون عن صيغ للتوافق مع أبناء بلدانهم!

(النسخة الإنكليزية)

معلومات إضافية

العدد رقم:
1017
آخر تعديل على الإثنين, 10 أيار 2021 21:14