أبو الفول الجولاني... ليس المهرج الوحيد على الساحة!
سعد صائب سعد صائب

أبو الفول الجولاني... ليس المهرج الوحيد على الساحة!

تناقلت المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي خلال الأسبوع الماضي، وبقدر متوقعٍ من السخرية الممزوجة بالحنق، الصور والفيديوهات التي أطلقتها ماكينة النصرة الإعلامية لزعيمها أبو محمد الجولاني متنقلاً باللباس المدني في إدلب ومخالطاً «الرعية» أو «سواد الناس»، بل ومتفضلاً بمشاركتهم الطعام وبالحديث إليهم وسماع شكواهم...

ورغم ما للمشهد من أبعاد سياسية باتت معروفة وواضحة، وعلى رأسها الاستثمار الأمريكي الذي عبّر عنه جيمس جيفري بشكل واضح منذ عدة أشهر حين فتح الباب لرفع النصرة من قوائم الإرهاب، وكذلك محاولات «سورنة» النصرة التي يشترك فيها مركز مجموعة الأزمات الدولي الأمريكي ICG، فإنّ لطبيعة التفاعل معه، ليس من عموم السوريين، بل بالذات من القوى السياسية السورية، معاني مريرة أخرى...
فبعض القوى السورية المعارضة، التي سبق لها ولقياديين فيها أن اعتبرت النصرة «جزءاً لا يتجزأ من ثورة الشعب السوري»، بل وناشدت في حينه الإدراة الأمريكية لمراجعة قرارها إدراج النصرة في قوائم الإرهاب، هي ذاتها التي تشترك اليوم في السخرية من الجولاني!
على الضفة نفسها، وبالطريقة الكوميدية ذاتها، نرى سخرية قوى معارضة بعينها من انتخابات مجلس الشعب الأخيرة، وهي ذاتها القوى التي تحولت انتخاباتها الداخلية إلى نسخة كربونية عن طريقة الانتخابات الشكلية والتزويرية السائدة لدى النظام منذ عقود طويلة. حتى إنّ المرء ليتخيل بعض قوى المعارضة بوصفها فرعاً من فروع اتحاد الطلبة من حيث طرق الإدارة والانتخابات!
ضمن السخريات المرة أيضاً، تلك التي نراها من جانب قوى وتيارات في النظام، من تلك التي تدّعي تألمها على الشعب السوري نتيجة العقوبات الغربية عليه، وهي ذاتها التي لم ترتدع عن قمعه ولا تزال، وعن نهبه ولا تزال، وأكثر من ذلك، فهي ذاتها التي لا تزال مصرة على الدولار كعملة للتبادل مع الخارج ومصرة على الغرب كشريك استيراد وتصدير، وترفض بالممارسة العملية أي توجه نحو الشرق، وأي سلوك داخلي أو خارجي من شأنه أن يخفف عبء العقوبات على السوريين.

آخر زمن

يدرج بين الناس أن يصفوا درجات الانحطاط غير المسبوقة التي تطفو على السطح في فترة تاريخية ما، بأنها دلالات (آخر زمن)... وربما يرتبط ذلك بشكل ما مع معتقدات معينة بالمعنى الديني، ولكنه بالتأكيد يرتبط بخبرة تاريخية مختزنة في التفكير الجمعي؛ فحين تكثر المظاهر المنحطة فذلك بالفعل «آخر زمن»، أي أنه آخر زمن معين وبداية زمن آخر...

معلومات إضافية

العدد رقم:
978
آخر تعديل على الإثنين, 10 آب/أغسطس 2020 13:41